الفتاة اللبنانية جنى تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها
آخر تحديث GMT 23:17:11
 فلسطين اليوم -

الفتاة اللبنانية "جنى" تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الفتاة اللبنانية "جنى" تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها

الفتاة اللبنانية "جنى" تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها
بيروت - فلسطين اليوم

تزخر بلدان العالم العربي بقصص عن فتيات نجحن بفضل إرادتهن وتصميمهن في تحطيم قيود المصاعب التي تكبّلهن، وتعوقهن عن بلوغ طموحاتهن وتحقيق ذواتهن. لم يكن الحظ إلى جانبهن دومًا، لكن ما أن سنحت لهن الفرصة لترجمة الطموح على أرض الواقع، حتى بلغت أصواتهن مسامع الناس أجمع.

وتأتي قصة "جنى" تعبير حيّ عن طموح لا يعرف المستحيل. فهي "جنى مكرم أبو كامل"، فتاة لبنانية عمرها 12 سنة، طالبة بمدرسة رؤوف أبو غانم في الصف السابع، تعشق الموسيقى والمطالعة. وعانت جنى من ضعف شديد في البصر، تفاقم بمرور الزمن حتى باتت اليومشبه كفيفة.قد يظن بعضهم أن هذا الابتلاء يستوجب العطف والشفقة كون جنى لا تستطيع أن تؤدي أعمالها اليومية من دون مساعدة أحد. لكن ظنهم ليس في محلّه، على الأقل بالنسبة لـحالة جنى.

بدأت رحلة جنى الملهمة بالتحاقها فيمركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد مرور فترة قصيرة على وجودها هناك انتبه مجموعة من المدرسين إلى نباهتها وقدرتها الفائقة على التعلُّم والاستيعاب السريع. فبادروا إلى تهيئة متطلّبات نقلها إلى مدرسة رسمية نظرًا لتفوقها. فقاموا بالتنسيق مع "جمعية الشباب المكفوفين في لبنان" لتعيين مشرفة تلازم جنى في مدرستها الرسمية التي نُقلت إليها.

وطوّرت جنى في تلك الفترة من حياتها حب القراءة والمطالعة، وكان لمربيتها ومعلمتها "مِس جمانة" دور محوري في ذلك. فهي التي قامت بتدريبها على لغة "برايل" للمكفوفين، مما سهّل على جنى أن تغرف من روائع الأدب العالمي ما شاءت، وأن توسع من مدراكها وفهمها للعالم بشكل كبير، لتكون الكلمات الجميلة التي تسرّبت إلى روحها من الكتب وسيلتها في تحطيم قيود اليأس.

وإذا كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، فإن أول خطوة قطعتها جنى في رحلة القراءة الطويلة كانت بقراءة قصة بسيطة بعنوان "دودة شديدة الجوع"، لا تزال تذكرها جيدًا. ثم توالت بعد ذلك الكتب التي قرأتها، والتي تنوعت في موضوعاتها، إلى أن قرأت كتابًا تصفه "جنى" بأنه أكثر الكتب تأثيرًا في حياتها. هذا الكتاب هو رواية "طيور أيلول" للأديبة اللبنانية إيميلي نصرالله؛ فقد وجدت جنىفي بطلته سمات كثيرة تجمعها بها، فـهي مثل بطلة الرواية "منى"، قوية الشخصية، صبورة، ولا تستسلم لبعض العادات والتقاليد التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق طموحاتها.

تعرضت بطلتنا جنى إلى كل ما يمكن تخيله من مواقفسلبية في تعاملها مع أقرانها كونها كفيفة، فلم يكن زملاؤها في المدرسة يلعبون معها خوفًا عليها، لكنهم اكتشفوا بمرور الوقت أنها قادرة على اللعب، وقادرة على أن تنجز واجباتها المدرسية بتفوق، وحتى على مساعدة أقرانها في دروسهم. وبهذه الطريقة بَنَتْ جنى ثقتها بنفسها، وثقة الآخرين فيها. هكذا أخبرت عمتها، هبة أبو كامل، معلمة اللغة العربية التي تولت تربيتها بعد غياب والدتها المفاجئ: "كنت أحثّها دائمًا على ألا تتهرب من إخبار من حولها بأنها كفيفة، لكن في الوقت نفسه، علّمتها ألا تقبل منهم أي عطف أو مساعدة، فهي لا تحتاج الآخرين إلا بقدر احتياجهم لها".

أصبحت جنى من الطالبات المتفوقات في مدرستها الجديدة، حيث حازت على المرتبة الأولى في جميع المراحل الدراسية، مما أثار انتباه مدير المدرسة الذي دعمها ووفر لها بيئة تساعدها على الإبداع والتميز. فبالإضافة إلى كونها قارئة نهمة، تنظم جنى الشعر وتكتب القصة القصيرة، حيث تطرح في قصصهاقضايا ذات بعد اجتماعي وإنساني، مستندة في ذلك إلى بصيرة لمّاحة وحسّاسة. وبعد أن لاقت كتاباتها إعجاب من حولها، أصبح حلمهاهو أن تصبح كاتبة.

ويطلعنا والد الطفلة جنى، مكرم أبو كامل، على جانب من تجربة ابنته، قائلًا: "بعد مرور أعوام على دخولها عالم القراءة والمطالعة، جاءت نقطة تحول في حياتها، أوقدت شغفها للقراءة، وذلك من خلال ترشيحها من قبل إدارة المدرسة للمشاركة في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تحدي القراءة العربي".دفعت المبادرة جنى وغيرها الكثيرين من أبناء الوطن العربي على القراءة بجدية وبتركيز أكثر، وشجعتهم على أن يختاروا في قراءاتهم موضوعات تفيدهم وتفيد مجتمعاتهم بشكل أكبر؛ فهدف المبادرة الرئيسي هو إيجاد أمة تقرأ وتعمل لتصل إلى مصاف الأمم المتقدمة في العالم".

وكان لطموح جنى الكبير، وتصميمها، ثم للبيئة الداعمة التي وجدتها في بيت جدّتها وفي المدرسة دور مهم في الأخذ بيدهاكي تجتاز الطريق المؤدي إلى النجاح وتحقيق التفوق في مبادرة تحدي القراءة العربي، حيث اجتازت اختبارات التصفيات في المسابقة لتفوز في المركز الأول على مستوى المحافظة، وتحتل المستوى الثالث في التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية اللبنانية كلها. وإن سيرة جنى ترجمة واقعية لمقولة الأديبة والناشطة الأميركية هيلين كيلر، التي عوضت فقدانها السمع والبصر بعطاء إبداعي قل نظيره: "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلًا إلى الأبواب المغلقة، بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتاة اللبنانية جنى تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها الفتاة اللبنانية جنى تتحدى عمى عينيها في سبيل تحقيق طموحاتها



تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:28 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

"عبد الهادي" حققنا المطلوب أمام اتحاد خان يونس

GMT 21:16 2014 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

جائزة نوبل للفيزياء إلى مخترعي مصابيح اليد المقتصدة للطاقة

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ملكة جمال العرب تلتقي بهيفاء وهبي في القاهرة

GMT 06:09 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

ناجية من السرطان ترسم البسمة على شفاه أطفال العراق

GMT 13:31 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

23 لاعبًا في قائمة ميلان استعدادًا لمواجهة نابولي الثلاثاء

GMT 19:27 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

علماء يحذرون من خطر قاتل تنقله الإيصالات

GMT 09:29 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

ناديا مراد تُطالب بتشكيل فريق للبحث عن الأيزيديات

GMT 00:46 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يتمسك بجبال الضفة الغربية في أي تسوية

GMT 00:39 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة تحضير مافن الشوكولاتة السوداء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday