لندن ـ سليم كرم
أصبحت مسيرة واين روني الدولية من الماضي الآن، لكن ماركوس راشفورد قدم أدلة قوية على أنه قد يسير على خطى هداف إنجلترا التاريخي بأداء رائع قاد بلاده للفوز على سلوفاكيا، في تصفيات كأس العالم لكرة القدم أمس الاثنين. وبعد 14 عاما من تسجيل روني (17 عاما وقتها) أول أهدافه الـ 53 الدولية مع المنتخب الإنجليزي ضد مقدونيا في تصفيات بطولة أوروبا، أحرز راشفورد البالغ من العمر 19 عاما هدفه الرسمي الأول مع بلاده بطريقة رائعة.
وتلقى راشفورد الكرة من قائد إنجلترا جوردان هندرسون على بعد 25 مترا من المرمى، وكان هناك تفكير واحد في ذهن مهاجم مانشستر يونايتد، إذ نظر للأمام وأطلق تسديدة لا يمكن إيقافها سكنت شباك الحارس مارتن دوبرافكا في الدقيقة 59. وقاد هذا الهدف إنجلترا للفوز 2-1 وهو انتصار بدا بعيد المنال عندما أهدى خطأ راشفورد تقدما مفاجئا لسلوفاكيا في الدقيقة الثالثة باستاد ويمبلي، ضمن منافسات المجموعة السادسة بتصفيات كأس العالم.
وتبدو إنجلترا الآن في طريقها للتأهل لنهائيات روسيا العام المقبل، وبالتأكيد سيلعب راشفورد، الساعي لسد الفراغ الذي خلفه رحيل روني عن استاد أولد ترافورد إلى نادي طفولته إيفرتون، دورا كبيرا في خطط المدرب غاريث ساوثجيت. وقال ساوثجيت للصحافيين، مبررا قراره بإشراك راشفورد في التشكيلة الأساسية على حساب رحيم سترلينغ: "إنه في غاية النضج، البداية أدهشتني، لكنه لا يخشى الموقف أبدا، لا يخشى أي شيء".
وأضاف: "لا يزال أمامه الكثير مثلما رأينا في بداية المباراة، تأثيره يعطي اللاعبين دفعة ويقودنا للأمام في الملعب". وتابع: "الأمر مبكرا بالنسبة لماركوس لذا يجب أن نبقي كل شيء في نصابه، إنه لاعب مثير للاهتمام". وتعاون النشيط راشفورد بشكل جيد مع هاري كين وديلي آلي على فترات، وتسببت سرعته ومهاراته في متاعب مستمرة لدفاع سلوفاكيا، وسمحت لإنجلترا باستعادة السيطرة بعد أداء سيء في أول 35 دقيقة.
واختير المهاجم، الذي سجل هدفين في ظهوره الأول مع يونايتد في الدوري الأوروبي في 2016، كما أحرز هدفين في مباراته الأولى بالدوري الممتاز أمام أرسنال بعدها بأيام، أفضل لاعب في مباراة الاثنين وتلقى تحية من الجماهير أثناء تغييره قرب النهاية. وبعيدا عن هدف الفوز صنع راشفورد أيضا هدف التعادل الذي أحرزه إيريك داير في الدقيقة 37 من ركلة ركنية، وتصدى دوبرافكا بشكل رائع لمحاولة أخرى منه قبل نهاية الشوط الأول.
وقال داير: "أداء ماركوس راشفورد؟ لم تكن البداية جيدة لكن الأمور تحسنت، أظهر شخصية رائعة بعد ارتكاب خطأ.. سجل الهدف الذي وضعنا على مشارف كأس العالم حيث أتمنى أن يتألق". وغطى أداء راشفورد على عرض متواضع آخر من المنتخب الإنجليزي، الذي كان يمكن أن تتم معاقبته إذا كان يواجه منافسا أعلى من سلوفاكيا التي تنتظرها الآن معركة مع اسكتلندا وسلوفينيا من أجل الحصول على المركز الثاني في المجموعة، والتأهل لملحق التصفيات.
لكن ساوثجيت فضل التركيز على الطريقة التي استعاد بها فريقه الهدوء. وقال: "أظهرنا تماسكا ورد الفعل الخططي في الملعب كان جيدا، نمتلك لاعبين صغار وهي تجربة جيدة بالنسبة لهم طالما نفوز لأن هذا يبني ثقتهم الداخلية. وختم: "أنا سعيد بسيطرتنا على المباراة في الشوط الثاني، لم نبدأ جيدا، ضغطوا علينا ولم ننجح في التعامل مع ذلك، لكن الأمور تحسنت وبمجرد تقدمنا 2-1 كان من الصعب عليهم اختراقنا".
أرسل تعليقك