واشنطن - فلسطين اليوم
كشف باحثون عن حامض نووي لفيروس تحمله الدبابير الطفيلية يندمج في جينات الفراشات التي تهاجمها الدبابير والتي تحقن بيضها في اليرقات وتنمو وتتغذى على هذا المخلوق.
وأوضح فريق الباحثين في دراسته، أنه مع مرور الوقت يبدو أنّ الحامض النووي الذي تحمله الدبابير تداخل أيضا مع جينات الفراشات، وربما في حالة نجاة اليرقات من هذه الهجمات. ومن المدهش اكتشاف أن الحامض النووي الذي ورثته الفراشات من عدوها اللدود يعود في الواقع بالفوائد على الفراشات فيما يعرف باسم ""Lepidoptera والذي يوفر لها الحماية من الفيروسات القاتلة الأخرى. واعتبرت الباحثة ليلى قاسمي الاكتشاف الذي توصلت إليه مع زملائها بأنه غير متوقع، ونشرت الدراسة العلمية في دورية ""journal Public Library of Science One.
وأوضح فريق الباحثين أن عملهم كشف عن طرق غير معتادة في تبادل المادة الوراثية بين الفصائل التي تحظى بتاريخ مشترك منذ 300 مليون عام، وذكر الباحثون "ظهر لنا أنه في العديد من الأنساب تكتسب جينات lepidopteran من bracovirus والتي تستخدم من قبل الدبابير الطفيلية لمنع الدفاعات المناعية من قبل حامل caterpillar".
وتابع الباحثون "يعتبر دمج أجزاء من الجين الفيروسىفي الحمض النووى caterpillar مؤشرًا قويًا على حدوث التكامل في الخط الجرثومي، وهو ما يؤدي إلى إنتاج سلالات من lepidopteran والتي تأوي سلسلة من bracovirus، إلى جانب أنّ بعض جينات bracovirus نشأت في الأصل من جينات الدبابير، وهو ما يؤكد تدفقها بين حشرة غشائية الأجنحة وأخرى حرشفية الأجنحة منذ حوالى 300 مليون عام".
وفحص الباحثون جينات أنواع عدة من الفراشات بما في ذلك فراشة الملك وفراشة دودة القز ودودة القز، ووجد العلماء أن الدبابير الطفيلية في كثير من الأحيان تتغذى على يرقات هذه الأنواع، حيث تلدغها أولا قبل أن تحقن بيضها في هذه المخلوقات العاجزة، وعثر الباحثون على بقايا الحمض النووي الذي ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المعروفة باسم bracovirus، ويعتقد أن الدبابير الطفيلية تستضيف هذه الفيروسات في المبايض وتقوم بحقنها في اليرقات مع بيضها، ثم تندمج الفيروسات مع الحمض النووي في خلايا caterpillar لقمع النظام المناعي وهو ما يسمح لليرقات بالنمو داخل هذا المخلوق. ووجدت الدكتورة ليلى قاسمي التي عملت مع عالم الفيروسات في جامعة فالنسيا، سيلفادور هيرورو، والخبير في علم الحشرات في جامعة تورز في فرنسا، جان ميشال، أنه في بعض الأحيان يتم تمرير هذه الفيروسات على اليرقات الأخرى، ويحدث هذا في حالات نادرة عندما تنجو اليرقات من هجمات الدبابير، وهنا يتم تمرير الجينات الفيروسية بواسطة الفراشات إلى الأجيال اللاحقة من خلال البيض والحيوانات المنوية فيما يعرف باسم "السلالة الجرثومية".
أرسل تعليقك