أنهت "رشا" بمساعدة عشيقها الذي تعرّفت عليه عبر "فيسبوك"، حياة زوجها وسرقة أمواله في إمبابة.تزوجت صاحبة الـ23 عاما منذ 8 أعوام، من "حسين. ي" الذي يكبرها بعامين، ويمتلك ورشة لتصنيع الحقائب الحريمي، واستقر بهما الحال داخل شقة بسيطة في شارع "الاعتماد" في إمبابة، أملا في أن يصبح "عش الزوجية" الهادئ الذي سيشهد مولد أبنائهما في المستقبل إذ رُزقا بـ3 أطفال.
ومرت الأيام وكان هم رب الأسرة هو توفير حياة كريمة لأطفاله الثلاثة، راح يواصل العمل ليل نهار، لكن فرحته لم تدم طويلا، إذ عرفت الخلافات طريق المنزل، مشاحنات ومشادات مستمرة بين الزوجين، وبالعودة إلى العام الماضي، بحثت الزوجة عن شيء يشغلها تنسى معه تلك الخلافات، ووجدت في "فيسبوك" الملاذ، لتتعرف على شاب يدعى "محمد.س"، يمتلك ورشة خراطة بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وسرعان ما وقعت في شباك العشق التي نصبها لها ليتبادلا المقابلات، مرورًا باصطحابها إلى منزله وتقديمها لأسرته على كونها خطيبته.
وأخذت الأمور منعطفا آخر، تمادت الزوجة، وعشقت العلاقة الحرام، استغلت فترة وجود الزوج في عمله فاستضافت عشيقها داخل شقتها، ولم تعد الزوجة تقوى على تحمل الزوج من جهة، وبُعد المسافات بينها وعشيقها "محمد"، وطالبته بوضع نهاية لتلك المعضلة "إحنا لازم نخلص منه ونسرق فلوسه ونتجوز.. عاوزة الكل يبقى عارف علاقتنا في النور".
وتقابل "حسين" مع صديقه "حسام"، ولم يخل حديثهما من الجدل بشأن أخبار النادي الأهلي كعادتهما، ودعه بعدها على أمل اللقاء والجلوس لمدة أطول تسمح بمناقشة آخر تطورات المارد الأحمر، لكنه لم يدر بأنه سيكون اللقاء الأخير، مع اقتراب ساعة الظهيرة ليوم السبت، قطعت أصوات الصراخ الصمت المسيطر على شارع الاعتماد الذي خلا من المارة بسبب ارتفاع حرارة الطقس، هرع الجميع لاكتشاف مصدره "الحقوني قتلوا جوزي وأبوعيالي.. سرقونا وهربوا"، صعد الأهالي إلى شقة في العقار المجاور لصيدلية، ووجدوا "حسين" جثة ممزقة في بركة من الدماء مقيد اليدين والقدمين ومكمم الفم بشريط لاصق.
وانتقل العميد عمرو طلعت، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، إلى محل الواقعة على رأس قوة ضمت العميد محسن كامل، مأمور القسم، الذي فرض طوقا أمنيا في مسرح الجريمة، انتظارا لحضور فريق من النيابة العامة والمعمل الجنائي للمعاينة. فور وصوله، عكف المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث إمبابة، على فحص مسرح الجريمة بدقة أملا في الإمساك بطرف الخيط الذي سيقوده لحل القضية، موجها معاونيه الرائدين مؤمن فرج وسامح إدريس بفحص كاميرا مراقبة محل مجاور للعقار.
وأثبتت المعاينة الأولية أن المجني عليه تلقى نحو 30 طعنة متفرقة بالجسم، وضربات بالرأس، فضلا عن سلامة منافذ الشقة كافة دون وجود آثار عنف بالإضافة إلى بعثرة محتويات غرفة النوم، كما كشف تفريغ الكاميرا إلى أن مجهولين يرتديان زي عمال بشركة تسللوا إلى العقار محل الواقعة، وثبُت نزولهما في عجلة من أمرهما بعد مرور نحو 90 دقيقة.
أكدت الزوجة أنها فوجئت بـ3 أشخاص يقتحمون الشقة، قاموا بشل حركتها وتوثيق يديها والتعدي على زوجها بسلاح أبيض مُحدثين إصابته التي أودت بحياته، والاستيلاء على مبلغ 50 ألف جنيه، وبعض المشغولات الذهبية، وشاشة تلفزيون، و4 هواتف محمولة، وفروا هاربين.
عمد العقيد محمد عرفان، مفتش مباحث شمال الجيزة، داخل مكتبه في قسم إمبابة، إلى لملمة قصاصات الأوراق وبخاصة التحريات التي تشير إلى وجود خلافات زوجية بين المجني عليه وزوجته، شكوك راودت الضابط حول تورط الزوجة في ظل عدم وجود كسر في مداخل الشقة، وحالة الارتباك التي بدت عليه الزوجة أثناء مناقشتها، وبالعرض على اللواء محمد عبدالتواب، نائب مدير مباحث الجيزة، أمر بتكثيف التحريات حول الزوجة، والوقوف على طبيعة علاقاتها وتفريغ سجل المكالمات الأخيرة، لتتوصل تحريات المقدم امثل حرحش، وكيل فرقة شمال الجيزة، إلى أنها على علاقة آثمة بشاب يمتلك ورشة خراطة، وأنه كان يتردد على المنزل أثناء غياب الزوج لتتأكد الشكوك بأن الزوجة وعشيقها هما مفتاح حل القضية.
وأشارت المتهمة إلى أنها انتظرت خلود زوجها في النوم صباح يوم الجريمة بعد عودته من العمل، وبعثت برسالة إلى عشيقها طالبته بسرعة الحضور لإنهاء ما اتفقا عليه، إذ حضر وصديقه وتسللا إلى الداخل بواسط نسخة مفتاح أعطته له في وقت سابق، وتعدى أحدهما عليه بعصا غليظة، ولدى محاولة الزوج المقاومة انهال العشيق عليه بالطعنات.
وكشفت الزوجة عن خطتها لإبعاد أصابع الاتهام عنها، إذ طالبت عشيقها بتقييدها وأطفالها بالحبال، ليبدو الأمر وكأنه حادث سرقة، وأنها فور فرار الجناة، استعانت بنجلها لإزالة الشريط اللاصق عن فمها، وطالبته بطلب النجدة من الجيران لإنقاذ والده.
تمكنت قوات الشرطة تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، من ضبط صديق العشيق، الذي أيد اعترافات المتهمة، بينما تكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط العشيق عقب نصب عدة أكمنة للإيقاع به.
ووسط حراسة أمنية مشددة، أجرت الزوجة وصديق عشيقها معاينة تصويرية للجريمة، وسط ذهول أصاب الجيران الذين ترحموا على الضحية لما كان يمتاز به من أخلاق حميدة، وعدم إثارته للمشكلات طيلة فترة إقامته في المنطقة.
أرسل تعليقك