رام الله – خالد أبوسرحان
طالب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بالتحقيق في تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها وجرائمها ضد الصحافيين في فلسطين والتي كان آخرها إطلاق الرصاص الحي بصورة متعمدة ومباشرة على مصور تلفزيون فلسطين الصحافي بشار محمود نزال (36) عامًا وإصابته بجروح بالغة، الجمعة، بينما كان يغطي المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان التي تنظم في بلدة كفر قدوم في محافظة قلقيلية.
ومن اللافت في إطلاق الرصاص على الصحافي نزال أنَّه تم من سلاح كاتم للصوت وأن الرصاصة التي أطلقت عليه من نوع "دمدم المتفجر" حيث أنها تفجرت في ساقه بعد أن إصابته، وأنها أطلقت عليه بصورة متعمدة ومباشرة من قبل أحد قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما كان على مسافة نحو 90 مترًا من الجنود وفي منطقة مرئية لهم، كما أكد نزال في إفادة أدلى بها لمركز "مدى".
وأضاف نزال أنَّه "بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد كفر قدوم تحركنا لتغطية المسيرة التي تنظم أسبوعيًا، كان هناك دوريات للجنود وسيارة لرش المياه العادمة وقناصة، وبعد دقائق تم رش المياه العادمة فابتعدنا نحن الصحافيين إلى أسفل يمين الطريق لتفاديها وعدنا من جديد إلى الشارع، كان يفصلني حينها عن الجنود نحو 90-100 متر، وفجأة وبصورة متعمدة أطلق أحد قناصة الجيش رصاصة وحيدة نحوي (لم يسبقها أو يعقبها إطلاق أي رصاصة أو قنبلة غاز أو صوت)، حيث أصابتني في ساقي وتفجرت فيها، علمًا أنني كنت في منطقة مكشوفة أمام الجنود وبعيدًا نسبيًا عن المتظاهرين".
وأصيب الصحافي نزال بجروح بليغة في ساقه اليسرى فضلًا عن كسور في عظم الساق حيث أجريت له عملية جراحية في مستشفى "العربي التخصصي" في مدينة نابلس، السبت، وقد أزيلت أربع شظايا وبقي بعض الشظايا الأخرى في ساقه.
وشدد "مدى" على أنه يرى أن ما تعرض له مصور تلفزيون فلسطين يمثل مؤشرا على تصعيد جديد وبالغ الخطورة في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين ووسائل الإعلام في فلسطين لاسيما وأن جيش الاحتلال عمد خلال الأيام القليلة الماضية لاستخدام صحافيين كدروع بشرية وهو ما حدث مع الزميلين عبدالرحيم القوصيني مصور وكالة "رويترز" والصاحفي علاء بدارنة مصور وكالة الأنباء الأوروبية أثناء تغطيتهما أحداثًا في قريتي عوريف وكفر قدوم.
وتمنى مركز "مدى" للزميل الصحافي بشار نزال الشفاء العاجل، مشيدًا بتمسك وإصرار الصحافيين على القيام بدورهم المهني في تغطية الأحداث ونقل الحقيقة.
واستنكر المركز بشدة تصعيد قوات الاحتلال اعتداءاتها وجرائمها ضد الصحافيين والحريات الإعلامية، مؤكدًا ضرورة التحقيق في الاعتداء الذي تعرض له الصحافي نزال وما سبقه من اعتداءات وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للقضاء ووضع حد لإفلاتهم من العقاب الذي يشكل حافزًا ومشجعًا لاستمرار ارتكاب هذه الجرائم والاعتداءات.
أرسل تعليقك