يتطلع طالبان جامعيان فلسطينيان إلى إحداث طفرة في مجال تركيب الأطراف الصناعية، بعد نجاحهما في بحث لتصميم وتنفيذ طرف صناعي علوي وظيفي. وحاز الطالب عصام سالم محروم بالمشاركة مع زميلته الطالبة ندى سلمان على المركز الأول عربيا في الملتقى الطلابي الإبداعي العشرين الذي عقد مؤخرا في الأردن وذلك ضمن محور البحث العلمي - العلوم التطبيقية.
والملتقى الطلابي الإبداعي مسابقة تعقد على مستوى الجامعات العربية، وشارك فيها هذا العام 38 مشروعا في مجالات مختلفة منها البحث العلمي والفني والانساني. وقال محروم الطالب في جامعة "بوليتكنك فلسطين" في الخليل جنوب الضفة الغربية لوكالة أنباء "شينخوا"، إنه عمل مع زميلته على بحثه الفائز على مدار عامين، بغرض تطوير مشروع تخرج من هندسة المعدات الطبية.
ويقوم بحث محروم "22 عاما" وزميلته على تطوير عمل الأطراف الصناعية بحيث تستجيب لأوامر الدماغ من خلال التقاط إشارة الأعصاب عبر حساسات توضع باليد المبتورة.
وتنقل هذه الأوامر عبر دائرة كهربائية، فيما يقوم الطرف الصناعي بضم الكف أو بسطه أو الإمساك بشيء معين بحسب محروم.
ويقول إنه تم تصميم طرف صناعي وظيفي قادر على أداء مهام الطرف المبتور بحيث تم العمل على حالة بتر تحت الكوع، وهو ما تكلل بالتوصل لنتائج جيدة وتجربتها عمليا.
ويوضح بينما يعيد تجميع الطرف الصناعي ووضع الغطاء الخارجي له، أن "الفرق بين هذا المشروع والمنتجات الأخرى المتوفرة محليا، أن ما هو متوفر بالسوق منتج تجميلي، لا يؤدي وظيفة، والقليل منها يؤدي وظيفة بشكل محدود جدا، ولا تضم الكترونيات أو تحكم.
ويضيف أن مشروعه يقوم على طرف وظيفي يؤدي وظائف من خلال الاستجابة الحسية لأوامر الدماغ، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة في هذا المجال. ويستهدف محروم وزميلته مساعدة فئة كبيرة من المجتمع ممن يعانون من بتر في أطرافهم، خاصة أن منتجات الأطراف الصناعية المشابهة تكون باهظة الثمن لطرف معين.
ويشير محروم إلى أن ما يتم توفيره بشكل مشابه لا توجد له صيانة في الأراضي الفلسطينية، وإمكانية حدوث عطل بأحد عناصر الطرف واردة وقد يحتاج إلى مبالغ مالية عالية لتأمين الصيانة بما في ذلك إعادة الطرف للشركة المنتجة.
وعليه فإن محروم يؤكد أن وجود منتج فلسطيني كامل، تتم صناعته بقطع محلية، وتجميعه محليا، سيوفر الكثير من المال وكذلك ستكون صيانته متوفرة محليا. وينبه إلى أن أصعب مراحل بحثه تمثلت في تأمين التقاط الإشارة من الجسم للطرف الصناعي "حيث قمنا بعشرات التجارب والمحاولات لتصميم حساس للاشارة وإرسالها للطرف ليستجيب لها".
وبعد أن وصل المشروع إلى نهايته كثمرة جهد استمر عامين، يقول محروم، إنه بالإمكان الآن صناعة طرف وظيفي في غضون ثلاثة أيام فقط، في حال تم التعاون مع الجهات المختصة لإنتاجه.
ويسعى المحروم بمساعدة جامعته لتسجيل المشروع كبراءة اختراع بعد تطبيقه عمليا.
وكان أشرف على مشروع محروم وزميلته المهندسة في جامعة بوليتكنك فلسطين فداء جعافرة.
وقالت جعافرة لـ "شينخوا"، إن المشروع يمثل أول طرف صناعي عربي يتم تصنيعه بأيد محلية من البداية، بما في ذلك مرحلة التجميع بكامل القطع وتركيب القطع الالكترونية.
وتشير إلى أن الطرف الصناعي المذكور يعمل بمحرك لكل أصبع، وبمحرك في كف اليد وهو ما يعطي ميزة التمكين من تحريك جميع الأصابع.
وتؤكد جعافرة أن المنتج سيكون من السهل توفيره للمبتورين وبأسعار مناسبة أقل تكلفة بكثير مما هي عليه المنتجات العالمية عند استيرادها.
وحول إمكانية الحصول على براءة اختراع، تشير جعافرة إلى أن ذلك ممكن على المستوى المحلي، فيما أن توثيق براءة الاختراع دوليا سيحتاج إلى جهد متعدد المراحل وتوفير إمكانيات مالية.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من صعوبة واحدة على الأقل في فلسطين 255,228 فرداً، أي ما نسبته 5.8 في المائة من مجمل السكان.
وتظهر البيانات الإحصائية ذاتها أن 2.9 في المائة من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين هم من ذوي الصعوبات الحركية.
أرسل تعليقك