شكّلت أقاصي الأرض مصدرَ إلهامٍ لابتكارات دار "Chaumet" الفاخرة من بداية قصّتها وحتى أيّامنا هذه، حيث تتخلّلها عناصر مستقدمة من بلاد بعيدة، فتختار أفضل المواد من مختلف حضارات العالم لتصنع بأنامل مصمّميها مجوهرات لا نظير لها تزيّنها أحجار وعناصر عبرت مسافات بعيدة وصولًا إلى وسط ساحة "فاندوم" في باريس، حيث لمع نجمها وفاضت إشعاعًا ونورًا.
وما زالت علامة Chaumet تواصل استكشافاتها المشوّقة مع مجموعة مجوهرات “عوالم Chaumet” (Les Mondes de Chaumet) الفاخرة التي تتجسّد فيها ثلاث وجهات مرّت بثلاث مراحل. بعد إصدار مجموعة بروموناد أمبيريال (Promenades Impériales) التي استحضرت بها الدار الإرث الروسي العريق في يناير/كانون الثاني، ومن ثمّ شان دو برانتان (Chant du Printemps) في اليابان في يونيو/حزيران، تُطلق العلامة مجموعة تريزور دافريك (Trésors d’Afrique) التي تُشكّل الوجهة الثالثة في رحلتها الإبداعية إلى هذه العوالم الخارجة عن المألوف.
صحيح أنّ المغرب العربي ومصر شكّلا مصدر إلهام لعلامة Chaumet، إلّا أنّ جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية ظلّت منطقة لم تتعمّق العلامة في استكشافها بعد ولم تطأ رجلها العالم الباريسي للمجوهرات الراقية. ولكنّ اللقاء الذي حصل بين علامة Chaumet والفنان الكيني إيفانز مبوجوا جعل العلامة تنصبّ نحو هذا الجزء من القارة الأفريقية، لتستكشف حناياها وتستلهم منها أروع تصاميم المجوهرات الراقية.
استوحت علامة Chaumet من أعمال هذا الفنان البارع الذي دائمًا ما يُسلّط الضوء على الألوان النابضة بالحيوية والحياة، ويستعين بعملية تفكير إبداعية زاخرة بالمعلومات المُكتسبة والحسّ الروحي الغني. ومن هنا ولد من رحم التعاون الذي جمع بين الفنان إيفانز مبوجوا وعلامة Chaumet أحد المواضيع التي تتناولها هذه المجموعة المميّزة من المجوهرات الراقية.
تُعرف علامة Chaumet بمنظورها الشامل الذي يتناول العالم بأكمله وتصاميمها الآسرة والفريدة من نوعها التي تحتضن تأثيرات ثقافية من كلّ حدبٍ وصوب. ولطالما تميّز مصمّمو الدار بإبداعهم الذي لا يعرف حدودًا وفضولهم المستمر ونظرتهم الثاقبة في مجال الفنون على الصعيد العالمي الذي يستقون منه أفكارًا جديدة لم يشهد أحد مثلها من قبل. لا تبتكر Chaumet تصاميم مشابهة لتلك الموجودة في حضارات البلاد البعيدة، بل تُضفي لمستها الخاصّة وتحاكي بتصاميمها البديعة عالم المجوهرات الباريسية الراقية. تجسّد مجموعة “تريزور دافريك” الفاخرة قمّة الإبداع، وتسافر بكَ إلى رقيّ الأزمنة الغابرة. تسعى علامة Chaumet في العام 2018 إلى تقديم مجموعة تتخلّلها ثقافات تحتفي وتكرّم المرأة العظيمة.
تروي مجموعة “تريزور دافريك” قصّة تتألّف من خمسة أجزاء عن الأوجه المتعدّدة لقارّة أفريقيا. بادئ ذي بدء، أفريقيا التي ألهمت تعابيرها الفنية كلًّا من أبولينير وبيكاسو وديرين وفلامينك وبراك، وبالتالي أدّت دورًا هامًا في أعظم الثورات الجمالية والفكرية التي شهدتها باكورة القرن الماضي، من المدرسة الفوفية إلى التكعيبية والسريالية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أفريقيا هي القارة الأخيرة التي حكمت فيها إمبراطورة، حيث تُحدّد المجوهرات مكانة الشخص. في الواقع، لم يسبق لأيّ قارّة أو بلد أن ارتقى بفنّ التزيّن بالمجوهرات إلى هذا المستوى من الإبداع والتطوّر، حيث تتّخذ الجوهرة آلاف الأشكال والاستخدامات وترمز إلى الجاذبية والقوة، وتجمع بين الجمال والهيبة. بالفعل، للمجوهرات رمزية كبيرة تُعبّر الكثير عن الشخص الذي يرتديها، وتُشكّل تعويذة تحميه من الشرّ.
وبما أنّ علامة Chaumet تبتكر مجوهرات وأكاليل ملؤها العواطف، وجدت أرضية مشتركة بين إبداعاتها التي تروي من خلالها أجمل القصص والمجوهرات الأفريقية المميّزة لتبتكر مجوهرات مثالية للارتداء في حفلات الزفاف ترمز إلى العظمة عندما تتوّج رأس الشخص بالذهب والأحجار الكريمة أو الشعر المجدول بمهارة. وبما أنّ دار Chaumet لطالما كانت تميل إلى تناول مواضيع الطبيعة في تصاميمها، ابتكرت مجموعة “تريزور دافريك” لتروي لنا قصّة أفريقيا التي تفتخر بطابعها الأصيل والكريم، وتقدّم مختلف الكنوز والقصص المشوّقة.
تُزاوج هذه المجموعة الخلّابة بين مختلف عناصر الطبيعة وتتخلّلها أشكال خارجة عن المألوف وحسّ عصري مفعم بالجرأة، فتشكّل خير مثال عن القارّة التي استوحيت من ربوعها.
روند دو بيير (Ronde de Pierres)
تجسّد “روند دو بيير” طقم مجوهرات من منطقة النيل يزخر بالألوان الفاقعة الملفتة للأنظار واللآلئ التي كانت في ما مضى تتزيّن بها قبيلة الدينكا البدائية في السودان (قبيلة الماساي). وتجمع هذه القطع الفنية بين أحجار الإسبينل الحمراء والزمرّد والياقوت الأزرق وأحجار العقيق اليوسفي، وتؤطّرها أحجار الإسبينل السوداء التي تتناغم مع الذهب الأسود المطلي بالروديوم والألماس. كما يتّسم هذا الطقم بأشكال شبيهة بالشرائط الكبيرة التي تتداخل ببعضها البعض وتزيّنها أشكال دائرية، فكانت حصيلتها قلادة وسوارًا وزوجين من الأقراط، أحدهما يتميّز بزخرفة تتّصل عند جانبَي شحمة الأذن. كما أنه ثمّة ثلاثة خواتم تتّسم بخطوط متباينة تتداخل معًا لتشكّل عقدة وتسلّط الضوء على جمال أحجار الياقوت الزرقاء وأحجار الياقوت الصفراء المقطوعة على شكل وساد
كاسكاد رويال (Cascades Royales)
يستحضر طقم “كاسكاد رويال” نعومة الخطوط الرفيعة لقماش الدانتيل، ويجمع بين أنقى العناصر الأفريقية التي تتميّز بدقّة لامتناهية مع لمسة من الرقيّ والأشكال الرفيعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الطقم يعيدنا إلى زمن المجوهرات التي كانت في ما مضى تزيّن وجوه النساء في العديد من الثقافات الأفريقية، ويذكّرنا بالعديد من القطع التزيينيّة الجميلة مثل أغطية الرأس التي كانت ملكات رواندا تعتمرها أو القطع المزخرفة التي كانت عرائس سامبورو تتزيّن بها في كينيا. ويتداخل في هذا الطقم اللونان الأبيض والأسود، فيتناغمان مع زمرّد “موزو” الأخضر الملفت للأنظار الذي يتربّع على جناحَي العقيق المنحوتين، واللذين تنسدل منهما قطع الألماس بقصّة الماركيز الفاخرة لتوفّر بنية محدّدة الشكل. يتألّف الطقم من قلادة يمكن تغيير شكلها، وزوجين من الأقراط، وأربعة خواتم.
تير دور (Terres d’Or)
يجسّد طقم “تير دور” تفاعلًا بين اللونين الأحمر والذهبي، ويُزاوج بين رمال الصحراء الذهبية والأرض المغرة في أفريقيا. كما يذكّرنا بالأنماط المزخرفة على أقمشة كينتي من غانا وأقمشة كاساي المخملية. ويتباين اللون الأحمر القاني لأحجار الياقوت مع انعكاس ضوء الياقوت الأصفر ليشكّلًا معًا طقمًا مؤلّفًا من قلادة طرية وسوار وساعة سرية وقرطين طويلين وخمسة خواتم يجسّد كلٌّ منها سيمفونية تتداخل فيها الانحناءات والأشكال المتشابكة. فتتناغم الأحجار الإهليلجية مع الكابوشون وأحجار “شوغر لوف” (على شكل مكعّب السكّر) وأحجار الياقوت لتنسدل على البشرة بانسيابية تامّة وتسلّط الضوء على جاذبية المرأة التي ترتديها.
إيسبييجلوري (Espiègleries)
كيف لنا أن نحتفي بقارّة أفريقيا من دون ذكر باقتها الواسعة من النباتات الخصبة والحيوانات التي تمتلك تأثيرًا قويًا على المخيّلة المشتركة؟ صمّم الفنان الكيني إيفانز مبوجوا مجموعة تضمّ ستة دبابيس يمكن تحويل أحدها إلى زوج من الأقراط. فأعاد في هذه المجموعة النظر في موضوع الحيوانات مضيفًا إليه نفحة من الجرأة، ومبتكرًا ستة تصاميم زاخرة بالألوان الزاهية وأشكال الحيوانات الرائعة مثل الفيل والحمار الوحشي والقرد والزرافة وطيور النحام والنمل والأسد التي تواجه مواقف مضحكة تتخلّلها روح الدعابة. تشمل هذه المجموعة أربع ساعات يد تتزيّن برسوم بديعة وأربعة توربيونات، فضلًا عن قطع بروش تتّخذ أشكال حيوانات مفعمة بالحيوية والبهجة.
تاليسمانيا (Talismania)
تأتي مجموعة مجوهرات تاليسمانيا على شكل منحوتات تتّسم بأشكال عضوية، وتضمّ أزرارًا وخواتم مستوحاة من الفن الأفريقي وقطعه المزخرفة. ويتمّ تسليط الضوء على أحجار “شوغر لوف” ذات قصّة الكابوشون من خلال إدراج مادة الذهب بألوان مختلفة تُذكّرنا بسلال أغاسيكي المجدولة في رواندا. تتخلّل هذه المجموعة باقة واسعة من المواد، مثل خشب الأبنوس والحجارة الصلبة والعقيق اليماني والأحجار الكريمة، وتتميّز بألوان وأحجام متباينة.
قصيدة تُزاوج بين الألوان والمواد الغنية
تُحاكي مجموعة “تريزور دافريك” حيوية الفنون التي تزخر بها أقاصي العالم، وتمزج بين الألوان والمواد والقوامات التي أعادت صياغتها أنامل مصمّمي علامة Chaumet الذين دائمًا ما يتخطّون حدود التقنيات المُعتمدة لصنع المجوهرات من أجل ابتكار تصاميم لم يشهد مثلها أحد.
من الزمرد الأخضر الآسر والياقوت الأصفر السيلاني الملفت للأنظار والياقوت الأحمر القاني الجذّاب والياقوت الأزرق السيلاني الذي يتّخذ شكل نبتة القنطريون العنبري: تتغنى مجموعة المجوهرات هذه بجمال أحجار استثنائية. اقترنت أحجار الإسبينل الحمراء والعقيق اليوسفي، بالإضافة إلى الكريستال الصخري والملكيت والفيروز واللازورد والعقيق لتشكّل مجموعة مجوهرات راقية تُناشد قصيدة تُزاوج بين الألوان والمواد الغنية.
تُزاوج مجموعة “تريزور دافريك” بين المعادن الصلبة وأرقى أنواع الأحجار الكريمة والجواهر المميّزة والمواد العضوية النادرة، لتستحضر بها تراث قارّة أفريقيا العريق. وتُناغم بين الأخشاب والأحجار الصلبة لتخلق تناقضًا مفاجئًا يندرج مع شفافية وبريق الأحجار الكريمة والذهب. وتُحاكي الدار فنّ المجوهرات المنحوتة، مستخدمةً الشكل الدائري لخشب الأبنوس لصنع أزرار الكمّ في مجموعة “تاليسمانيا”، ومانحةً انحناءات سلسة عند دمج العقيق في مجموعة “كاسكاد رويال”، وناحتةً رأس فيل من حجر الأوبال الوردي
إنّ إعجاب علامة Chaumet بعناصر قارّة أفريقيا قد ألهم صائغي المجوهرات ليرتقوا بأعمالهم إلى ذرى أعلى من الإبداع ويعتمدوا منظورًا جديدًا ويحتذوا بخبرة Chaumet الواسعة في مجال إتقان صنع المجوهرات من المعادن. يُعتبر الذهب المعدن المفضّل لصنع الزخارف الأفريقية، فهو يُنسج مثل السلال ويتمّ اختيار لونه بحسب الأحجار الكريمة من أجل خلق تناغم مثالي في قطع مجموعة “تاليسمانيا”. أمّا عند صنع بروشات مجموعة “إيسبييجلوري” فقد صُقل أو طُليَت به القطع لتتوّج رأس الأسد بشكل شعيرات. تتشابه هذه التصاميم مع الإبتكارات التي صنعها بيير ستيرلي لعلامة Chaumet في الستينيّات والتي استخدم فيها هذا المعدن النفيس، سواء كان مصقولًا أو خامًا أو بشكل أهداب انسيابية، تنبعث في كلّ قطعة روح خاصّة بها.
عادة ما تُطلى الساعات بمادة مينا “غران فو”، أمّا هنا فقد طُلِيَ بها بروش الزرافة ليتمتّع بتأثير زاخر بالشفافية، وبالمثل لإبراز خطوط بروش الحمار الوحشي. تتميّز الساعات الراقية التي صمّمتها دار Chaumet برسوم حيوانات تنبض بالحيوية وتعرض مشاهد مصغّرة تبعث فيها الحياة.
قد يهمك ايضا هدية عيد الحب من المجوهرات المفضلة لديك
أروع مجوهرات عيد الحب لتضفي لمسة ترف ورفاهية على إطلالتك
أرسل تعليقك