لندن ـ أ ش أ
قال خبراء بريطانيون ان التوصيات المنتشرة منذ سنوات بشرب من 6 الى 8 اكواب يوميا من الماء ليس مفيدا للصحة بالضرورة، مشككين في الفوائد التي يؤكدها البعض مثل التمتع ببشرة صحية وخفض الوزن وتعزيز التركيز وغيرها.
وأشار الخبراء إلى أن استهلاك كمية المياه الموصى بها يوميا تكون أكبر بكثير من حاجة الجسم الفعلية ، حتى أن البعض منهم حذر من أن الهوس بشرب الماء يمكن أن يسبب عددا من المشكلات الصحية التي تنهك الجسم او تهدد الحياة.
وذكرت صحيفة /ديلي ميل/ البريطانية أنه على مدار السنوات القليلة الماضية اصبح الكثيرون يؤكدون انهم ادمنوا شرب الماء، وهؤلاء يعرفون باسم "مدمني المياه"، وهم لا يستطيعون الابتعاد عن الماء ولو لوقت قصير على مدار اليوم ويشعرون بالذعر اذا لم يشربوه باستمرار.
غير أن الخبراء البريطانيين أعربوا عن قلقهم حيال هذا الأمر ، موضحين أن شرب المياه بإفراط يمكن أن يتسبب على المدى البعيد في إعادة ضبط كيمياء المخ لتتوقع كميات اكثر من الماء.
وقال الخبراء إن أحد ضرار الإفراط في شرب الماء تتمثل في الإفراط في التعرق ، فهو مرتبط بالعديد من مشكلات التعرق التي يواجهها البعض لدرجة انهم يفكرون أحيانا في إجراء جراحة للتقليل من عدد غدد التعرق الموجودة لديهم.
ولفت الخبراء إلى أن من يتعرقون بشدة يقبلون على شرب المزيد من الماء لتعويض ما فقدوه، لكن هذا الافراط قد يجعل مشكلة التعرق لديهم أسوأ، فعند شرب مياه تزيد عن حاجة الجسم يكون التعرق أحد السبل التي يلجأ اليها الجسم للتخلص من الكمية الفائضة، ويكتشف الكثيرون أنهم يفرزون عرقا أقل اذا قللوا كميات الماء المفرطة التي يشربونها.
واضاف الخبراء ان كثرة شرب الماء يمكن أيضا أن تسبب الأرق، فعند النوم، يفرز المخ هرمونا مضادا لإدرار البول لإبطاء وظائف الكلى وبالتالي عدم الشعور بالحاجة الى التبول اثناء الليل، اما عند تناول الكثير من الماء في المساء، قد تعمل كل هذه السوائل الفائضة داخل الجسم على إلغاء تأثير هذا الهرمون وجعل المثانة ممتلئة مما يجعل الانسان يستيقظ للتبول خلال ساعات قصيرة.
ويوصي الخبراء لحل هذه المشكلة بأن تكون آخر سوائل يتناولها الإنسان في يومه قبل النوم بثلاث ساعات، وإذا شعر البعض بصعوبة في النوم يكون الاستحمام بماء دافيء هو الحل الأمثل.
كما حذر الخبراء ايضا مما اطلقوا عليه "تسمم المياه"، ففي عام 2008، توفيت ربة منزل في الأربعين من عمرها كانت تتبع برنامجا لإنقاص الوزن بتسمم المياه بعد ان شربت 4 لترات من الماء خلال ساعتين ، فهذا الافراط يمكن أن يخرب التوازن الطبيعي للأملاح في الجسم.
وأوضحوا أن شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة جدا من الوقت لا يمكن الكلى من إزاالة السائل الفائض من الجسم بشكل سريع، ويصبح الدم "مخففا" أكثر مما ينبغي مع وجود تركيزات قليلة للغاية من الملح. واذا اصبح الدم فجأة مخففا، قد ينجم عن ذلك حدوث تورم في الخلايا، لاسيما خلايا المخ مما يزيد الضغط في الجمجمة مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى الصداع، وفي حالات خطيرة، إلى نقص صوديوم الدم أو تسمم المياه وهو أمر خطير.
وينصح الخبراء بشرب الماء وفقا لحاجة الجسم فقط، فكل جسم يحتاج كمية ماء تختلف عن غيره حسب الظروف والبيئة المحيطة، والأمر ببساطة هو "عندما تشعر بالعطش تناول الماء"، كما يمكن أيضا الحصول على السوائل من مصادر اخرى مثل المشروبات الساخنة وعصير الفواكه.
كما ينصح الخبراء ايضا برؤية لون البول لمعرفة ما اذا كانت السوائل التي يتناولها الانسان كافية من عدمه، فالبول الطبيعي يجب ان يكون لونه اصفر فاتح، واذا ظهر بلون اغمق فإن ذلك يعني الحاجة لشرب المزيد من الماء، اما اذا ظهر فاتحا جدا عن لونه الطبيعي فسيعني ذلك أن الانسان يفرط في شرب الماء وعليه ان يتناوله باعتدال اكثر.
أرسل تعليقك