أكدت الدراسات النفسية ارتفاع وارتباط حالات الطلاق بعد ظهور المسلسلات الرومانسية ولكن لا بد ان نعرف ونتعرف على أسبابها.
حيث تلعب الأفلام الرومانسية والمسلسلات الرومانسية بما تستنطق من ممثليها الذين يتمتعون بصفه جمالية عالية دور كبير في استفزاز المشاعر بين الزوجين وبالتالي يترك ذلك الاستفزاز الشاعري للمشاعر موقف سلبي يرسم خطوطه على شخصيه الزوج او الزوجة حيث تبيّن بعد ظهور المسلسلات التركية ارتفاع حالات الطلاق في العراق
وذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" أن حالات الطلاق بين 2004 و2014 بلغت 20 في المائة بالنسبة للمتزوجين الجُدد في العراق.
وجرى تسجيل أكثر من 4000 حالة طلاق في هذا البلد خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو لهذه السنة، تضيف المجلة.
وقال مختصون في علم الاجتماع إن الدراما التركية التي تُبث على شاشات الفضائيات العربية والتي تلقى شعبية كبيرة في أوساط العائلات العراقية، وتصور الرجال يتعاملون مع زوجاتهم برومانسية غير معهودة في المجتمعات العربية، تشكل سببا كبيرا في حالات الطلاق، وفق "ذي إيكونوميست".
وتبث هذه المسلسلات، وفق المجلة، قصصا عن زوجات جميلات يطلقن أزواجهن، وهي صورة مختلفة عن الصورة المعهودة للمرأة الشريرة في الدراما العربية التي تُطلّق زوجها وتنحرف عن طريق الحياة العائلية.
وتابعت "ذي إيكونوميست" أن قصص الطلاق في الدراما التركية ألهمت العديد من النساء العراقيات اللواتي أصبحن يطلبن الطلاق لأتفه الأسباب. وتشير إحصائيات حكومية إلى أن ثلثي حالات الطلاق تتم بطلب من الزوجات.
ويقول وكيل السيستاني في مدينة الشعب، ويعمل في المجال الشرعي (زواج وطلاق) إن نسبة الطلاق قبل 2003 قاربت 3% .لكنها ارتفعت إلى 29% في عام 2005، ثم ارتفعت الى50 % في العام 2007. وبلغت 65% العام 2009.
وحسب بيان صدر من مجلس القضاء الأعلى. فان دعاوى الطلاق لعام 2004 كانت 28 ألفا و689. ارتفعت إلى 33 ألفا و348 في 2005. ثم ارتفعت مجددًا إلى 35 ألفًا و627 في 2006. وارتفعت مجددًا في العام إلى 41 ألفًا و536 حالة طلاق في 2007. وحققت نسبة الطلاق انخفاضا في الأشهر الأولى من العام 2008. إلا أنها عادت لترتفع في العام 2009 بواقع 820 ألف و453 حالة طلاق.
ويعزو مختصون السبب في تفاقم ظاهرة الطلاق في العراق إلى الانفتاح الذي بدأ يشهده هذا البلد بعد العام 2003، والذي قاد بدوره لتبدل الكثير المفاهيم المجتمعية، إذ بات المجتمع مثلاً لا يعتبر الطلاق عيبًا، إضافة إلى دخول الفضائيات والمسلسلات الأجنبية لبيوت العراقيين، وما تتضمنه من أفكار وأحداث تؤكد أن الطلاق ظاهرة عادية. وهو ما دفع العراقيات لتقبل أمر الطلاق كحادثة عابرة.
نرى تأثيرا واضحا بالعلاقة بين الازواج نتيجة فقدان الحب والرومانسية بين الازواج في العائلة فقد تركت هذه المسلسلات أثار مدمرة على نطاق الأسرة التي تكون عندها عدد من الاولاد بين الاب والأم لان أصبح كلاهما يريد يقلد برومانسية المسلسلات ويتمثل بالحب المستحيل في هذا اليوم، فيكون أحد الزوجان يريد أن يتمثل بهذا الحب ولكن لا يوجد عند الأخر هذا الحب فهناك يبدأ أثره السيئ على العائلة بما يحدثه من مشاكل عديدة بين الزوجين وقد يؤدي في كثير من الأحيان الى الطلاق وهذا ما يحدث كثيراً من حين بدأت المسلسلات التركية في البث في المجتمعات وخصوصا وبشكل كبير في المجتمعات العربية.
فقد أصبحت المرأة ترغب من زوجها في التعامل معها كما يفعل مهند مع نور في الحب والرومانسية وهكذا الرجل يريد من زوجته كما فعلت نور مع مهند، وماذا كانت النتيجة؟ تدمير أسرة بأكملها نتيجة التقلد بمثاليات الحب وما هي الا مجرد عملية تشويق وجذب لحضور المسلسل فقط، أي انها لم تكن موجودة في يومنا هذا الا الحب من أجل الأهداف، وليس الحب كما نراه في تلك المسلسلات.
يقول المحامي حسام الغراوي: "إن العراق شهد ارتفاعًا هائلاً في نسبة حالات الطلاق. حيث تقع في محاكم بغداد الرصافة في الكرادة والمحاكم التابعة لها ملحقا بها الزعفرانية قرابة 20 إلى 50 حالة طلاق يوميًا!".
ولفت العزاوي إلى صعوبة الحصول على أرقام وإحصائيات دقيقة حول العدد الكلي لحالات الطلاق. لكن ارتفاع حالات الطلاق أصبحت ظاهرة خطيرة لها تهديداتها غير مشكلة الأرامل.
وأضاف: "يقع الطلاق بين الفئات العمرية التي تتراوح بين 28-38 سنة. وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة ارتفعت حالات الطلاق بشكل هائل. وربما يمكن إيجاد حالة طلاق واحدة بين كل حالتي زواج أو ثلاثة. والأمر يشمل تقريبا كل محافظات العراق دون استثناء.
وعلى الرغم من حصول تفاوت في الأرقام . فقد سجلت أرقام في محكمة الأحوال الشخصية في مدينة ميسان من 52-75 حالة طلاق يوميًا. أما الانبار فسجلت 35-42 حالة طلاق يوميًا. وكربلاء أكثر من 45 حالة طلاق يوميًا، وهكذا في عموم محافظات العراق.
وتتميز المسلسلات بإخراج جيد ومناظر طبيعية خلابة، ويجري تصويرها في إنشاءات فارهة وجميلة وبأزياء وموسيقى جذابة.
وتستعرض علاقات اجتماعية وأحداثا مثيرة تمتد بين الوفاء والخيانة والأمانة والغدر والإيثار والأنانية والقناعة والنهم، وغيرها من المتناقضات السلوكية التي تشد انتباه المشاهد وتقدح غرائزه ليحب شخصية ويكره الأخرى، ما يدفعه لمتابعة حلقات المسلسل وانتظار النتائج للتحقق من صحة توقعاته لما سيحدث في الحلقات المقبلة.
وجميع ذلك عوامل مساعدة على شهرة هذا النوع من المسلسلات، إضافة إلى ما يتمتع به أبطال تلك المسلسلات من مواصفات الوسامة والجمال والرومانسية والوفاء، جعلت منهم نماذج للعشاق، وأشبعت ما هو مفقود في العلاقات العاطفية للكثير من المشاهدين .
والثقافة التركية أيضا لها دور أيضا في شهرة هذه المسلسلات كمراسم الزواج والموسيقى الشرقية وتقارب بعض العادات والتقاليد العربية الموروثة من السيطرة العثمانية على الوطن العربي لمئات السنين، إذ جعلت من أحدات المسلسل شيئا يكاد يكون مألوفا للمواطن العربي الأمر الذي استُقطب لمشاهدته.
أرسل تعليقك