استيقظ قطاع غزة صباح الإثنين، على فاجعة وفاة العروس "إسراء عمّار" في قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الحكومية، بعد أقل من 72 ساعة على زواجها، وذلك بعد يوم واحد من وفاة مواطنة وأجنتها الأربعة نتيجة الإهمال خلال عملية الولادة، وهو ما أدى إلى تصاعد حالة الغليان في الشارع والتي دفعت البعض للمطالبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستقالة وكيل وزارة الصحة د.يوسف أبوالريش.
يقول والد الضحية أبومحمود عمار (50 عاما): "الأربعاء الماضي كانت إسراء ملكة كونه يوم زفافها، وكانت تبدو كأنها تشعر بأن هذا اليوم سيكون آخر أيامها، وبعد إتمام حفل الزفاف توجهت لبيت زوجها وفي اليوم التالي صباحا كانت تعاني من نوبة برد شديدة، فتوجهنا بها إلى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس، وأخبرنا الممرضة بأنها تعاني من حالة برد، وهنا بدأوا وضع محلولا فقاموا بثقب يدها 20 ثقبا من أجل تركيب المحلول وفي النهاية قرروا أن يتم تركيب المحلول في الرقبة".
ويضيف: "في هذه الأثناء ازدادت حالة إسراء سوءا، وهنا انخفض مستوى السكر والضغط، حيث كان في البداية مستوى السكر 45".
أقرأ أيضًا :
الفتيان يؤكد أن الوفد المصري يحمل أفكارًا لتنفيذ الجدول الزمني لاتفاق 2017
ويشير والد إسراء إلى أنها تعاني أحيانا من انخفاض في مستوى السكر الذي عانت منه آخر مرة قبل ثلاث سنوات، الأمر الذي تضطر لأجله أن تأخذ حقنة جلوكوز جرعة 10 وتنتهي الأعراض، وفقاً لحديث والدها.
ويضيف "هذه المرة بدل أن يضعوا لها جولكوز 10 قاموا بإعطائها جولكوز 20 الأمر الذي حاولوا تعديله بإعطائها محلول ملحي لمعادلة السكر، وبعدها قرروا أن الحالة بحاجة لمبيت في المستشفى وهنا قمنا باصطحابها لقسم السيدات في المستشفى، وحين رأتها الممرضة قالت إنها بحاجة لتحاليل جديدة للدم، وتم عمل ذلك لها، وبعدها اختفت الممرضة من المستشفى كليا ولم نعلم ما هي نتيجة فحوصات الدم التي تم أخذها من ابنتي".
"بعدها أصبح القلب لدى إسراء يدق بقوة وصدرها يعلو ويهبط، وكل هذا ونحن لا نرى أمامنا طبيبا واحدا نتحدث إليه حول صحة إسراء ووضعها، وفي كل مرة كنا نسأل عن الطبيب المناوب أو المسؤول لا نجد إجابة، وبعدها فوجئنا بحضور ممرضة تريد أن تعطي إسراء محلولا للمزيد من الجولكوز، وهنا رفضت وقلت لها "افحصي السكر أولا"، وفقا لحديثه.
وعند فحص السكر تبين أن السكر وصل لمعدل 500 ومن ثم إلى 700، وهنا ساءت حالة إسراء بشكل متسارع و"هنا قمنا بالاتصال على جار لنا يعمل طبيبا هناك فقال إن إسراء تعاني من حموضة في الدم، وأنه يجب على الفور أن يتم إدخالها إلى قسم العناية المكثفة، وفي طريقنا للعناية فوجئنا بالممرضة تخبرنا بأن هناك شخصا مريضا في العناية المكثفة يرفض الخروج من الغرفة وحينها كانت الساعة الخامسة مساء"، على حد قول والدها.
ويقول "ذهبت للصلاة وحين عدت وجدت مجموعة من الأطباء يسيرون بسريرها سريعا خارج القسم، وهنا كانت الصاعقة فلا أكسجين لديها والقلب متوقف والضغط شديد الهبوط، وحين وصلنا لغرفة العناية المكثفة في الاستقبال التابع للمستشفى وجدت عشرة أطباء يلتفون حول سريرها وهنا صرخت بهم جميعا "لما كانت تعبانة ما لقيت واحد منكم لكن لما تعبت وقربت تموت لقيتكم عشرات"، ويؤكد "بقيت إسراء في قسم العناية المكثفة من ليلة الجمعة الماضية حتى اليوم صباحا حتى تم الإعلان عن وفاتها بعدما دخلت في غيبوبة كاملة".
ويختم حديثه بالقول "الإهمال حدث في الفترة التي تم نقلها فيها للعناية المركزة حيث انتظرت ابنتي ثلاث ساعات هناك"، أما في ما يتعلق ببيان وزارة الصحة الذي تقول فيه الوزارة إن إسراء مريضة مسبقاً فيرفض والد إسراء بيان الصحة، ويقول "على المستشفى أن تثبت ولو بورقة أن ابنتي كانت تتعالج لديهم أو أنها كانت تراجع من أجل العلاج، ابنتي ليست مريضة فأي شخص معرض لهبوط في مستوى السكر".
ويضيف "هناك إجراءات سنقوم بها ضد وزارة الصحة، رغم علمنا أن كل ما سنفعله سيكون بلا جدوى"، ويؤكد "فليبحثوا عن ضحية جديدة بعد إسراء لأنها حين تعبت لم تجد أي طبيب ينجدها بينما حين ماتت كانوا جميعاً حولها".
ويؤكد "ابنتي لا تتعاطى أي نوع من الأدوية الخاصة بالسكري، ولذلك أنا أرفض ادعاء وزارة الصحة كليا وعليهم أن يثبتوا ادعاءهم بأن إسراء كانت تتعالج لديهم من مرض السكري".
يذكر أن حالة من الغليان اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي جراء هذه الحادثة والتي سبقتها حادثة موت المواطنة نور سليم في مستشفى الشفاء بغزة الأمر الذي دفع بعض المعلقين لمطالبة وكيل وزارة الصحة د.يوسف أبو الريش بالاستقالة.
قد يهمك أيضًا :
"حشد" تُطالب المسؤولين الأممين بمعالجة تلوث خزان المياه الجوفية في قطاع غزة
وفد أمني مصري يصل إلى غزة لبحث التهدئة والمصالحة الفلسطينية
أرسل تعليقك