غزة-فلسطين اليوم
مع قرب إسدال الستار على موسم حصاد محصولي القمح والشعير، في مزارع وأراضي جنوبي قطاع غزة، أبدى العديد من المزارعين ارتياحهم ورضاهم، بعد أن جادت أراضيهم بإنتاج وفير لم يتحقق منذ عدة أعوام.
فالهطول المتواصل والغزير للأمطار طول فصل الشتاء المنصرم، منح المحصولين المذكورين فرص نمو جيدة ومتسارعة، وأثر إيجابا على حجم الحبوب وجودتها.
وانهمك معظم المزارعين في نقل محصولهم بعد درسه بواسطة آلات مخصصة، حيث قسموه إلى قسمين، الأول حبوب ناضجة وهي الأهم، بينما حولوا السيقان الجافة كأعلاف للمواشي الى "تبن".
ويبين المزارع عبد الله عايش، وكان ينقل عشرات "الشوالات" الممتلئة بأعلاف المواشي "تبن"، أن الله منّ عليه بإنتاج جيد، عوض بعض الخسائر التي أصابت أرضه جراء العدوان "الإسرائيلي" الأخير.
ونوه عايش إلى أنه زرع أرضه بمحصول الشعير في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، بعد أن عجز عن زراعتها بمحاصيل مروية مثل البطاطا والبصل وغيرها، نتيجة تدمير شبكات وخطوط الري بفعل العدوان.
وأكد عايش أنه ظل يواظب على رعاية محصوله، ويبتهل إلى الله أن ينزل المطر، وقد استجاب الله لدعائه وباقي المزارعين، وكان موسما ماطرا بامتياز، تكلل بمحصول وفير.
ولفت إلى أنه سارع فور الحصاد إلى بيع الحبوب لأحد التجار، مع الاحتفاظ بكمية منها لمواشيه، بينما ينوي نقل "شوالات" التبن إلى إحدى أسواق المواشي جنوبي قطاع غزة، لبيعها.
وأشار إلى أنه ينوي إعادة إصلاح وتأهيل أرضه بريع المحصول الذي باعه، تمهيدا لعودة زراعتها وتخضيرها بمحاصيل شتوية وصيفية، كما كانت قبل العدوان.
أما المزارع يوسف معمر، فأكد أن الله منّ على الكثير من المزارعين بإنتاج وفير ليعوضهم عما لحق بأرضيهم من أضرار جراء العدوان، خاصة بعد تقاعس الجهات المعنية عن تعويضهم.
وأشار معمر إلى أن معظم المزارعين سيكون بمقدورهم الوقوف على أرجلهم مجددا، بعد أن باعوا محصولهم، وفي غضون أسابيع قليلة ستشاهد مزيدا من الأراضي تخضر من جديد، وهذا سيكون له أثر جيد على القطاع الزراعي في مناطق جنوبي قطاع غزة.
وأسهم الإنتاج الوفير للمحصولين المذكورين، في دعم قطاع المواشي بشكل غير مباشر، فزيادة العرض أسهم في خفض أسعار الأعلاف بصورة كبيرة.
فعلي سبيل المثال انخفض ثمن شوال التبن من 30 شيكلا إلى ما دون الـ 15 شيكلا، بينما شهدت أسعار الشعير انخفاضا ملحوظا.
ويوضح المواطن محمد أبو رياش، ويعمل في تربية وتجارة المواشي الصغيرة "خراف وماعز"، أن الانخفاض الملحوظ الذي شهدته أسعار الأعلاف بنوعيها "شعير وتبن"، شجعه على التوسع في التربية، فبدأ بجمع الخراف الصغيرة، بهدف تربيتها وتسمينها وبيعها عشية عيد الأضحى المقبل، مستغلا انخفاض تكاليف إطعامها.
وأشار أبو رياش إلى أن العديد من المربين والتجار استغلوا انخفاض أسعار الأعلاف الذي ربما لا يطول، وراحوا يشترون كميات كبيرة ويخزنوها، تزامنا مع شراء مزيد من المواشي، وهذا أنعش قطاع التربية بشكل ملحوظ، لكن كان له بعض السلبية، أبرزها ارتفاع أسعار الخراف والماعز، نظراً لزيادة الطلب عليها.
ويذكر البائع احمد أبو سويلم، أنه منذ انخفاض أسعار الأعلاف بعد بدء موسم الحصاد، ثمة حركة نشطة على شراء المواشي، وهذا أنعش الأسواق والمزارع، وأعاد الحياة مجدداً لقطاع تربية المواشي المنهك.
وأشار أبو سويلم، إلى أنه وبفضل هذا الانخفاض في أسعار الأعلاف، باتت المزارع والحظائر تغص بالمواشي، خصوصًا بعد أن دخلت عشرات الآلاف من الرؤوس من خلال معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، بعد منع دام أعواما طويلة.
أرسل تعليقك