القاهرة - فلسطين اليوم
أعلنت مجموعة من الباحثين اكتشاف قارة خفية على سطح الأرض، وجدوها أثناء إعادة بناء تطور الصخور في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي ترتفع مع سلاسل الجبال وتتراجع مع البحار من إسبانيا إلى إيران.
وتسمى هذه القارة «أدريا الكبرى»، وهي بحجم غرينلاند، وانفصلت من عند شمال إفريقيا، حيث دُفنت تحت جنوب أوروبا منذ حوالي 140 مليون سنة، وفقاً لما نشرته شبكة CNN الأمريكية
وقال العالم «دوي فان هينسبرجن»، مؤلف الدراسة وأستاذ علم التكتونيات والجغرافيا العالمية بجامعة «أوتريخت»: «معظم سلاسل الجبال التي بحثنا فيها نشأت من قارة واحدة انفصلت عن شمال إفريقيا منذ أكثر من 200 مليون عام. الجزء الوحيد المتبقي من هذه القارة هو شريط يمتد من تورينو عبر البحر الأدرياتيكي إلى كعب الحذاء الذي يشكل إيطاليا».
تسمى هذه المنطقة «أدريا» من قبل الجيولوجيين، لذلك يشير الباحثون في هذه الدراسة إلى القارة غير المكتشفة سابقاً باسم «أدريا الكبرى».
في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يكون لدى الجيولوجيين فهم مختلف لتكتونية الصفائح، وهي النظرية الكامنة وراء كيفية تكوين المحيطات والقارات، وبالنسبة لأجزاء أخرى من الأرض، وتشير تلك النظرية إلى أن الصفائح لا تتشوّه عندما تتحرك جنباً إلى جنب في مناطق بها خطوط صدع كبيرة.
وأضاف «فان هينسبرجن» أنها ببساطة فوضى جيولوجية، كل شيء كان منحنياً ومتكسراً ومكدساً، فبالمقارنة مع هذا، فإن جبال الهيمالايا، على سبيل المثال، تمثل نظاماً بسيطاً إلى حد ما. هناك يمكنك اتباع العديد من خطوط الصدع الكبيرة عبر مسافة تزيد على 2000 كيلومتر.
في حالة أدريا الكبرى، كان معظمها تحت الماء، مغطى بالبحار الضحلة والشعاب المرجانية والرواسب التي تشكلت وأصبحت صخوراً، ثم أصبحت تلك الصخور سلاسل جبلية في هذه المناطق: جبال الألب، أبنين، البلقان، اليونان، وتركيا.
وبغرق أو انغماس طبقة تحت الأخرى، أصبحت الطريقة الأساسية لتشكيل السلاسل الجبلية. وقال الباحثون إن إعادة بناء هذه النظرة التطورية لسلاسل الجبال في البحر المتوسط تتطلب تعاوناً، لأنه يغطي أكثر من 30 دولة، ولكل منها مسح جيولوجي خاص بها، وخرائط وأفكار موجودة مسبقاً حول كيفية تكوين الأشياء.
وباستخدام برنامج إعادة بناء الصفائح التكتونية، قام الباحثون بتقشير الطبقات الخلفية للرجوع إلى الوقت الذي ظهرت فيه القارات، والتي أشارت إلى الاختلاف الكبير عن الخريطة التي نعرفها اليوم.
ومن خلال هذا البرنامج، أو المسح، وجد الباحثون أن أدريا الكبرى بدأت في أن تصبح قارة مستقلة منذ نحو 240 مليون سنة، خلال فترة العصر الترياسي، حيث ظهرت صورة أدريا الكبرى والعديد من الكتل القارية الأصغر أيضاً والتي تشكل الآن أجزاء من رومانيا أو أرمينيا، على سبيل المثال.
ولا يزال من الممكن رؤية البقايا المشوهة في الكيلومترات القليلة الأولى من القارة المفقودة في السلاسل الجبلية.
الجدير بالذكر، أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قارة مفقودة... ففي يناير 2017، أعلن الباحثون عن اكتشاف قارة مفقودة خلفتها شبه القارة الهندية «جندوانا» والتي بدأت في الانهيار قبل 200 مليون عام. والقطعة المتبقية التي كانت مغطاة في الحمم البركانية، توجد الآن تحت جزيرة «موريشيوس»، وهي جزيرة في المحيط الهندي.
وفي سبتمبر 2017، وجد فريق بحث مختلف قارة «زيلانديا» المفقودة، من خلال حفر المحيطات في جنوب المحيط الهادي، على بُعد ثلثي ميل تحت البحر.
وقد يهمك أيضًا:
علماء يكتشفون لغز الجبال الجليدية الخضراء في القطب الجنوبي
العلماء يحذرون من تحوُّل القارة القطبية الجنوبية إلى "الأخضر"
أرسل تعليقك