مستندة إلى كرسي متحرك ومتوشحة كوفية فلسطينية، تمكنت الفلسطينية سلوى قبطي للمرة الأولى، الأربعاء، من زيارة قبر والدها بعد منع إسرائيلي استمر 70 عاما.
فعلى مدى 70 عاما حاولت قبطي مرارا زيارة قبر والدها الذي لم ترَه أبدا؛ إذ استشهد خلال أحداث نكبة عام 1948 قبل 4 أشهر من ولادتها.
وبعد أن اقتصرت مشاهدتها له على الصور الفوتوغرافية؛ فإن قبطي بمرافقة خالها صبحي منصور شاهدت، الأربعاء، قبر والدها فارس.
وتعود جذور قبطي إلى قرية معلول المهجرة التي حولت السلطات الإسرائيلية مقبرتها إلى منطقة عسكرية مغلقة حظرت على الفلسطينيين من أبناء القرية زيارتها منذ 70 عاما.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن إسرائيل دمرت مئات القرى الفلسطينية إبان نكبة عام 1948، وبنت على أنقاض الكثير منها قرى يهودية أو تركتها مهجرة دون أن تسمح لسكانها الأصليين بالعودة إليها.
وفي سابقة قانونية وافقت الحكومة الإسرائيلية على السماح لقبطي وخالها بزيارة مقبرة القرية التي باتت اليوم في داخل قاعدة تابعة
لسلاح الجو الإسرائيلي.
ولكن الموافقة لم تأتِ كبادرة إنسانية من السلطات الإسرائيلية، بل رضوخا لالتماس قدمته قبطي إلى المحكمة العليا الإسرائيلية.
فمن خلال المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة"، تقدمت قبطي بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح
لها بزيارة قبر والدها.
وقال مركز عدالة إنه "بعد 70 عاما من الرفض، نجح مركز عدالة في إجبار السلطات العسكرية على السماح بدخول السيدة سلوى قبطي وخالها صبحي منصور لمقبرة قرية معلول المهجرة وزيارة قبر والد سلوى وأقرباء آخرين، بعد أن منعتهم السلطات العسكرية من ذلك طوال 70 عاما، باعتبار المقبرة منطقة عسكرية مغلقة، وطالب كذلك بصيانة المقبرة الواقعة اليوم داخل قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي".
وفي ردها على الالتماس، قررت السلطات العسكرية السماح للسيدة سلوى قبطي وخالها بدخول المقبرة 3 مرات في السنة، وصيانة وتنظيف القبور، مقابل سحب الالتماس من المحكمة العليا.
واشترطت السلطات العسكرية الإسرائيلية دخول 4 أشخاص فقط مع خضوعهم لتفتيش أمني ومنعهم من حمل أي كاميرات أو آلات تصوير، ويمكن لهم الدخول 3 مرات في السنة بشرط تقديم طلب للدخول قبل 30 يوما من موعد الزيارة.
وفي تعقيبها على القرار، قالت نائبة مدير مركز عدالة، سوسن زهر، التي قدمت الالتماس: "للأسف؛ منع الجيش السيدة قبطي من زيارة قبر أخيها وأبيها طوال عقود، ومنعوها من ممارسة حقها الإنساني والقانوني والدستوري، دون وجه حق ودون الاستناد إلى دليل قانوني واحد، واليوم أجبروا على التنازل بعد تقديم الالتماس. صحيح أن القرار جيد بالنسبة لها وأنها ستتمكن أخيرا من زيارة قبر أبيها وأخيها اللذين لم ترَهما قط، لكن هذا لن يعوض سنوات الحرمان والغصة التي عانتها طوال هذه المدة".
وقالت قبطي لدى وصولها إلى قبر والدها:" يا أبي؛ لقد ربينا أبناءنا على ذكراك، ونواصل ذلك من أجل قضيتنا الوطنية جميعا".
ورافق سلوى العديد من الشخصيات الاعتبارية؛ ومنهم النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة والأب مسعود أبو حاطوم، وممثلو لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين.
وقالت قبطي: "سأعود إلى ضريح والدي لأخبره أننا لم ننسَه يوما، حافظنا على القضية التي استشهد من أجلها وربينا أبناءنا على ذلك. هذه زيارة شخصية. ولكنها أيضا جزء من القضية العامة".
وقد يهمك أيضًا:
بريطانية تثير غضب رواد موقع "تويتر" بعد انتقادها تدفّق المهاجرين إلى فرنسا
رواء النّجار أول فتاة فلسطينية تعمل في هذا مجال إنتاج الورد بعد تركها للتمريض
أرسل تعليقك