القاهرة ـ محمد عبد الحميد
يعتبر الدراج كريس فروم الأفضل في تاريخ بريطانيا ولكنه كان يحلم منذ أعوام بأن يكون بطلًا لكينيا، حتى وصل به الأمر أن قام بحياكة لباس رياضي بنفسه يحمل ألوان العلم الكيني "الأسود والأحمر والأخضر" وتمكن فروم، المولود بالعاصمة الكينية نيروبي في 1985، من الاتصال بالاتحاد الكيني للدراجات من أجل المشاركة في البطولة الوطنية للدراجات هناك ، لكن الاتحاد الكيني أجابه بأنه لا يوجد منافسة من هذا الطراز في ذلك الوقت وأخبروه بأنه إذا قدم لباسًا رياضيًا خاصًا بالدراجين بألوان علم البلاد فإنهم سوف يعلنونه بطلًا، وهكذا تم الأمر.
وبات لقب الدراج الأفضل في كينيا، شيئا ضئيلًا بالنسبة لفروم، الذي يعد الآن الأفضل في العالم، بعد أن حصد أربعة ألقاب في سباق فرنسا "تور دو فرانس" ، بيد أن إعلان الاتحاد الدولي للدرجات الأربعاء سقوطه في اختبار للكشف عن المنشطات قد يهدم أسطورته.
وسقط قائد فريق سكاي للدراجات في اختبار للكشف عن المنشطات في سباق إسبانيا في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث ثبت تناوله لكمية مفرطة من مادة السالبوتامول ورغم أن الاتحاد الدولي للدراجات لا يعتبر حتى الآن القضية حالة منشطات واضحة، سيتعين على الدراج/32 عاما/ إثبات أنه لم يتناول أكثر من الحد المسموح به في اللوائح ، وإذا أخفق في إثبات هذا، سينضم فروم إلى قائمة طويلة تجمع العديد من الأساطير الرياضية الذين وقعوا في فخ المنشطات ، ولكن إذا ما نجح في إثبات براءته ستتحول هذه القضية إلى شبهة جديدة تنضم إلى سلسلة طويلة من الشكوك والشبهات التي تطارد فروم دائمًا.
وبعيدًا عن الاتهامات التي تلاحقه في كل عام منذ أن وصل إلى قمة رياضة الدراجات، لم يخض فروم أي سباق بدون صعوبات وعراقيل وشارك فروم للمرة الأولى في "تور دو فرانس" في عام 2008 وهو يحمل جواز سفر كيني، ووصل إلى خط النهاية عند قوس النصر الشهير في العاصمة الفرنسية باريس في المركز الـ 84 مخالفًا لكل التوقعات والآمال التي عقدت عليه.
وساق فروم أسباب عدة لتبرير إخفاقه ولكن السبب الحقيقي تم إزالة الستار عنه في 2012، فقد خاض الدراج البريطاني ذلك السباق بمرض طفيلي منتشر في المناطق الاستوائية تسبب له في ضعف في الدورة الدموية ، وخضع فروم فيما بعد لعلاج ناجح واستعاد عافيته ومستواه الفني بشكل كامل وأطلقت عودة فروم عقب المرض العنان للمقارنة بينه والأميركي لانس أرمسترونغ الذي فاز بـ "تور دو فرانس" سبع مرات عقب تعافيه من سرطان الخصية.
وبعد ذلك بأعوام اعترف الدراج الأمريكي بأنه كان يتناول المنشطات ليفجر أحد أكبر فضائج الفساد في تاريخ الرياضة ، فقد قال فروم ذات مرة "لا يمكن مقارنتي بلانس، هو مارس الخداع أما أنا فلا" وبفضل حصوله على المركز الثاني في سباق إسبانيا 2011، صعد فروم لأول مرة على منصة التتويج لأحد سباقات الدرجات الثلاثة الكبرى على مستوى العالم.
وفي العام التالي في "تور دو فرانس" أثبت فروم أنه يحمل جينات البطل، حيث حل ثانيا بعد زميله في فريق سكاي، برادلي وينغز.
وفي العام 2013، فاز فروم بأول لقب له في "تور دو فرانس" مسجلًا تفوق كاسح، مما أثار شبهات جديدة حوله وأشعل غضب الجماهير وتعرض الدراج البريطاني في الأسبوع الأخير من تلك البطولة إلى الاعتداء من قبل الجماهير، التي بصقت عليه وقذفته بأكياس من البول.
بيد أن هذا لم يدفعه للتراجع أو التنازل عن أحلامه، فعقب انسحابه من "تور دو فرانس" في 2014 إثر تعرضه مرات عدة للسقوط ، فاز فروم بالسباق ثلاث مرات متتالية أعوام 2015 و2016 و2017 ورغم سيطرته على الألقاب وطوله الفارع البالغ 186 سنتيمتر ، يبدو فروم شيئًا هشا فوق دراجته، حيث أنه يزن 67 كيلوغرام فقط، فبمقارنته بأقرانه من الدراجين يبدو بالنسبة لهم وكأنه من مجرة أخرى.
ووصفت صحيفة "البايس" الإسبانية قد سماته الجسدية في 2012، حيث قالت: "لديه كتفين وفخذين رقيقين للغاية، ويتسم بطول الجذع ويبدو كما لو كان أنبوبا لمعجون الأسنان برأس كالدبوس وأذرع طويلة وساقين لا يعرف أين يضعهما عندما يستخدم دواسات الدراجة، لديه هيئة غريبة، ليست أفريقية".
أرسل تعليقك