أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الأربعاء، الاستراتيجية الوطنية لتعليم الكبار في فلسطين، التي تعد ركيزة وخارطة طريق واضحة؛ للنهوض بواقع قطاع تعليم الكبار على مستوى دولة فلسطين وبلدان المنطقة.
وأكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، في كلمته بحفل اطلاق الاستراتيجية، أهمية إطلاق هذه الاستراتيجية في فلسطين التي تعتبر الدولة العربية الأولى التي تقر استراتيجية نوعية في مجال تعليم الكبار، منوها إلى أن الوزارة وبالشراكة مع الوزارات والهيئات والمنظمات الشريكة ستعمل على متابعة تنفيذ وتطبيق الاستراتيجية على أرض الواقع وقياس النتائج التي ستحقق.
وأعرب عن شكره لكافة المؤسسات والهيئات، التي أسهمت في صياغة الاستراتيجية، موضحا أن إطلاق الاستراتيجية اليوم يأتي متزامنا مع الجهود التطويرية الراهنة التي تســـــــتهدف إحداث نقلة نوعية في بنية النظام التربوي.
من جهته، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية إبراهيم الشاعر، أن إطلاق هذه الاستراتيجية يأتي كنتيجة حتمية للتطورات الحياتية وتأكيد أهمية تلبية احتياجات الكبار والراغبين في استكمال تعليمهم، معربا عن استعداده لديمومة الشراكة والتعاون مع الجهات المعنية من أجل مأسسة الجهود واستثمارها، خاصة في مراكز التدريب المهني والتقني ومراكز الأمومة ورعاية الفتيات وغيرها.
من جانبه، أشار ممثل وزير العمل الوكيل المساعد سامر سلامة، إلى أن قطاع تعليم الكبار يعد شكلا من أشكال التعليم المساند والمرتكز على مفهوم التعلم مدى الحياة، واصفا إطلاق الاستراتيجية بمحطة الانطلاق؛ للمضي قدما في تطوير منظومة شاملة من شأنها تقديم خدمات نوعية للدارسين من فئة الكبار.
وأشاد بالتعاون والشراكة بين وزارات العمل والتربية والشؤون الاجتماعية في العديد من المجالات، لافتا في هذا السياق إلى دور الاستراتيجية في ضمان معالجة ظاهرة البطالة والوصول إلى طاقات مدربة ومؤهلة.
من جهتها، أكدت مدير المكتب الإقليمي للمؤسسة الألمانية لتعليم الكبار DVV كارين لانغر، أن إطلاق الاستراتيجية يعد انجازا كبيرا لقطاع تعليم الكبار وتتويجا لجهود مشتركة وتعاون بناء منذ سنوات، مشيرة إلى النقاشات والحوارات التي قادتها DVV منذ عام 2009 في مجال بلورة مفهوم تعليم الكبار في فلسطين.
ولفتت إلى أن تعليم الكبار يعد ركنا رئيسا لدعم التعليم، مؤكدة أن الاستراتيجية ستسهم في تنظيم قطاع تعليم الكبار، وتعزيز الجهود التطويرية وترتيب الأولويات، وضمان تحسين حياة الدارسين والوصول إلى تنمية حقيقية في مجتمعاتهم.
كما تطرقت إلى تدخلات المؤسسة لتعزيز تعليم الكبار، من خلال المراكز التعليمية التي تستهدف الدارسين وتوجهها لتأهيل وتطوير ثلاثة مراكز جديدة في القدس وغزة والضفة، وديمومة الشراكة من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتوظيف الخبرات والطاقات لخدمة غايات تعليم الكبار.
من جانبه، قال القائم بأعمال مدير عام التعليم العام في وزارة التربية علي أبو زيد، إن جهد محو الأمية وتعليم الكبار في العصر الحالي وعلى المستوى الفلسطيني لم يكن وليد اليوم، بل هو جهد امتد من تجربة المرحوم المعلم محمود العابدي في مدينة صفد حتى هذه اللحظة.
ووصف الاستراتيجية بشجرة غضة ستطرح ثمارها معرفة ووعيا وثقافة ومهارات لدى الفئات المستهدفة، معربا عن شكره لكافة المؤسسات الشريكة والهيئات التي أسهمت في صياغة وإعداد الاستراتيجية التي ستضع دولة فلسطين في موقع متقدم على الخريطة الإقليمية والعالمية لقطاع تعليم الكبار.
بدورها، قدمت رئيس قسم التعليم غير النظامي في وزارة التربية غدير فنون عرضا بينت فيه أن هذه الاستراتيجية تنظر إلى مفهوم تعليم الكبار على أنه مجمل العمليات التعليمية، التي ينمّي بفضلها الأفراد الفلسطينيون الكبار أو الراشدون قدراتهم ويثرون معارفهم، ويحسّنون مؤهلاتهم التقنية أو المهنية أو مهاراتهم الحياتية.
وأشارت إلى أن أهداف الاستراتيجية تتمثل بتوفير بيئة تعليمية محفزة تسهم في تعزيز ثقافة التعليم والتعلم المستمر، وتطوير مؤهلات وخبرات، وقدرات المتعلمين الكبار الكامنة لتمكينهم من الحصول على فرص عمل، وإتاحة التعليم للجميع ضمن معايير مطورة للجودة والتميز واعتماد الشهادات ضمن المعايير للبرامج التدريبية.
وأوضحت أن الاستراتيجية استندت إلى مجموعة من المبادئ من أهمها التعليم حق للجميع، والالتزام الحكومي، والتكامل، والشراكة، والوصول للعدالة والمساواة وغيرها.
وفي ختام الحفل، وقع صيدم والشاعر وسلامة على وثيقة الاستراتيجية، التي حازت على اعجاب الحضور لما تضمنته من عناصر وأفكار ورؤى واضحة لخدمة قطاع تعليم الكبار على المستوى الوطني.
أرسل تعليقك