لوس انجليس -ا ف ب
يحاول عدد متزايد من العائلات في وسط كاليفورنيا التكيف مع شح المياه في هذه المنطقة الزراعية التي كانت تعد "بستان اميركا" ويضربها الآن جفاف حاد.
ومن هذه العائلات عائلة ماريا خيمينيس التي لم تصل المياه الجارية الى بيتها منذ اربعة اشهر، رغم ذلك فهي تحاول ان تعيش "بشكل طبيعي"، كما تقول.
ومن التدابير التي لجأت اليها هذه العائلة استخدام الاواني المصنوعة من البلاستيك لعدم تبذير المياه في تنظيف الاواني العادية، متكبدة نفقات اضافية في شراء هذه الاواني البلاستيكية.
وللاستحمام، اخترعت ماريا وزوجها نظاما ذكيا، فهما يملآن زجاجات بالمياه ويسكبانها في حوض، ثم تتكفل مضخة بسحب المياه في خرطوم الى السقف ومنه تنزل المياه من مرشة..
لكنهما يحاولان ان يستحما لدى الاقارب الذين تصل المياه الجارية الى منازلهم، كلما توفر لهما ذلك.
قبل ان يجف البئر الذي كان يزود منزل ماريا وزوجها، توقفا عن شرب مياهه، اذ صارت ملوثة بالمبيدات الزراعية المستخدمة في الحقول المجاورة.
ثم بعد ان نضب، صارا محرومين من مياه الشرب ومياه الاستخدام ايضا، وهي حالة لا يمكن ان تستمر وقتا طويلا هكذا.
وتقول لاورا غارسيا جارة ماريا "نحن نعيش محرومين من الماء في بلد غني".
ولدت لاورا في المكسيك، وما زالت تتذكر كيف كانت تضطر في القرية التي عاشت فيها هناك الى حمل دلو المياه مسافة اكثر من كيلومتر لتعود به الى بيتها.
لكن للمفارقة، فان القرية النائية تلك في المكسيك باتت اليوم تحظى بشبكة للمياه الجارية، في الوقت الذي بدأت قرى اميركية تعاني انقطاع المياه.
وتقول انها لم تجرؤ على اخبار عائلتها في المكسيك بواقعها الجديد "لانهم سيقولون لي: ماذا تفعلين هناك؟ عودي الى بلدك".
ويقول سيرفاندو كينتانيا مالك منزلي ماريا ولاورا "انه كابوس" اذ ان جفاف الآبار سيكون مصدر كارثة مالية.
فهذا الرجل الذي انفق 200 الف دولار للاستثمار في تأجير المنازل يجد مشروعه قيد الانهيار لعدم وجود زبائن يستأجرون منازل لا تصلها المياه.
ولم يعد امام هذا المستثمر سوى ان يدفع مبلغ 35 الف دولار لحفر بئر جديد، رغم الاحتمال الكبير بان يتبين ان مياه البئر ملوثة بالاسمدة الزراعية.
فازاء قلة الامطار وجفاف الانهار، لم يعد امام المزارعين سوى استخدام الآبار وضخ المياه الجوفية بوتيرة اعلى بكثير مما كانت عليه في السابق.
ويقول راين جنسن المتحدث باسم منظمة "كوميونيتي ووتر سنتر" المناصرة للسكان المحرومين من المياه "هناك خمسة الاف شخص في منطقة تولاري وحدها حيث تقع مانسون ليس لديهم مياه للشرب".
وتضاف مانسون الى مناطق اخرى يعاني سكانها من انقطاع المياه الجارية منذ مدد تصل الى عامين.
وتقول ماريا بنبرة يختلط فيها الغضب والشعور بالعجز "انا غاضبة لانا نحتاج الى المياه في منازلنا فلدينا اطفال صغار، وايضا نحتاجها في العمل الزراعي لنعيش".
وتتركز هذه الازمة في المناطق الزراعية في وسط كاليفورنيا، أما المدن الكبرى فهي بمنأى عن هذه المشكلة اذ تتكفل شبكات المياه المتطورة بتلبية حاجات السكان، سواء عبر ضخ الماء من شمال البلاد الغني بالمياه، او من نهر كولورادو من ناحية الشرق.
وتدرس السلطات في كاليفورنيا الحلول الممكنة على المدى الطويل وكلها تقتضي رصد ميزانيات كبيرة والكثير من الوقت.
أرسل تعليقك