اهتمت صحف الإمارات في إفتتاحياتها الصادرة صباح اليوم بعدة موضوعات تتعلق بمناورات وألاعيب الانقلابيين في مباحثات الكويت .. وقرار حركة النهضة" التونسية التحول إلى حزب سياسي مدني يختص فقط بالعمل السياسي ولا يمارس العمل الدعوي الديني .
فتحت عنوان "اليمن بين الحرب والسلام" .. قالت صحيفة "البيان" إن المباحثات في الكويت حول اليمن تعرقلت وتعقدت وتشعبت وتوقفت واستؤنفت ثم توقفت وهي الآن في طريقها للاستئناف والسبب في ذلك كله مناورات وألاعيب الانقلابيين الذين لا يريدون الالتزام بالقرارات الدولية ويصرون على تأمين مستقبلهم بالتمسك في السلطة ذلك أنهم يعرفون ويشعرون بحجم ما ارتكبوا من جرائم في حق اليمن وشعبه .
ومضت الصحيفة تقول "لهذا فهم يخشون على مستقبلهم بعد عودة الشرعية ويريدون السلطة لتأمين أنفسهم بينما وفد الشرعية يطالب بضمانات على التزامهم بالقرارات الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216 والالتزام ببنود الأجندة المتفق عليها في بداية إنطلاق المباحثات في الكويت حول تسليم السلاح والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار .. وغيرها" .
وأكدت أن ما يطالب به الانقلابيون في مباحثات الكويت يناقض تماما ما يفعلونه على الساحة في اليمن كل يوم فهم يريدون السلطة ليضمنوا أمنهم وسلامتهم وفي نفس الوقت لا تهمهم سلامة وأمن الشعب اليمني ولا حياته كلها فهم يخرقون الهدنة كل يوم ويهاجمون اليمنيين الأبرياء العزل وها هم ينتظرون بالأمس عودة وفد الحكومة لمباحثات السلام في الكويت يشنون هجمات صاروخية على مدينة تعز أدت لسقوط ضحايا أبرياء ويمنعون الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والأدوات الطبية الحيوية من الوصول لليمنيين العزل المحاصرين .
من جانبها قالت صحيفة "الوطن" إن التفجيرات الإرهابية التي تستهدف عدن وغيرها من المناطق المحررة بين الحين والآخر هي جزء من أساليب الغدر التي يمتهنها الجبناء ويعتمدونها والتي سقط فيها عدد من الشهداء والجرحى تدفع اليمنيين أكثر لتحقيق أهدافهم المشروعة بإنهاء كافة مفاعيل الانقلاب وبسط الشرعية وفق إرادة شعبه المدعومة بالقرارات الدولية ودول التعاون التي سارعت لدعم الشقيق في محنته وتكفلت بدعمه على كافة الصعد وكذلك مخرجات الحوار اليمني التي بينت رفض اليمنيين للتصرفات والمرامي المشينة التي حاولت بعض الفئات المنفلتة القيام بها والاستعداد للصمود والتضحية في سبيل بقاء اليمن عزيزا لأهله وحاضنته العربية الخليجية الأصيلة .
وأضافت في إفتتاحيتها بعنوان "الإرهاب نحو الاندثار" أن الانقلابيين استنفذوا كافة محاولاتهم الخبيثة وبات مكرهم مفضوحا وفاشلا ويتحطم على صخرة ثبات الشعب اليمني الرافض لجموحهم وتمسكه بأهدافه وقيادته الشرعية فأغلب اليمن اليوم ينعم بشمس التحرير وألاعيب وفد الانقلابيين في مفاوضات الكويت لم ولن تجدي وهي القائمة على المناورات ومحاولات التسويف والمماطلة بهدف تمرير مطالب غير مشروعة لتحقيق نوايا فشلت بها مليشيات الشر والتمرد في الميدان .
وأكدت في ختام إفتتاحيتها أن الشرعية تترسخ ويزداد صمود وبأس الشعب اليمني وتصميمه على تحقيق الغد المشرق لأبنائه بعيدا عن الانقلابات والطغيان وسيبقى عصيا على أجندات الشر والمحاولات السامة العدائية من إيران ومحاولاتها العبث باليمن كما سبق وعملت في سوريا والعراق ولبنان وسينزوي طباخ السم الفارسي فاشلا يلملم أذيال الخيبة والانهزام مهما حاول عبر أذرعه وبيادقه المتقدمة القيام بالجرائم والقتل والتنكيل وإلحاق المآسي وسوف تنتصر إرادة الشعب اليمني الذي يعد للتوجه إلى مستقبلا لجميع أبنائه وبقائه عصيا على النوايا والمخططات والأجندات التي تريده بغير وجهه الحقيقي وأصالته وإرادته .
وفي موضوع آخر بعنوان "الإسلام السياسي الديمقراطي".. كتبت صحيفة "الخليج" قائلة .. إذا ثبت أن "حركة النهضة" التونسية قررت التحول إلى حزب سياسي مدني يختص فقط بالعمل السياسي ولا يمارس العمل الدعوي الديني وأنها تؤمن بالديمقراطية ومن أركانها التعددية والحرية وأنها قطعت نهائيا العلاقة مع الفكر الإخواني الملتبس ..فإنها تكون قد شقت مجرى جديدا مختلفا في تاريخ حركات الإسلام السياسي التي عرفتها المنطقة منذ تأسيس جماعة الإخوان عام 1928 وما تبعها من حركات مماثلة اشتقت لنفسها طريقا يتخذ من الإسلام نهجا توظفه لغايات سياسية وكثيرا ما كانت ممارسات هذه الحركات تثير الشبهات في توجهاتها ومراميها خصوصا أنها كانت تتخذ من عواصم غربية مرتكزا لنشاطها السياسي والدعوي ولقيت في أحايين كثيرة دعما من أجهزة مخابراتية كانت تعمل ضد دول عربية.
كما أن جماعات الإسلام السياسي في معظمها كانت تستخدم العمل الدعوي في المساجد والجمعيات الخيرية التي تشرف عليها وخصوصا خلال السنوات الأخيرة منبرا لنشر أفكار هدامة أو تخدم الجماعات الإرهابية .
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة النهضة التونسية قررت وفق ما ذكر مؤسسها راشد الغنوشي أن تخرج من تحت عباءة الإسلام السياسي وتتخلى عن مرجعيتها الإخوانية وأن تلتزم الديمقراطية و"ألا يتم توظيف الدين لغايات سياسية أو أن يكون رهينة للسياسة" .. يدل على مراجعة فكرية حقيقية على ضوء تجربة الحركة التي تأسست عام 1972 ومارست العمل السياسي السري حتى قيام الثورة الشعبية ضد الرئيس السابق زين العابدين بن علي ثم على ضوء تجربتها في الحكم بعد ذلك وما علق بها من شكوك حول دورها في تعظيم دور الجماعات المتطرفة وعمليات الاغتيال السياسي ثم ما خلصت إليه من دروس ونتائج خلال تلك الفترة .. وفي مرحلة ارتكبت فيها جماعات الإسلام السياسي وتحديدا الإخوان في مصر وتركيا أخطاء وخطايا من أخطرها محاولة ضرب الوحدة الوطنية وإقصاء القوى السياسية الأخرى والسعي للاستفراد بالحكم بعد أن استخدمت الديمقراطية سلما للوصول إلى السلطة .
وخلصت "الخليج" في ختام إفتتاحيتها إلى القول "إذا كانت حركة النهضة غيرت جلدها فقط كي تظهر بوجه ديمقراطي وتقدمي ولم تغير نهجها وفكرها وسلوكها فهي لن تنجح لأنها تمارس شكلا من أشكال التقية السياسية لن تنطلي على الجماهير التونسية .. أما إذا كان إنتقالها من موقع إلى موقع آخر نتيجة مراجعة فكرية وقناعة بعدمية البقاء رهينة فكر إخواني ملتبس يشكل قاعدة للتخريب ويخدم أجندات مشبوهة فإنها بذلك تكون قدمت صك براءتها وقدمت نفسها نموذجا لعملية تغيير تخرج بالفكر من التزمت والتقوقع والجمود إلى أفق الحرية والديمقراطية الرحب" .
أرسل تعليقك