غزة – حنان شبات
افتتحت فتاة فلسطينية معاقة في مدينة غزة محل لصيانة وبيع الأجهزة الخلوية، متحدية ظروف إعاقتها التي لازمتها منذ الصغر ولتحقق نجاحات بارزة على الصعيدين المهني والرياضي، لتضاف قصتها لآلاف قصص التحدي والإصرار لذوي الاحتياجات الخاصة في تحدي إعاقتهم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي .
وصرحت الشابة فاطمة الحلولي قالت بأن سبب إعاقتها هو الإهمال الطبي الذي تعرضت له أثناء الولادة، ما أدى إلى بتر ساقها اليسرى، وهى لم تتجاوز سبعة أيام فقط، بسبب إصابتها بالغرغرينة، مؤكدة على أنها استطاعت أن تتحدى إعاقتها على مدار سنوات دراستها، حيث درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس الحكومية كأي طالبة طبيعية.
وأوضحت الحلولي أنها نجحت في كسر رهبة العادات والتقاليد السائدة في قطاع غزة لتكون أول فتاة تفتح محل لبيع وصيانة الأجهزة الخلوية، بالإضافة إلى أنها تغلبت على إعاقتها التي لازمتها منذ الصغر.
وأكدت أن البداية كانت مليئة بالصعوبات خاصة أنها واجهت انتقادات كثيرة من جيرانها، الذين استهجنوا فكرة فتح محل لصيانة الأجهزة الخلوية، وخاصة في حي محافظ له عاداته وتقاليده كحي الشجاعية.
وأوضحت فاطمة أنها التحقت بدورة لصيانة الأجهزة الكهربائية، والجوالات لمدة أربعة شهور بأحد برامج التدريب التي أقامتها جمعية "الإغاثة الإسلامية" في غزة، منوهة إلى أنها كانت الفتاة الوحيدة بين الشباب الملتحقين في الدورة.
وأشارت إلى أن إقبال الزبائن بشكل كبير على محلها لإصلاح هواتفهم هو أفضل دليل على نجاح مشروعها، بالإضافة للعزيمة والإصرار التي تحلت بهما يعتبران عاملان أساسين في نجاح المحل الخاص بها.
ولفتت فاطمة إلى أن مساعدة عائلتها في تحسين مستوى دخلها هو الذي دفعها على هذه المهنة، ولتزاحم الرجال في هذه المهنة التي احتكروها منذ نشأتها.
وتابعت قائلة "واجهت خلال مراحل تعليمي المختلفة صعوبات كثيرة ولكنها أمام إصراري وعزيمتي في شق طريقي وتحقيق طموحاتي، والحمد لله تخرجت من الكلية الجامعية تخصص خدمة اجتماعية وهو أمر يشعرني دوما بالفخر ".
أما فيما يتعلق بالشق الرياضي، فأوضحت فاطمة أنها بدأت بممارسة الألعاب الرياضية في جمعية للمعاقين، منوهة إلى أنها عضو في اللجنة البارالومبية النسائية الفلسطينية منذ عام 2008 وحتى الآن.
وأشارت إلى أنها حصلت على المرتبة الخامسة في دورة الألعاب العربية التي شاركت فيها عام 2011، والتي أقيمت في دولة قطر.
كما أنها تميزت في ألعاب القوى وخاصة رمي الجلة والرمح، بالإضافة إلى أنها تعمل كمتطوعة في عدة مشاريع للدعم النفسي والإرشاد التربوى في عدة مؤسسات وجمعيات محلية وأجنبية .
وتمنت فاطمة أن تصبح لاعبة مشهورة وتمثل فلسطين في المحافل الدولية والعربية، داعية أصحاب الاحتياجات الخاصة لعدم اليأس والتحلي بالإصرار والعزيمة .
أرسل تعليقك