بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أمس الثلاثاء تأجيل كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) إلى العام المقبل، اعتبر كثيرون القرار بمثابة "تضامن غير مسبوق" من قبل اليويفا مع مسابقات الدوري المحلية في أوروبا، لكن قرارات اليويفا ربما تعد أمرا بسيطا بما يحتمل أن يستجد خلال الفترة المقبلة.
وما كان لا يمكن تخيله في وقت سابق أصبح لا مفر منه، وذلك قبل أن يعقد اليويفا أمس الثلاثاء اجتماعا عبر الفيديو مع الاتحادات الوطنية الــ55 الأعضاء وممثلي الأطراف المعنية، للمناقشة بشأن تأثير أزمة انتشار العدوى بفيروس كورونا على كرة القدم والقرارات التي يفترض اتخاذها.
وقال ألكسندر سيفرين رئيس اليويفا "صحة الجماهير والعاملين واللاعبين يجب أن تكون على رأس أولوياتنا، ومن هذا المنطلق، طرح اليويفا مجموعة من الخيارات كي تتاح الفرصة أمام استكمال مسابقات هذا الموسم بشكل آمن، وأنا فخور إزاء استجابة الزملاء في كرة القدم الأوروبية."
وأضاف "كانت هناك روح تعاون حقيقية، حيث أقر الجميع بضرورة التضحية بشيء ما أحيانا من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة."
ولم يكن من السهل الوصول إلى قرار تأجيل يوروز 2020 لتقام بين 11 يونيو و11 يوليو من العام المقبل بدلا من إقامتها بين 12 يونيو و12 يوليو من العام الجاري .
فالقرار سيتطلب تغيير موعد بطولة أوروبا لكرة القدم للسيدات المقررة في إنجلترا، وكذلك التعاون مع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، الذي لم تكن علاقته مثالية مع اليويفا في الأعوام الأخيرة، بشأن كأس العالم للأندية التي تنطلق بنظام جديد اعتبارا من نسخة صيف 2021 .
وتعد تلك الأمور بمثابة ثمن يستحق أن يدفع من أجل منح الأندية ومسابقات الدوري الفرصة لإيجاد الحلول بشأن جداول المنافسات، وكذلك منح اللاعبين فرصة التعافي.
وقال ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي المتوج بلقب كأس العالم 2018، في تصريحات لموقع الاتحاد الفرنسي إنه كان "قرارا حكيما".
وأضاف "المباراة الوحيدة التي يجب أن نفوز فيها الآن هي المباراة أمام فيروس كورونا."
وجرى الإعلان في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء أن الفحوص كشفت إصابة لاعب خط الوسط الفرنسي بلايس ماتويدي بفيروس كورونا، ليصبح ثاني لاعب في فريق يوفنتوس الإيطالي يصاب بالعدوى.
ولم يكن ماتويدي - 32 عاما - يشكو من أي أعراض وقد خضع للعزل الذاتي في منزله وهو الإجراء الذي اتخذه 120 شخصا آخر في النادي من بينهم لاعبون وعاملون، وذلك بعد أن أصبح دانييلي روجاني في 11 مارس الجاري أول لاعب في الدوري الإيطالي تثبت إصابته بفيروس كورونا.
وانتقلت عدوى فيروس كورونا إلى العديد من اللاعبين في دول القارة الأوروبية، ومنها إسبانيا وإنجلترا.
وجاء قرار تأجيل يورو 2020 ليتيح الفرصة أمام تمديد الموسم إلى يونيو المقبل، علما بأنه من المفترض أن تنطلق منافسات الموسم المقبل في موعدها، ولكن الأمر كله سيخضع لتطورات الوضع.
وقال لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم "سنطيل الموسم طالما أن ذلك ضروري من أجل استكمال المنافسات."
وأضاف "سيكون ظلما هائلا ألا يستكمل ا لموسم. لن نعلن أنه قد ألغى وإنما نرغب في استكماله."
ويأتي إصرار إسبانيا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل استكمال موسم 2019 / 2020 في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على قضية حسم بطاقات التأهل إلى المنافسات الأوروبية في الموسم المقبل.
وقال سيفرين "كان من المهم بالنسبة لنا باعتبارنا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن نقود العملية ونقدم أكبر تضحية"، موضحا أن قرار تأجيل البطولة الأوروبية "يأتي بتكلفة باهظة."
لكن في الوقت نفسه، قد تسفر خسائر البث التليفزيوني والرعاية لدوري الأبطال، عن أضرار بالغة لليويفا وعمالقة أوروبا.
أما الأندية الصغيرة والمتوسطة، فهي تبحث بالفعل عن طرق لسد الفجوة التي تفصلها عن الأندية الكبيرة فيما يتعلق بتدفق الأموال في ظل إيقاف المنافسات، ويعكف المحامون على فحص نصوص مختلف الاتفاقيات.
وفي ألمانيا، أكدت روابط للمشجعين أن إقامة المباريات بدون جماهير ليست خيارا مقبولا، في حين أن رابطة الدوري الألماني أشارت أمس الأول الاثنين إلى أن ذلك ربما يكون الخيار الوحيد.
وقال كريستيان شايفرت "هناك الكثير من الجوانب على المحك، إلى جانب مباريات كرة قدم قليلة."
وأضاف "إذا قال أحد إن مباريات الأشباح (المباريات التي تقام بدون جمهور) خارج الخيارات المتاحة، فإنه لا يفترض الانشغال بمشاركة 18 أو 20 ناديا محترفا، لأنه لن تكون هناك أندية محترفة بعدها."
وجاء قرار اليويفا ليفرض على الأندية ضرورة التحرك بشكل سريع خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة.
لكن الأمر لا يزال يتوقف على الضوابط والقيود المفروضة ضمن جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا، فلا تزال بعض الدول الأوروبية تفرض قيود مشددة وباتت إقامة المباريات، حتى بدون جماهير، أمرا غير ممكن .
قد يهمك ايضاً :
الاتحاد الأوروبي يعلن تأجيل بطولة كأس الأمم لمدة عام رسميًا
"يويفا" يقترب من تأجيل "يورو 2020" ويطلب تعويض275 مليون جنيه إسترليني
أرسل تعليقك