وقالت وزارة التربية والتعليم العالي إنها انتهت من تدريب 11 ألف معلم ومعلمة على نوعين من البرامج التدريبية وهما الدعم النفسي, والدعم الأكاديمي، وذلك للتعامل مع الطلبة بشكل سليم والتخفيف عنهم وتخليصهم مما أصابهم من حالات نفسية بعد العدوان على قطاع غزة.
وذكر زياد المدهون نائب مدير عام الاشراف والتأهيل التربوي أنه تم الانتهاء من تدريب 148 مشرف تربوي و397 مدير مدرسة في مجالات متقدمة من الدعم الأكاديمي وتم نقل هذا التدريب إلى المعلمين.
وقال المدهون إن التدريب اشتمل في الناحية الأكاديمية على كيفية تعامل المعلم مع الطلبة واستخدام أفضل الأساليب والطرق التدريسية الحديثة والغير تقليدية مثل التعلم من خلال اللعب, والتعلم النشط, والتعلم التعاوني, والرحلات التعليمية واستخدام أساليب التقويم التي تثير التفكير, كما تم تدريب الطواقم العاملة على تخفيف الواجبات البيتية وعدم ثقلها على الطلبة.
من جانبه، قال خالد أبو فضة نائب مدير عام الارشاد بوزارة التعليم :" إنه تم تدريب 184 مشرف تربوي و405 مرشد تربوي, و397 مدير مدرسة و397 منسق للصحة المدرسية على أساليب حديثة في مجال التدخل والدعم النفسي، كما تم نقل هذه الخبرات للمعلمين للاستفادة منها خلال العملية التعليمية".
وأكد أبو فضة أن الطواقم العاملة ستبذل مختلف الجهود من أجل التخفيف عن الطلبة العاديين وحتى الطلبة المصابين حيث ستصل فرق الوزارة إلى الطلبة المصابين في المستشفيات وفي بيوتهم لتقديم الدعم النفسي لهم, مؤكداً أنه سيتم حصر الحالات التي لا تستجيب للتدخل من أجل التعامل معها بشكل أعمق في العلاج.
وبين أن الوزارة تنسق وتواصل مع عدة مؤسسات لصالح هذا الأمر, كما ستفعل الوزارة من دورها في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة طيلة العام الدراسي.
وهذه التدريبات التي تجريها وزارة التعليم تأتي في سياق الاعداد والتجهيز لانطلاق العام الدراسي يوم الأحد المقبل وبدء تنفيذ البرنامج "البرنامج الوطني للدعم النفسي للطلبة" لتخليص الطلبة من آثار العدوان.
ويسيطر على مئات الأطفال خوف ورعب دائم بسبب تعرضهم لصدمات نفسية حادة، لم تقتصر على الاطفال المصابين في العدوان لتشمل العديد من الأطفال الاخرين وإن لم يتعرضوا لاصابات جسدية.
خطط تنفيذية
بدوره، المرشد التربوي محمد اسليم أوراقه لتنفيذ خطة مدروسة لثلاثة أسابيع تبدأ مع انطلاق العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، في محاولة للتخفيف عن الطلبة من أثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومع بداية الدوام الإداري للمعلمين، استغل اسليم الوقت وبدأ بجلسات التفريغ النفسي لزملائه حول العدوان الأخير وسلبياته وما تمخض عنه من مجازر وخراب كبير، بالإضافة لتثقيف المعلمين بكيفية وآلية التعامل مع الطلبة وكيفية عمل جلسات تفريغ انفعالي لهم.
ويقول اسليم الذي يعمل في مدرسة عوني الحرثاني إنه سينفذ أنشطة مشتركة لطلبة المدرسة، حيث سيتم دمج الأنشطة بين التفريغ الانفعالي والدعم النفسي والأنشطة الترفيهية الخاصة بالأسبوع الأول لاستقبال الطلبة المستجدين ( أسبوع التهيئة ) مع باقي طلبة المدرسة .
ويضيف " سيتم عقد اجتماعات دورية مع أولياء الأمور لتثقيفهم بمواضيع نفسية وصحية عن الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة والآثار النفسية والسلوكية بعد الحرب، وفي كيفية التعامل مع أبنائهم في حال ظهور بعض الأعراض النفسية جراء هذا العدوان الكبير ".
كما سيتم تسليط الضوء عن الآثار النفسية والسلوكية التي يمكن لها أن تظهر بعد انتهاء العدوان مع كيفية التعامل معها ضمن أطر التعامل التربوي السليم، بالإضافة لتوضيح دور الأهل في كيفية مراقبة أبنائهم في هذه الفترة والتعاون مع المرشدين التربويين في حالة وجود أعراض غير طبيعية، وفق اسليم.
وشدد على ضرورة التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي لتقديم مهرجانات وبرامج ترفيهية وتربوية لإخراج الطلبة من حالة الإحباط النفسي الذي تعرضوا لها خلال العدوان الذي وصفه بـ"القوي" و"الكبير" .
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من خمسمائة طفل فلسطيني وأصاب ثلاثة آلاف آخرين ضمن الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وأنهت وزارة التربية والتعليم استعداداتها لافتتاح العام الدراسي الجديد الأحد المقبل.
أرسل تعليقك