إحياء الذكرى الـ110 لميلاد رائد تعليم اللغة العربية في الصين
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

إحياء الذكرى الـ110 لميلاد رائد تعليم اللغة العربية في الصين

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - إحياء الذكرى الـ110 لميلاد رائد تعليم اللغة العربية في الصين

جامعة بكين
بكين _ أ.ب

أحيا أكاديميون صينيون في العاصمة بكين مؤخرا الذكرى العاشرة بعد المائة لميلاد العالم المسلم الصيني الراحل ما جيان "محمد مكين"، وذكرى مرور 70 عاما على إنشاء تخصص اللغة العربية بجامعة بكين.

واتفق المشاركون في الملتقى الأكاديمي لإحياء الذكرى - أن مكين، بمنجزاته الأكاديمية البارزة وأخلاقه السامية وشخصيته المحترمة، سيبقى دوما في ذاكرة المسلمين والمستعربين الصينيين.

كما أجمع مستعربون وممثلون من الأوساط الإسلامية - شاركوا في الملتقى- على أن مكين "رائد تعليم اللغة العربية في الصين، وسفير ثقافي للتبادلات الفكرية بين الأمتين الصينية والعربية وعاشق لوطنه، ظل يدعو طوال حياته إلى التناغم والتضافر بين مختلف القوميات الصينية".

يُشار إلى أن "محمد مكين" ولد في مقاطعة يوننان جنوبي البلاد عام 1906 لأسرة من قومية "هوي" إحدى القوميات المسلمة في الصين، وبدأ دراسة العربية والدين الإسلامي منذ طفولته، وبعد تخرجه من معهد "شانغهاي الإسلامي لإعداد المعلمين" عام 1931، اُبتعث مع عدد من زملائه المسلمين المتفوقين إلى مصر لاستكمال دراساته ضمن أول بعثة طلابية صينية إلى جامعة الأزهر.

وخلال دراسته على مدى ثمان سنوات في مصر، ترجم مكين أهم الكتب الكلاسيكية الكونفوشيوسية وهو "كتاب الحديث"، إلى اللغة العربية، وهو أول كتاب من نوعه يعرفه العرب عن الجوهر الفكري الصيني العميق.

وخلال الملتقى، علق جي فو هاو، الباحث في مؤسسة الأبحاث الأدبية الأجنبية بأكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية، على ذلك بقوله إن ترجمة مكين لـ"كتاب الحديث" دشنت أحد أول جسور التعارف بين الأمتين الصينية والعربية، بل احتلت أيضا مكانة هامة جدا في تاريخ التبادل الأكاديمي بين الحضارتين العريقتين.

ومن جانبه، قال تشانغ جيا مين، الأستاذ المخضرم بكلية اللغة العربية وثقافتها في جامعة بكين، "في جميع الدول العربية التي زرتها، وجدت الكثير من المعجبين بثقافتنا الصينية، وأعتقد أن ترجمة مكين لكتاب الحديث لعبت دورا بارزا في تعريف العرب بالثقافة الصينية التي يتمثل جوهرها في الفكر الكونفوشيوسي.. ونالت نسخة كتاب الحديث، التي طبعت في مصر في ثلاثينات القرن الماضي، إقبالا كبيرا من جانب الجماهير المصرية والمثقفين العرب آنذاك".

وتذكر الأستاذ جونغ جي كون، الرئيس الشرفي لجمعية الصين لدراسة الأدب العربي، أنه عندما زار أيقونة الأدب المصري نجيب محفوظ في نهاية سبعينات القرن الماضي، سمعه يقول إنه قرأ "كتاب الحديث" الذي ترجمه أحد الطلاب الصينيين وأبدى إعجابه بمحتواه.

ولقد كان العمل الأعظم تأثيرا بين القدر الكبير من الكتب الدينية التي ترجمها ونشرها الأستاذ مكين هو الترجمة الكاملة لمعاني القرآن الكريم حيث كرس كل حياته لهذا العمل، ورغم اشتداد مرض السكري عليه في المرحلة الأخيرة من حياته وفقده معظم بصره، إلا أنه أكمل ترجمته قبل رحيله عام 1978، ثم تمت طباعته في الصين بعدها بثلاث سنوات، والآن أصبحت ترجمته النسخة 
الصينية الوحيدة المعترف بها لدى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

وسبق أن أثنى المؤرخ الصيني الكبير باي شو يي، من قومية "هوي" أيضا، على ترجمة مكين لمعاني القرآن الكريم قائلا "إنها تتسم بالدقة والوضوح والسلاسة، ومستواها يتجاوز مستويات جميع النسخ السابقة باللغة الصينية".

وبدوره، قال نائب الأمين العام للجمعية الإسلامية الصينية ما جونغ بينغ "نحن كمسلمين صينيين، كلما استشهدنا من آيات القرآن الكريم، نتذكر فضيلة السيد مكين وندعو له بالرحمة من أعماق قلوبنا".

وتابع بقوله "لقد صار السيد مكين علما من أعلام المسلمين في الصين بمجرد ترجمته لمعاني القرآن الكريم وكتاب الحديث"، معربا عن ثقته بأن التاريخ سيكتب اسمه بحروف من ذهب تكريما لإسهاماته البارزة في تعزيز التبادل الصيني ــ الإسلامي.

ويُعد مكين مؤسس النظام الحديث لتعليم اللغة العربية بالصين، فبعد تخرجه في دار المعلمين العليا بالقاهرة عام 1939، عاد إلى وطنه لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي، وفي عام 1946، قبل دعوة من جامعة بكين للمشاركة في إنشاء كلية اللغات الشرقية وتأسيس تخصص اللغة العربية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُدرج فيها تعليم اللغة العربية رسميا في النظام التعليمي الوطني بالصين.

ووصف المشاركون في الندوة ذلك بأنه "حدث تاريخي" كان بمثابة تحول في تدريس اللغة العربية من الجامع إلى الجامعة وفتح عهدا جديدا لتعليم العربية في الصين، مؤكدين أن مكين أصبح بذلك واحدا من أشهر الأساتذة في أعرق الجامعات الصينية وأبرز العلماء المسلمين في تاريخ التعليم الصيني الحديث.

ولفت فو جي مينغ، نائب رئيس معهد اللغات الأجنبية بجامعة بكين، إلى أن الأستاذ مكين خلق نظاما متميزا لتعليم اللغة العربية، يأخذ بعين الاعتبار خصائص الصينيين في تعلم اللغات الأجنبية، والتزام العرب التقليدي بنظام القواعد في تعليم اللغة، مضيفا "إننا نفتخر بالنظام الذي أسسه السيد مكين، لأنه يساعدنا حقا على فهم الثقافة العربية - الإسلامية الأصيلة".

ومن جانبه، أكد الأستاذ لين فنغ مين، رئيس قسم اللغة العربية وثقافتها بجامعة بكين، أن اللغة العربية حلقة وصل مهمة بين الصين والعالم العربي والإسلامي، قائلا "علينا أن نرث ونخلد روح المثابرة والإصرار التي حظي بها أستاذنا مكين، لكي ندفع مهمة تعليم اللغة العربية في الصين قدما ونخدم إستراتيجية الحزام والطريق".

يُذكر أنه في عام 1959، وأثناء لقائه بوفد شباب دولي كان الأستاذ مكين مترجما له، قال الرئيس الصيني آنذاك ماو تسي تونغ إن "السيد مكين يعتنق الدين الإسلامي، وليس شيوعيا، وأنا شيوعي واعتنق الماركسية. ولكن ذلك لم يكن عائقا لعملنا وتعاوننا... إننا نتواصل بشكل سلس، وذلك يبرهن على أننا نعمل كنسيج واحد".

وعمل مكين خلال مسيرته على دفع التناغم والتضافر بين القوميات المسلمة وغير المسلمة في الصين، حيث كان من الرواد المسلمين الذين ناشدوا بإقامة الجمعية الإسلامية الصينية التي تم إنشائها في عام 1953، كما كتب عددا كبيرا من المقالات حول الأعراف والعادات الإسلامية، ليلعب بذلك دورا لا غنى عنه في دفع التضامن القومي والتناغم الاجتماعي، وتسبب عشق الأستاذ محمد مكين للغتين الصينية والعربية واستيعابه لثقافتيهما، في جعله جسرا قويا للتواصل بين حضارتين عريقتين واستطاع من خلال تفانيه في خدمة قضية البحوث الأكاديمية أن يحقق إنجازات فائقة ستظل حاضرة تلهم جيلا بعد جيل.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء الذكرى الـ110 لميلاد رائد تعليم اللغة العربية في الصين إحياء الذكرى الـ110 لميلاد رائد تعليم اللغة العربية في الصين



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday