يعيش قطاع غزة في ظروف اقتصادية صعبة مما أصبح الإقبال على الزواج قرارًا غير سهل لدى كثير من الشباب خاصة في ظل الارتفاع الهائل في المهور والتكاليف الباهظة له في غزة ، لكن منذ خمس سنوات برزت على السطح مؤسسات مختصة في تقديم المساعدة للشباب المقبلين على الزواج والتي أصبحت الجهة الأولى التي يقصدها الشاب لمساعدته في تكاليف عرسه.
أكد رئيس مجلس إدارة مـؤسـسـة أكـــورد لتــيــسـيـر الــزواج عبد الفتاح شعبان أن الهدف من مؤسسات تيسير الزواج هو المساهمة في تيسير تكاليف الزواج الباهظة لتمكين الشباب من تحقيق أحلامهم وبناء مستقبلهم في ظل الوضع الاقتصادي الخانق والحياة المعيشية الصعبة في قطاع غزة.
وأشار شعبان إلى أن مؤسسته تمكنت من تنفيذ مشروع أفراح رغم الحصار والذي استهدف ثلاثة آلاف عريس فلسطيني ، لافتاٌ إلى أن مؤسسته تقوم بتوفير جميع المستلزمات الأساسية للزواج وتحمل نصف التكاليف والشاب النصف الاّخر.
من ناحيته، أكد مدير مشروع فرحة لتيسير الزواج الإعلامي سلامة العوضي أن مشاريع تيسير الزواج التي تقدمها مؤسسة فرحة أو باقي المؤسسات المهتمة بهذا الشأن تستهدف جميع فئات المجتمع الفلسطيني لمساعدتهم نظرًا للظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن فكرته نشأت من خلال تقديم برنامج "وداعا للعزوبية" خلال إحدى الإذاعات المحلية.
الشاب "سامي عرندس " 29 عاماً أحد الشباب الذين استفادوا من المؤسسات الداعمة للزواج بالتقسيط, وأوضح " تقدمت بطلب لإحدى مؤسسات تيسير الزواج وتمت الموافقة عليه وساعدوني بتكاليف الزواج مقابل تسديدها بالتقسيط وفق آلية معينة ".
وعن الأسباب التي دفعته للتسجيل في مؤسسات الزواج ، فأشار عرندس إلى أن راتبه قليل لا يتعدى 1200 شيكل ولا يتحمل تكاليف الزواج الكبيرة التي تصل لآلاف الدنانير بالإضافة إلى أن فترة الخطوبة تعدت السنتين مما دفع أهل عروسته بمطالبته بالتسريع في الترتيب لحفل الزفاف في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أنه تعرف على مؤسسات تيسير الزواج من إعلان عبر إحدى الإذاعات ، فتقدم بطلب لها لمساعدته في تكاليف الزواج ،وتمت الموافقة على الطلب وتم الاتفاق على تسديد الأقساط خلال عامين.
أما الشاب أحمد الخوالدة " 25 عامًا" فلم يكن لديه أي تفاؤل بتحقيق حلمه بالزواج بسبب الضائقة المالية التي يعيشها منذ سنوات وغلاء المعيشة المتزايد بالإضافة إلى ارتفاع المهور.
وبالرغم من وقوعه في حالة من الصراع النفسي حول كيفية البحث عن وسائل تساعده في إكمال فرحته ، فتوجه للمؤسسات تيسير الزواج مما أعاد له الأمل وساعدوه بأكثر من 70% من تكاليف عرسه.
ولم يكن بهاء وحده من لجأ إلى جمعيات تيسير الزواج لإتمام زفافه وتحقيق حلمه بل هناك عشرات الشباب الآخرين الذين لجأوا للفكرة ذاتها بعد أن وقف الغلاء وسوء المعيشة في وجه حلمهم الصغير.
مدير كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية أيمن أبو سويرح أكد ضرورة تقديم يد العون للشباب الغزي لتسهيل القضاء على ظاهرة تعسر الزواج التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية.
وأشاد أبو سويرح بدور مؤسسات تيسير الزواج الموجودة في غزة لأنها أصبحت تعتبر الباب الأول للشاب الذي يرغب في الزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، منوهًا إلى أن ارتفاع نسبة العزوف عن الزواج لدى الشباب بسبب غلاء المهور.
وأوضح أن المساعدات التي تقدمها لا تعتبر قروضًا لأن المبلغ الذي يسدده العريس أو المستفيد هو المبلغ نفسه الذي قدمته المؤسسة ، واختتم حديثه قائلاٌ " الأمر يشبه بدلُا ما يستدين من شخص وهو يعلم أنه لن يجد هذا الشخص الذي يساعده فتساعده هذه المؤسسات " .
أرسل تعليقك