مقاتلو داعش يتوجّهون نحو مدينة الرقة ونساء يُشاركن في تحريرها
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

أفراد التنظيم يتسللون إلى أكواخ المقاتلين الأكراد ويفجّرون أنفسهم

مقاتلو "داعش" يتوجّهون نحو مدينة الرقة ونساء يُشاركن في تحريرها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - مقاتلو "داعش" يتوجّهون نحو مدينة الرقة ونساء يُشاركن في تحريرها

كيمبرلي تايلور من بلاكبوم​
لندن _ سليم كرم

يعدّ وقت الليل على طول خط المواجهة مع تنظيم "داعش" في شمال سورية محفوفا بالمخاطر، حيث يطلق "داعش" نيرانه في أي مكان، حيث تشارك النساء في قواعد الميليشيات الكردية لقتال "داعش" وبينها المقاتلة كيمبرلي تايلور (28 عاما) التي تبعد قاعدتها العسكرية 6 أميال عن خط المواجهة.

وعلم المقاتلون الأكراد أن آخر تكتيكات "داعش" في القتال تمثلت في التسلل ليلا في أكواخ المقاتلين الأكراد وتفجير أنفسهم، وتنتمي تايلور إلى وحدات حماية المرأة التابعة إلى القوات الكردية المناهضة لـ"داعش" والمشاركة في تحرير الرقة، وتقاتل القوات النسائية بجانب ائتلاف من الميليشيات المسيحية العربية والآشورية، وتحاصر القوات حاليا العاصمة الرقة بدعم من القوات الجوية الأميركية، وأعربت تايلور عند استعدادها للموت كما تحمل على ساعدها الأيسر شارة كتب عليها شعار "حياة واحدة".

ولم تسهم الإحاطات الإعلامية السابقة بشأن الهجوم على الرقة في تخفيف الأخطار التي تنتظر المدينة ومقاتليها، حيث لاحظت تايلور تراجع مقاتلي "داعش" من القرى متجهين نحو الرقة، وأضافت "إنهم يحضرون لهذه الخطوة منذ فترة طويلة، المئات منا سيموتون في الرقة وأفقد الكثير من الأصدقاء"، وعلى طول طريق M4 السريع إلى الغرب تظهر القرى والأراضي المحطمة التي سيطرت عليها "داعش" وتم تحريرها مؤخرا، وبدت القرى مهجورة بينما تزيد نقاط التفتيش، ويمكنك رؤية السدود الأرضية الضخمة والخنادق على طول الطريق المقفر ما ساعد في وقت سيارات "داعش" المفخخة.

وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 100 ألف مدني داخل الرقة بالإضافة إلى 5 آلاف من مقاتلي "داعش"، ويتقدم نحوهم من الشمال والشرق 3 آلاف مقاتل كردي وعربي من القوات الديمقراطية السورية (SDF)، وهناك جبهة أخرى تدفع بنحو 2500 جندي من الجنوب الغربي في اتجاه بلدة "طبقا"، وأفادت القائد العربي جيهان شيكس أحمد "تظهر الوثائق أن داعش زرعت العديد من المتفجرات والبراميل المحتوية على قنابل في جميع أنحاء المدينة"، ومن المتوقع أن تكون الفخاخ المتفجرة في أماكن غير محتملة مثل أكوام القمامة والدراجات النارية وعلب المشروبات.

وتضيف سوزان كوباني (38 عاما) أحد كبار الضباط الذين يشرفون على عمليات الرقة "وضعت داعش المدنيين في معسكرات حول المدينة بشكل استراتيجي بحيث لا تستطيع قوات الدفاع مهاجمة مناطق معينة، وإذا حاول المدنيون الفرار يتم إطلاق النار عليهم"، كما تستخدم "داعش" المدنيين كدروع بشرية ضد الغارات الجوية، إلا أن أحد المواطنين وبينهم عبدالله عمر (29 عاما) تجاهل تحذيرات "داعش" وعبر نهر الفرات عندما ربط نفسه بحبل وجده صدفة ممتدا عبر النهر، ويقول عبدالله "كان التيار شديدا لكني كنت أموت من البقاء في المدينة"، ويقوم حراس "داعش" بدوريات في ضفاف النهر ويطلقون النار على أي شخص في الماء، ويقول المواطن أحمد ألوجلا (60 عاما) من حلب إنه رشى حارسا تابعا لـ"داعش" بـ200 دولار لغض الطرف عن زورق يحمل أسرته عبر النهر، مضيفا "ليس لدي أي شيء لا ممتلكات ولا شيء ولكن لدي حريتي"، ويشير هذا الواقع إلى أن الفقراء فقط هم من تقطعت بهم السبل في الرقة ولم يستطيعوا الهرب.

وخاطر البعض من المواطنين بحياتهم، حيث عثر على صبي متعثر قبل ثلاثة أيام في الشمال حاول الهروب مع اثنين من البالغين اللذين حاولا التنقل عبر حقل ألغام دون مرشد فقُتل أحدهما وفقد الآخر ساقيه، وحاول الصبي سحبه ولكن في نهاية المطاف أقنعه الرجل بأن يذهب بمفرده ويتركه، وأشارت سيدة تدعى أنيسة إلى أن "داعش" أصبح يخفف قبضته مع اقتراب المعركة قائلة "في السابق كانوا أكثر صرامة حول ارتداء النقاب لكنهم الآن لم يعودوا كذلك لأن القتال أصبح قريبا".

ويبدو أن الرقة مدينة تحمل الكثير من الأسرار حيث تشير الوثائق إلى احتجاز مئات النساء كعبيد بينما لم يتم تحرير سوى 137 منهم فقط، وأوضحت المحاربات الإناث التابعات للقوات الكردية أن ما دفعهم إلى التقدم في عملهن هو فكرة تحرير النساء اللواتي تعرضن للإيذاء من قبل "داعش"، حيث يعد هذا الهدف أكبر من هدف القضاء على داعش، وتابعت كوباني "إنها معركة أيديولوجية ضد النظام تبدأ بمحاربة داعش ثم بمحاربة العقلية الذكورية".

ولم يكن لدى تايلور خبرة عسكرية قبل الانضمام إلى القوات الكردية إلا أنها سافرت إلى العراق عام 2015 لمساعدة اللاجئين ولتشهد واقع حياتهم، ولكن محنة النساء اليزيديات وتعرضهن للاغتصاب والاستعباد من قبل "داعش" غيرت مستقبلها، وتضيف تايلور "حرفيا حاولت الأمهات إعطائي أطفالهن للعودة إلى أوروبا وكن جادات تماما وتوسلن لي لفعل أي شيء"، ودخلت تايلور سورية في مارس/ أذار العام الماضي وانضمت إلى لواء الميليشيا الكردية الدولي الذي يضم نحو 100 متطوع من اليسارييت والاشتراكيين والفوضويين من أوروبا وأميركا ونحو 12 من بريطانيا.

وتبدأ الحياة على الجبهة من الخامسة صباحا بتناول الإفطار من الدجاج المعلب وأحيانا علب من السردين ومثلثات الجبن والسجائر أيضا، بينما يعد الاستحمام من الترف ويقضي الجنود أسابيع من دونه، أما المراحيض فتتمثل في مجرد حفرة في الصحراء، وتحب تايلور الحياة على الجبهة وتحب فكرة قتل الرجال الذين عذبوا النساء، كما تحب حقيقة أن النساء هم اللواتي يخبرن الولايات المتحدة أين ومتى ينفذن الضربات الجوية للتحالف، وقبل وقت قصير من الغسق ظهر جاك هولمرز المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والملتحي والذين عاد من بلدة طبقا مسرح القتال شرس مع داعش، وخلال فترة وجوده في سورية أطلقت على هولمز النيران أكثر من 40 مرة ودخل المستشفى مرة واحدة عندما انفجرت رصاصة في ذراعه اليمنى، وجاء هولمز من الساحل الجنوبي لإنجلترا منذ 8 أشهر، وكشف هولمز عن فقده العديد من الأصدقاء الأكراد والأجانب، مضيفا "أحدهم هو ريان لوك عمره 20 عاما من شيشستر والذي أطلق النار على نفسه قبل عيد ميلاده عندما حاصرته داعش في بداية الهجوم على الرقة"، وأوضح هولمز أنه سيفعل الشيء نفسه إذا حاصرته داعش لكنه يفضل أن يموت في المعركة.

وأكد قائد الشرطة المحلية الحاج حسن عبدالخليل (55 عاما) في منطقة مابروكا المعقل السابق لداعش أن التنظيم المتطرف يتجه إلى المنطقة، مضيفا "لدينا معلومات استخباراتية من الرقة تفيد بتقدم مقالتي داعش نحو هنا"، حيث يشير الجوسيس داخل المدينة إلى أن الشاحنات المحملة بالمتفجرات غادرت وتتجه نحو الشمال، وتم الإخبار بنوع السيارة ولونها، وأمر الجنود في نقاط التفتيش بإطلاق النار على السائق إذا فشلوا في توقيفه على بعد 15 ياردة منهم، وأشار عبدالخليل إلى الاشتباه في الكثير من اللاجئين حيث حلق أعضاء داعش لحاهم واندسوا بينهم في مخيم مابروكا للاجئين.

وحذرت المخابرات الكردية مرارا من محاولة داعش نشر الانتحاريين في جميع أنحاء المنطقة، ما دفع نقاط التفتيش إلى التدقيق بشكل أكبر، وأوضح القائد روزيل أمانوس (25 عاما) الذي فقد 40 صديقا في الحرب "كنت في نقطة تفتيش بالقرب من شدادي، وتقدم نحوي رجل في سيارة ما جعلي قلقا وصرخت وأمرته بالابتعاد إلا أن السائق لم يتحرك حينها عرفت فأسرعت بالركض وبعد ثوان انفجرت السيارة"، وأعربت تايلور أن هذا التدمير ربما يعني أنها لن تستطيع العودة إلى ديارها، لكنها أضافت "أنا أقاتل من أجل الثورة والحرية والمساواة، أستطيع أن أموت وأنا أعلم أني قد عشت بالفعل".


 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلو داعش يتوجّهون نحو مدينة الرقة ونساء يُشاركن في تحريرها مقاتلو داعش يتوجّهون نحو مدينة الرقة ونساء يُشاركن في تحريرها



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday