غزة – حنان شبات
تواجه المرأة في غزة الظروف المأساوية التي يعيشها القطاع على طريقتها الخاصة، حتى أنها أصبحت تشكل عنصرًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية، ويقع على عاتقها جانبًا كبيرًا من تدبير احتياجات الأسرة.
وبينت المواطنة رغدة الحواجري، البالغة من العمر 36 عامًا، والتي تعمل في مهنة التطريز "لدي عائلة كبيرة وأسكن في بيت مستور ، وأبنائي لديهم احتياجات كثيرة، وزادت معاناتي بعد وفاة زوجي منذ 3 سنوات "
وأوضحت الحواجري أن صعوبة الظروف جعلتها تبحث عن عمل يعود عليها بدخل يساعدها في تلبية احتياجات أسرتها، خصوصًا في ظل عدم الانتظام في صرف مستحقات وزارة "الشؤون الاجتماعية" في موعدها.
وتابعت حديثها بالقول "لدي خبرة في مجال التطريز، وتم دعمي بتكاليف الخياطة من طرف بعض المؤسسات التي تدعم المشاريع الخاصة، لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة".
وأبرزت الحواجري أن ساعات العمل تختلف من يوم إلى آخر حسب متطلبات المنزل، لافتة إلى أن ساعات التطريز لا تقل عن 9 ساعات يومياٌ لأنها مرتبطة بجدول قطع الكهرباء.
ونوهت الحواجري إلى أن مهنة التطريز متعبة بسبب أن العمل يتم تحت ضغط عصبي كبير ورغم ما تحفه المهنة من مخاطر التعب والإرهاق، خصوصًا ضعف النظر إلا أنها تمكن العيش بكرامة.
المواطنة أم سعيد وتبلغ من العمر 41 عاما إحدى النساء اللواتي ضاقت بهم الأحوال فاضطرت للعمل في مشروع لصناعة الحلويات وبيعها من خلال محلات البقالة لسد احتياجات عائلتها، وتروي أم سعيد مسيرة عملها قائلة "زوجي من عمال إسرائيل وأصبح عاطلاٌ عن العمل بسبب إغلاق المعبر، وازدادت الأوضاع في بيتنا سوء وليس لي معيل إلا زوجي".
وبينت أم سعيد إلى أنها توجهت لأهل الخير لكي يمنحوها مبلغا من المال بعد شرح الوضع الاقتصادي التي تمر به عائلتها، فقاموا بمنحها مبلغا من المال للبدء في مشروعها، معبرة عن فرحتها الغامرة بعد أن أصبح هناك من يواظب على الاتصال بها ويطلب صنع كميات متنوعة من المعجنات، خصوصًا أصناف الكعك والمعمول.
ولفتت سلوى النجار، صاحبة محل خياطة، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة هي الدافع لبحث المرأة عن أي فرصة لتزيد من فرص تحسين أوضاع عائلاتهم المادية للأفضل، خصوصًأ في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الهائل في القطاع .
وأبرزت أنها اضطرت إلى سحب قرض من مؤسسة "فاتن للإقراض" لدفع مقدم ماكينة الخياطة بالإضافة إلى دفع أجرة المحل التي استأجرته لإنجاز المشروع الخاص بها .
وطالبت النجار القوى السياسية والحكومة بالإضافة إلى المؤسسات التي تدعم المرأة لتقديم يد العون لنساء غزة والنظر إلى أوضاعهن بعين الرحمة، خصوصًا أن هناك بعض العائلات لا تجد قوت يومها.
أرسل تعليقك