قالت صحيفة 'الحياة الجديدة' إنها بدأت خطواتها العملية باتجاه إقرار مدونة سلوك واخلاقيات المهنة من خلال تخصيص بنود تراعي احتياجات العاملين على المستوى الصحفي والمهني وتحقيق التوازن مع مصلحة المؤسسة، كإحدى مؤسسات الإعلام الرسمي في فلسطين .
ويأتي إعداد المسودة الأولى لهذه المدونة في إطار مساعي الصحيفة والعاملين فيها للتوصل إلى صيغة بنود متفق عليها، بما يخدم تعزيز مأسسة العمل وتطوير قيم ومبادئ المؤسسة والعاملين.
وحسب المسودة التي جرى إنجازها في عمل لجنة مختصة لهذا الغرض، فإن إنجاز مدونة السلوك وأخلاقيات المهنة الخاصة بالصحيفة، يأتي في إطار تعزيز جهود 'دار الحياة الجديدة للصحافة والإعلام' على كافة المستويات، بما يساهم في تعزيز رؤيتها المهنية في تطوير العمل الصحفي الوطني من جانب، ومضاعفة جهودها المهنية وفق رؤية واضحة تستند إلى قيم ومبادئ راسخة 'دقة، ومصداقية، ونزاهة، ومهنية' من أجل ايصال رسالتها الإعلامية المهنية للجمهور والمتابعين لإنتاج الصحيفة.
وجاء إنجاز المسودة الأولى ضمن مبادرة دار الحياة الجديدة للصحافة والإعلام، بجهودها الذاتية، واعتمادا على الخبرات والقدرات للكوادر العاملة فيها، لإعداد أول ميثاق شرف إعلامي يحدد قيم وأخلاقيات وقواعد سلوك العاملين فيها، لتكون أول مؤسسة إعلامية تبادر لمثل هذا العمل المهني في إطار تنظيم علاقة الموظفين مع بعضهم البعض، وعلاقتهم بمؤسستهم والمجتمع بقطاعاته المتعددة والمتنوعة، استنادا لنصوص مواد القانون الأساسي ، ومدونات السلوك الوظيفية وأخلاقيات الوظيفة العامة، حيث تسعى دار الحياة الجديدة إلى أن يكون هذا الميثاق المهني إحدى الأدوات في تحقيق سياساتها وبرامجها المهنية، وبما يعزز رؤية الدار ورسالتها وأهدافها.
وفي اطار بلورة قيم دار الحياة الجديدة، فإن المسودة تؤشر بوضوح الى أهمية الارتكاز على مجموعة قيم هي: المصداقية، والدقة في تفادي الأخطاء على أن يتم تغليب الدقة على السرعة، والمهنية في الانتماء إلى المؤسسة، والاستناد في العمل الى البراهين والاستدلالات الواضحة، إضافة الى الإفصاح ومنع تضارب المصالح.
واشتملت المسودة على مجموعة من البنود منها: الالتزام بالأنظمة والقوانين واحترامها فيما يتعلق بالأداء الوظيفي، والتعهد بتطوير الذات ورفع الكفاءات والتميز في الأداء، وتحقق الإعلامي من دقة المعلومات المراد نشرها من مصدريْن على الأقل، دون تغليب 'السبق الصحفي'، وعدم التلاعب في مضمون المادة الإعلامية (المعلومات، أو الصور، أو الصوت)، أو تأخير نشرها، وعدم إخفاء المعلومات كلياً أو جزئياً، واستكمال القصص الإعلامية من كافة جوانبها، وإعطاء فرص متساوية لكافة أطرافها للتعبير عن مواقفها، وصياغة عناوين الأخبار والتأكد من أنها تعكس وقائع القصة الإعلامية بعيدا عن الإثارة والافتعال والتحليل، وتصحيح الأخطاء الإعلامية، وتعويض المتضررين وإعطاؤهم حق الرد، والحصول على المعلومات بطرق قانونية دون انتحال الشخصيات، باستثناء القضايا الخطيرة التي تقتضي فيها مصلحة الجمهور الكشف عنها باتباع أساليب سرية، مع الإشارة إلى ذلك في طرح القصة الإعلامية، وتوخي الحذر والدقة والأخلاق العامة إزاء تحديد المتهمين بأحداث أو المجني عليهم في تغطية الجرائم، واحترام سرية المصادر التي تطلب عدم ذكر اسمها، والتفريق بين وجهات النظر والأخبار، وعدم تحويل الإعلان التجاري والمؤسساتي إلى خبر، والتفريق بوضوح بين الإعلان والخبر، والعمل الجاد من أجل تطوير التشريعات والقوانين الإعلامية للوصول إلى بيئة إعلامية داعمة لحرية الإعلام، وعدم التدخل في مضمون المادة الإعلامية أو الصوت أو الصورة لتغيير الحقائق، وعدم التردد بالاعتراف بالخطأ المهني الذي يؤثر على الحقيقة، مع بيان أسباب وقوعه، وتصحيح ما قد يقع فيه من أخطاء، وإعطاء حق الرد لكل من وقع الخطأ بحقه.
وتضمنت المسودة التي جرى عرضها على العاملين والموظفين في الصحيفة، مجموعة من المحاور الرئيسية التي تؤشر إلى أهمية تكريس نزاهة العمل الصحفي والالتزام بأخلاقيات العمل المهني، وواجبات وحقوق الصحفيين والموظفين، إضافة الى مسؤوليات الصحيفة تجاه الجمهور وتجاه الموظفين على حد سواء.
وقالت المستشارة القانونية في صحيفة الحياة الجديدة دعاء المصري، عضو اللجنة التي أشرفت على صياغة بنود المدونة، إن إقرار هذه المسودة بحاجة لمزيد من النقاشات على مستوى الموظفين والعاملين وعلى مستوى المؤسسات الشريكة بما يخدم الوصول إلى مدونة سلوك واضحة البنود وقابلة للتطبيق'، مشيدة بتجاوب الموظفين والعاملين مع الجهود المبذولة لإقرارها.
وأضافت: 'العمل الآن يتجه نحو فتح المدونة للنقاشات والحوارات من أجل سد كافة الثغرات التي يمكن تعطيل إقرارها واعتمادها كأحد أهم الوثائق الرسمية في الصحيفة'.
من جانبه، قال رئيس اللجنة المكلفة بإعداد مسودة مدونة السلوك واخلاقيات المهنة منتصر حمدان: 'هذا الجهد الرائع من قبل كوادر وطواقم الصحيفة يؤسس لعلاقة متينة بين المؤسسة وموظفيها من جانب وتعزيز مصداقية الصحيفة في أوساط الجمهور الفلسطيني'، مشيرا الى أن هذه المدونة تم إنجازها بمبادرة وجهود ذاتية داخل المؤسسة، بما يساهم في تعميق وتعزيز مشاركة الصحفيين والعاملين في بناء منظومة قيم ومبادئ راسخة في حياة المؤسسة التي مضى على تأسيسها 20 عاما.
وأضاف: إن اقرار مثل هذه المسودة واعتمادها في المؤسسة سيضع 'الحياة الجديدة' في مصاف المؤسسات الإعلامية الأولى التي تبادر لهذه الخطوات الهامة في تعزيز استقلاليتها المهنية وتعزيز قيم ومبادئ جديدة في عملها المهني.
من ناحيته، شدد عضو اللجنة مدير العلاقات العامة في الصحيفة رامي زقوت، على أهمية هذه الخطوة، مشيرا الى انفتاح الصحيفة على كل المبادرات والمؤسسات لإبرام اتفاقيات ومذكرات تعاون مشترك بما يخدم الجمهور والمجتمع الفلسطيني، ويعزز قوة وتأثير إعلامنا المحلي في لعب دوره ومسؤولياته المهنية في تطوير مجتمعنا بتعزيز مأسسة العمل المهني.
وكانت صحيفة الحياة الجديدة عقدت ورشة عمل متخصصة لعرض مسودة المدونة للنقاش العام مع الموظفين من أجل إبداء الملاحظات حولها قبل الانتقال الى المرحلة المقبلة عبر عقد المزيد من الورش واللقاءات مع المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الشريكة.
أرسل تعليقك