عمان ـ بترا
اكدت مجموعة من النسوة اللواتي اصبن بمرض سرطان الثدي أن الكشف المبكر والعلاج والدعم المعنوي من العوامل التي ساهمت في الوقوف بوجه هذا المرض ليخرجن أكثر قوة وتحديا وايمانا بهزيمة السرطان.
وبيّن إنهن هزمن هذا المرض بكسر حاجز الصمت والخوف وأكملن حياتهن بالأمل، وعبّرت كل منهن عن حكايتها مع محنة هذا المرض لعل في ذلك عبرة وتوعية لغيرهن بضرورة القيام بالفحص المبكر، وحث غيرهن على الصمود في مسعى لتجاوز هذا المرض الذي أصبح يعترض نساء ويخطف ويعكر صفو حياتهن . تسرد نور وهي احدى الناجيات حكايتها مع سرطان الثدي، لتجنب غيرها ما شعرت به من آلام، نظرا لاكتشاف حالتها متأخرة , وذلك لتشجع النساء على الكشف المبكر وعدم التردد في زيارة الطبيب وضرورة إدراج فحوصات السرطان ضمن الكشوفات الصحية السنوية كطريقة وقائية من هذا المرض الخبيث خاصة أن البعض لا يمكن اكتشافه لديهم إلا في مراحله الأخيرة .
وقالت وهي احدى اعضاء مجموعة (سند) ان اصابتها بالمرض ومعاناتها وخضوعها للعلاج الكيماوي حفزها لان تتصدى له بقوة وثبات وتطرد الخوف من نفسها بانضمامها الى تلك المجموعة التي توفر الدعم الاجتماعي والنفسي لمرضى سرطان الثدي واسرهم مبينة ان الشخص لا يشعر بألم غيره الا اذا جرب نفس الالم وشعر به اذ يكون هناك قاسم مشترك بينهم .
"شدي حيلك لا تستسلمي انا كنت مثلك وتعافيت " بهذه الكلمات تبث نور الأمل في نفوس اللواتي تم تشخيص حالاتهن حديثا بسرطان الثدي والخاضعات للعلاج الكيماوي في مركز الحسين للسرطان مشيرة الى ان مجموعة (سند) التي تضم 23 سيدة ناجية من السرطان على شكل متطوعات يقدمن الخدمات النفسية في المركز اضافة الى ان هناك جولات على المحافظات للحديث عن تجاربهن وقهرهن للمرض.
واشارت الى ان المجموعة تاسست العام 2003 في مركز الحسين للسرطان من قبل مجموعة من ناجيات سرطان الثدي .
وشددت نور على ضرورة المبادرة والقيام بالفحص المبكر عن طريق ال(مومجرام)، واستثمار محاضرات التوعية، التي تقوم بها العديد من الجهات اضافة الى إدراج فحوصات السرطان والأورام بمختلف أنواعها ضمن لائحة الفحوصات الشاملة، التي يجريها البعض سنويا مشيرة الى ان التحلي بالشجاعة والصبر أمر مهم لمواجهة المرض خصوصا ان هناك بعض السيدات لا يزلن يتوارين خلف الخوف، ويترددن في زيارة الطبيب .
وقالت الباحثة الاجتماعية في مركز الحسين للسرطان امال حجاج انه يتم تدريب متطوعات المجموعة ضمن قسم التدريب الخاص بالمركز لمدة ثلاث سنوات بعد انتهاء فترة علاجهن على فنون المقابلة وكيفية استخدام الادوية والاشعة وغيرها من الامور النفسية والمعنوية حيث تتواجد يوميا في القسم الكيماوي متطوعة تدعم السيدات معنويا مشيرة الى ان الكشف المبكر عن السرطان واكتشافه في مراحل مبكرة يجعل من نسبة شفائه عالية.
استاذ على الاجتماع المشارك في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين قال انه من منظور علم الاجتماع الطبي فان حجم التوعية بهذا المرض ومصاحباته ما زالت تتسم بالخجل رغم اهمية ما يقال عنه مشيرا الى ان الخجل هو طبيعة الثقافة التي يتشربها افراد الاسرة بالاعضاء المرتبطة بالجسم , فقد ارتبطت هذه المسميات بالعقل الجمعي في الممنوع الاجتماعي او العيب بسبب الخلط بين مفاهيم الاثارة المصاحبة للاعضاء وبين وضعها كمسمى مجرد .
واضاف : وعليه فان مستوى الوعي والتوعية بسرطان الثدي وتنظيم الاسرة تأثرت بالخلفية الثقافية والانطباع الجمعي عن مثل تلك الحملات مقتصرا على الوعي الفردي للنساء والرجال اكثر مما هو مفترض ان يكون وعيا اجتماعيا ومتقبلا عندما تبث وسائل الاعلام المرئية بعض النشرات بهذا الخصوص .
واشار الدكتور محادين الى اننا امام حقيقة علمية لهذا المرض وان لدينا تمنعا اجتماعيا خاطئا بتسويق خطورة انتشاره او الوقاية منه ومعالجته او الافصاح عن الاصابة به موضحا ان على كل شخص مصاب ان يتحلى بالصبر والثبات وعدم الخوف لتجاوز تلك المرحلة .
مستشار علم النفس الطبي استاذ الارشاد النفسي بجامعة عجلون الوطنية الدكتور نايف الطعاني قال ان وقع كلمة سرطان على اذن الشخص كبيرة وتحمل الالم والمعاناة عند اخباره بانه مصاب به مشيرا الى ان الثقافة المجتمعية لعبت دورا كبيرا في تغيير تلك النظرة وجعلته امرا مقبولا .
واضاف انه ومن منظور علم النفس فان الشخص الذي يتعرض لازمة يمر باربع مراحل هي الانكار والتسوق والاسى والحزن واخرها التقبل , اذ على الشخص ان يقبل بالامر الواقع وعدم الاستسلام لاي مرض مشيرا الى ان العقلانية والدعم الاجتماعي والتفكير بايجابية وممارسة تمارين الاسترخاء كلها امور تخفف من التوتر والالم النفسي .
ولفت الى ان كسر حاجز الخوف والتمتع بقوة الارادة والثبات من اهم خطوات العلاج واقواها كون الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا في تخطي الالم والشعور بالوحدة وتعتبر نصف العلاج .
مسؤولة الاعلام في البرنامج الاردني لسرطان الثدي سحر مشارقة اشارت الى حملة سيتم تنظيمها خلال شهر تشرين الاول الحالي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لسرطان الثدي تركز على الخوف من هذا المرض وكيفية التصدي له منوهة بان البرنامج يركز على السيدات بعمر 40 عاما بضرورة اجراء فحص المومجرام للتاكد من عدم اصابتهن , وان الفئة المستهدفة بشكل عام تتراوح بين 20 و50 عاما .
وقالت ان هناك حملات يقوم بها البرنامج بالتزامن مع عيد الام لتذكير الامهات بضرروة الفحص المبكر اضافة الى توزيع اعلانات وبروشورات تتعلق بسبل التوعية والتثقيف بهذا المرض مشيرة الى ان الكشف السريري خلال الحملة سيكون مجانا للسيدات كما سيتم تزويدهن بقائمة الاطباء المعتمدين لاجراء فحص المومجرام .
وبحسب مسؤول الكشف المبكر عن سرطان الثدي في قسم مكافحة السرطان بوزارة الصحة الدكتور مروان الزغل فان عدد حالات سرطان الثدي تضاعفت تقريبا خلال السنوات العشر الاخيرة حيث بلغ عدد الحالات 566 العام 2001 مقابل 935 حالة في العام 2011 وان سرطان الثدي شكل ما نسبته 7ر37 بالمئة من سرطانات الاناث لعام 2011 مشيرا الى ان اجمالي الحالات المسجلة لسرطان الثدي للإناث منذ العام 1996 بلغت حوالي 10652 حالة حتى نهاية العام 2011 .
أرسل تعليقك