القاهرة - محمد عبد الحميد
تتجه أنظار عشاق سباقات السيارات من جميع أنحاء العالم بعد غد الجمعة صوب ملعب "الملك فهد الدولي" في الرياض لمتابعة النسخة التاريخية من سباق الأبطال التي تستضيفها العاصمة السعودية يومي الجمعة والسبت المقبلين بمشاركة عدد من أبرز نجوم سباقات السيارات في العالم.
وتجتذب هذه النسخة اهتماما بالغا من جميع الفئات المهتمة بسباقات السيارات في العالم نظرا لكونها النسخة الأولى من هذا السباق في منطقة الشرق الأوسط كما أنها أول سباق للمحركات تستضيفه المملكة عبر تاريخها، ويمثل السباق خطوة مهمة ورائعة على طريق تعزيز السعودية لدورها الرائد في مجال استضافة البطولات العالمية علما بأن هذا السباق يأتي في إطار سلسلة اتفاقيات أبرمتها الهيئة العامة للرياضة السعودية بقيادة المستشار تركي آل شيخ لاستضافة عدة بطولات عالمية.
وجاءت هذه الاتفاقيات لتأكيد وضع المملكة على خريطة أبرز الدول لاستضافة الأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة، كما تبلور استضافة هذه البطولات النهضة التي تشهدها الرياضة السعودية حاليا من خلال القرارات المختلفة التي اتخذتها الهيئة العامة للرياضة في الآونة الأخيرة والتي تسير في إطار استراتيجية النهوض الرياضي ، والذي يسير بالتوازي مع خطة الدولة لتطوير شتى مناحي الحياة طبقا لرؤية السعودية 2030، التي تم الكشف عنها في 2016 والتي تتضمن عددا من المشروعات الضخمة في مختلف المجالات مثل مشروع (نيوم) الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2017، وكانت قرعة النسخة ال29 لبطولة سباق الأبطال ، التي أجريت يوم الأحد الماضي في ملعب "الملك فهد" ، أوقعت السائق الكولومبي خوان بابلو مونتويا حامل اللقب على رأس المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة.
ويستهل مونتويا ، النجم السابق لسباقات سيارات فورمولا-1 ، حملة الدفاع عن لقبه في البطولة ضمن المجموعة الأولى ، التي تضم معه كلا من البرازيلي هيليو كاسترونيفس والأميركي رايان هانتر راي وأحد المتأهلين من الأدوار التمهيدية، كما أوقعت القرعة الأسطورة الدنماركي توم كريستنسن وصيف حامل اللقب في المجموعة الثانية التي تضم معه البريطاني الشهير ديفيد كولتهارد والألماني تيمو برنارد.
وتضم المجموعة الثالثة كلا من السويدي يوهان كريستوفيرسون والألماني ريني راست والبريطاني لاندو نوريس، وتضم المجموعة الرابعة الأمريكي جوزيف نيوجاردن والسعودي يزيد الراجحي والنرويجي بيتر سولبيرج كما تضم كل مجموعة أحد المتأهلين من الدور التمهيدي، ويشارك في السباق هذا العام مجموعة من أبرز وأقوى المتسابقين في هذا المجال بقيادة مونتويا وكريستنسن، ووصفت مجلة "موتورسبورت" الرياضية المتخصصة ، في تشرين أول/أكتوبر الماضي ، إقامة السباق في المملكة العربية السعودية بالانتقال التاريخي للسباق إلى المملكة نظرا لأنه سيكون أول سباق للمحركات يقام في السعودية.
وأصبحت السعودية تاسع دولة تستضيف هذا السباق على مدار تاريخ البطولة الممتد لنحو ثلاثة عقود حيث أقيم السباق الأول في عام 1988 ، وينضم الملك فهد الدولي إلى قائمة الملاعب الكبيرة التي استضافت هذا السباق على مدار نحو ثلاثة عقود ، مثل ملعب "عش الطائر" في العاصمة الصينية بكين والملاعب الأولمبية وملعب "ويمبلي" الشهير في العاصمة البريطانية لندن و ملعب "دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأقيم مضمار السباق داخل الملعب العريق الذي تتسع مدرجاته لنحو 75 ألف مشجع، ويتسم سباق هذا العام بتصميم رائع للمضمار حيث يضم مسارين متوازيين إضافة لجسر العبور الذي غاب عن سباق 2017 والذي يمنح تصميم المضمار شكل رقم (8) في الإنجليزية، كما أجريت قرعة منافسات الفرق لهذه النسخة من سباق الأبطال حيث ضمت المجموعة الأولى فرق ألمانيا وأميركا اللاتينية والمكسيك والولايات المتحدة بينما ضمت المجموعة الثانية فرق دول الشمال وبريطانيا والسويد وسباق جميع النجوم (ألعاب المحاكاة) وضمت المجموعة الثالثة فرق السعودية والإمارات ولبنان.
وتقام منافسات الفرق (كأس الأمم) بعد غد الجمعة بينما تقام منافسات الفردي (سباق بطل الأبطال) يوم السبت، وتشارك السعودية في السباق بسائقين أحدهما يزيد الراجحي نجم سباقات الراليات الشهير بينما يتنافس على المقعد الثاني كل من فلاح الجربا وأحمد الخنين وسعيد الموري وعبد الله الدوسري، كما تشارك الإمارات بفريق يضم السائقين خالد القبيسي وخالد القاسمي وتشارك لبنان بفريق يضم كارل مسعد ومنصور شبلي، وتستحوذ ألمانيا على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب بطولة الفرق (كأس الأمم) برصيد سبعة ألقاب.
ويستحوذ الفرنسي ديدييه أوريول على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب الفردي برصيد أربعة ألقاب، وحرصا من الهيئة العامة للرياضة برئاسة المستشار تركي آل الشيخ رئيس اللجنة الأولمبية السعودية على إحياء المتابعة الجماهيرية لعدد من الرياضات وزيادة الاهتمام بممارستها في إطار خطة الدولة للنهوض بالجانب الرياضي ، سيكون الحضور في مدرجات الملعب لمتابعة فعاليات البطولة مفتوحا أمام الجماهير بالمجان للاستمتاع بيوم عائلي حافل بالفعاليات المصاحبة كعروض الدراجات النارية والسيارات الكلاسيكية بالإضافة إلى فعاليات خاصة من قبل الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وكان المستشار تركي آل الشيخ كشف في مؤتمر صحفي أواخر تشرين أول/أكتوبر الماضي ، وبعد أسابيع قليلة من توليه رئاسة الهيئة ، عن حزمة قرارات في مقدمتها تهيئة ثلاثة ملاعب في الرياض والدمام وجدة لتصبح جاهزة لدخول العائلات مطلع العام الحالي، كما تضمنت القرارات إنهاء مشروع ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة خلال مدة لا تتجاوز 18 شهراً وإطلاق مبادرة (ادعم ناديك).
وعلى مدار الشهور القليلة التالية، دخلت الهيئة في سباق مثير لاستقطاب مجموعة من أبرز البطولات في محاولة جادة ورائعة لإعادة مدن المملكة كعواصم للرياضة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الآسيوية والعالم، وبالفعل، استضافت الرياض في نهاية عام 2017 بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج بمشاركة 247 لاعباً ولاعبة من 90 دولة بمختلف أنحاء العالم وحققت البطولة نجاحاً هائلاً، كما استضافت الرياض ، في وقت سابق من شهر كانون ثان/يناير الحالي ، بطولة دولية للاعبات الإسكواش للمحترفات، وذلك على ملاعب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتكون أول بطولة لمحترفات الإسكواش تستضيفها السعودية، كما يستضيف ملعب الملك فهد سباق ماراثون الرياض الدولي ، الذي يشارك فيه متسابقون وعداؤون من داخل وخارج السعودية وذلك في ثلاث مسافات هي أربعة وثمانية كيلومترات و21 كيلومتراً.
وتحتضن صالة مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة في أيار/مايو المقبل نهائي بطولة الأسطورة محمد علي كلاي، إحدى أهم بطولات العالم للملاكمة والتي بدأت فعالياتها في أيلول/سبتمبر الماضي، ووقع الاختيار على جدة لاستضافة النهائي في ظل الثقة الكبيرة بنجاح هذا الحدث ، من خلال ما توفره الهيئة العامة للرياضة السعودية من إمكانيات لخدمة البطولة ، التي أقيمت بعض منافسات أدوارها الأولى في العاصمة الألمانية برلين، كما تستضيف السعودية الجولة النهائية من النسخة الثالثة لبطولة العالم للدرون ، والتي يصل مجموع جوائزها إلى مليون دولار ، وتقام في النصف الثاني من 2018 .
أرسل تعليقك