الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذي يجمع بين الخشوع وقوة التأثير
آخر تحديث GMT 21:02:01
 فلسطين اليوم -

الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذي يجمع بين الخشوع وقوة التأثير

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذي يجمع بين الخشوع وقوة التأثير

سيد القراء الشيخ محمد رفعت
القاهرة - فلسطين اليوم

يُعدّ صوت سيد القراء الشيخ محمد رفعت من أعظم الأصوات التي قرأت آيات الذكر الحكيم في القرن الـ20، إذ استطاع بصوته العذب الخاشع أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة، عرف بأن صوته يشرح الآيات، ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير، فكان أسلوبا فريدا في التلاوة.

نشأته
وُلد الشيخ محمد رفعت الإثنين 9 مايو/ أيار 1882 بحي المغربلين بالدرب الأحمر في القاهرة، وكان مبصرا حتى عمر سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة يرويها البعض بأن امرأة قابلته وقالت إنه "ابن ملوك.. عيناه تقولان ذلك"، وفي اليوم التالي استيقظ الطفل محمد رفعت وهو يصرخ من شدة الألم في عينيه، ولم يلبث أن فقد بصره.

ووهبه والده لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا في منطقة "درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل عمر الـ10.
وأدركت الوفاة والده مأمور قسم الخليفة فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه.
وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن وهو في الـ15 من عمره قارئًا ليوم الجمعة، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الـ30 عاما وفاء منه للمسجد الذي بدأ فيه.

حياته

لم يكتف الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة المقامات الموسيقية، ودرس موسيقى "بتهوفن"، و"موزارت"، و"فاجنر"، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.

وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدا في الحياة، وعندما افتتحت الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934 كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.
وتنافست إذاعات العالم الكبرى مثل إذاعة برلين، ولندن، وباريس - أثناء الحرب العالمية الثانية - لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت، بهدف جذب عدد أكبر من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن.

أخلاقه
امتاز الشيخ رفعت بأنه كان عفيفَ النَّفْس زاهدا في الحياة، وكأنه ولد لخدمة القرآن الكريم، وكانت مقولته "إِن سادِن القرآن لا يمكن أبدا أَن يُهان أَو يُدان" ضابِطَة لمسار حياته.
كما يتمتع بحس مرهف ومشاعر فياضة، ويهتز وجدانه في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان.
وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وكان منزله منتدى ثقافيا وأدبيا وفنيا.

وفاته
أصيب الشيخ محمد رفعت بأمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، منها ضغط الدم والالتهاب الرئوي، وكلما تتحسن حالته يعاود القراءة، إلى أن أصابه مرض الفواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضا، حيث تعرض في السنوات الـ8 الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج.
ومنذ ذلك الوقت حرم الناس من صوته، إلا من خلال 3 شرائط كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه.
وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جمعت له، وفضل بيع بيته الذي كان يسكن فيه بحي البغالة في السيدة زينب وقطعة أرض أخرى، لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ أبو العنين شعيشع لدى الدسوقي أباظة وزير الأوقاف آنذاك، فقرر له معاشا شهريا.
وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت يوم الاثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي ولد فيه، عن 68 عاما قضاها في رحاب القرآن الكريم.

قالوا عنه
الأديب محمد السيد المويلحي كتب عن الشيخ رفعت في مجلة الرسالة إنه "سيد قراء هذا الزمن، موسيقي بفطرته وطبيعته، يزجي إلى نفوسنا أَرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".
وقال عنه الكاتب أنيس منصور "لا يزال المرحوم الشيخ محمد رفعت أَجمل الأصوات وأَروعها، وسر جمال وجلال صوته أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها".​

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذي يجمع بين الخشوع وقوة التأثير الشيخ محمد رفعت صاحب الصوت الذي يجمع بين الخشوع وقوة التأثير



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday