أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، أمس، وبتقنية الفيديو، تماشياً مع إجراءات مكافحة وباء كورونا، عن فوز رواية "الديوان الإسبرطي" للروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي.
وبررت اللجنة، عبر رئيسها الناقد العراقي محسن جاسم الموسوي، فوز الرواية بالجائزة في دورتها الثالثة عشرة للعام 2020، لكونها "تتميز ببراعتها الأسلوبية، حيث تعدد الأصوات التي تحكي القصة، ما يجعل القراء يكتسبون نظرة ثاقبة متعددة الطبقات حول الاحتلال التاريخي للجزائر، ومن ذلك صراعات منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، مع شخصيات تجسد اهتمامات مختلفة ورؤى متقاطعة".
وأضاف اللجنة: تدعو الرواية القارئ إلى اكتساب فهم أكبر للحياة تحت الاحتلال، وأشكال المقاومة المختلفة التي تنمو ضده، في ظل بنية سرد عميقة، حيث لا تعيش الرواية في الماضي، بل تتحدى القارئ للتشكيك في الواقع الحالي.
وكان د. ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، تحدث عن إعلان الجائزة بشكل مغاير، بالقول: على الرغم من الواقع الافتراضي الذي نعيشه، فإن فرحتنا بالإعلان عن الرواية الفائزة لا تقل صدقاً ولا تقل فرحاً على ما اعتدنا عليه.
ووصف سليمان الرواية الفائزة، في وقت لاحق، بأنها "قصة أسرة عبر حكايات العديد من الأصوات والحقائق والأكاذيب، بحيث تعود إلى التاريخ في حفر ماضوي، بينما يتسلل الحاضر إليها عبر حكايات متشابكة تُبقي القارئ ملتصقاً بالشخصيات الساحرة، بحيث تجتذبه بنقوشها العريضة والمرّة وجذورها في المكان والزمان إلى عوالم لا تحصى من الألوان والأصوات والروائح".
من جهتها، قالت فلور مونتينارو، منسقة الجائزة: ترشحت لهذه الدورة 128 رواية توزع كتّابها على 28 بلداً، حيث تم اختيار الرواية الفائزة من ضمن ست روايات وصلت إلى القائمة القصيرة التي يحصل كل من وصل إليها على جائزة نقدية قيمتها عشرة آلاف دولار، بينما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية، علاوة على ترجمة روايته للغة الإنكليزية، مشيرةً إلى أن هذا الاحتفال يأتي في ظل ظروف استثنائية.
وأضافت مونتينارو: هذه الظروف تجعلنا ندرك أكثر قيمة القراءة ودورها المهم، فهي نافذة في عزلتنا حتى لو لم تستمر هذه العزلة مئة عام، فمن خلال القراءة نسافر ونتعلم ونتأمل الحياة من وجهات نظر مختلفة، فنحن نقرأ لنتنفس.
وتتتبع رواية "الديوان الإسبرطي" الحياة المترابطة لخمس شخصيات في الجزائر العاصمة، ما بين العامين 1815 و1833، أولهم صحافي فرنسي يغطي الحملة الاستعمارية ضد الجزائر، والثاني جندي سابق في جيش نابليون يجد نفسه سجيناً في المدينة قبل أن يصبح مخطِطاً للحملة، أما الشخصيات الجزائرية الثلاث الأخرى فلها مواقف مختلفة تجاه القوى الاستعمارية العثمانية والفرنسية، فبينما يعتقد أحدهم أن السياسة وسيلة لبناء علاقة مع العثمانيين وحتى الفرنسيين، تجد أخرى أن الثورة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير، في حين يبقى الأخير معلقاً في مكان ما بين كل هؤلاء، فهي تشهد تحوّلات الجزائر العاصمة في تلك الفترة.
من الجدير ذكره أن الروائي عبد الوهاب عيساوي من مواليد الجزائر في العام 1985، يحمل الشهادة الجامعية في الهندسة الكهروميكانيكية، ويعمل مهندساً للصيانة، وفي العام 2012 فازت روايته الأولى "سينما يعقوب" بجائزة رئيس الجمهورية، كما فاز بجائزة آسيا جبار الأكثر شهرة في الجزائر عن روايته الثانية "جبل الموت" في العام 2015، بينما فازت روايته الثالثة "دوائر وأبواب" العام 2017 بجائزة سعاد الصباح للرواية في الكويت، كما فاز في ذات العام بجائزة "كتارا" للرواية العربية عن روايته غير المنشورة "أفعال المنسيين".
وكان عيساوي قال عقب اختيار روايته للمنافسة على الجائزة ضمن القائمة القصيرة: بشكل عام الروايات التاريخية لا تعيد بناء القصص من أجل القصص نفسها، بل هدفها الرئيسي هو البحث عن الأسئلة والمخاوف التي نواجهها الآن، والتي واجهناها من قبل في السياق الذي ظهرت فيه لأول مرة.
جدير بالذكر أن لجنة تحكيم هذه الدورة من الجائزة تكونت من: الناقد والأكاديمي العراقي محسن جاسم الموسوي رئيساً، وعضوية الناقد والإعلامي اللبناني بيار أبي صعب، والباحثة والأكاديمية والمترجمة الروسية فيكتوريا زاريتوفسكيا، والروائي الجزائري أمين الزاوي، والإعلامية المصرية ريم ماجد.
قد يهمك ايضاً :
دراسة تظهر أن الكذب يتطلب جهداً من الانسان على مدى حياته
باحث يعثُر على أقدم نسخة من جدول العناصر الكيميائية
أرسل تعليقك