القاهرة ـ فلسطين اليوم
يدور دائما في مخيلة السياح والزوار إلى مدينة شرم الشيخ مشاهد البحر والجبال والتفكير فى حمامات الشمس والتنزه في المساء.
وتجدد النسمات في شرم الشيخ الحياة وتفرد باجنحتها طُرزا من السعادة على كل من يأتي إلى جنوب سيناء للتخلص من معاناة العمل والارهاق الوظيفي.
محمية رأس محمد تبعد عن شرم الشيخ نحو ساعة بالسيارة.. قبل الوصول اليها تدقيق أمني ومراجعة لخط سير الرحلة ومجموعة الحراسة المخصصة لها من قوات الامن.
الدخول الى المحمية يتم عبر بوابة حجرية عملاقة؛ فهنا الكل فى حضرة الطبيعة حيث الغوص والاستمتاع بالتجول فى أرجاء المحمية..
نبات المنجروف الذي يتغذى على المياه المالحة يبدو متأقلما على التواجد بين الرمال وتلك المياه على ضفاف احد الشواطيء الثمانية التى توجد بالمحمية ومنها البولندا والرئيسي والصخرة والعقبة بيتش والبحيرة المسحورة التي يذهب البعض إلى الاستحمام فيها مع الاعتقاد بأنها تحصن الجسم ضد الأمراض.. ولم تكن الاقمار الصناعية حتى العام 1983 تلتقط صورة للبحيرة التي كانت توجد بها كميات كبيرة من الرصاص آنذاك.
على ضفاف تلك البحيرة تقع صخرة النبي موسى، وكما يقول باحثون إن ذكرها جاء في القران الكريم بقصة الصبي والسمكة التي عادت إليها الحياة
أيضا خلال الرحلة فى محمية رأس محمد.
تقع العين على شق زلزال.. وهو ناتج عن زلزال وقع فى العام 1968 في جزيرة شدوان المقابلة حيث يبلغ طوله 42 مترا بعرض 120 سم وعمق يصل الى 14 مترا.
فى المحمية تبدو طيور اللقلق المهاجرة وقد حطت رحالها قادمة من اليونان باحثة عن الدفء والحياة تحت شمس سيناء.. وفيها تتجاور الجبال من نوعي الصخرية والرملية وفوقهما رباب أبيض تحتضنه سماء زرقاء تعكس جمال الطبيعة على سطح الماء.
هنا وتنتشر زوارق الرحلات البحرية، فتجد من يقوم بالغوص للاستمتاع بالشعاب المرجانية ومن تمنحه نسمات البحر عناوين جديدة للسعادة
فى مكان واحد بمحمية رأس محمد، يتم السماح بإقامة السياح داخل الحياة، وعلى بعد أمتار منها على الشاطىء، تظهر استراحة لتناول "الشاي بالحبك" على الطريقة البدوية ويتناثر الحديث حول الوضع الأمني في جنوب وشمال سيناء، فهنا أفراد الشرطة على مائدة الشاي يتحدثون عن الأوضاع الأمنية وطريقة غير موضوعية لتناول الإعلام المحلي لها.
التقينا مع علي عبد الباري، وهو باحث بيئي يملك أرقاما عديدة حول محمية رأس محمد، فهنا 220 نوعا من الشعاب المرجانية، بالاضافة إلى ألف من الأسماك المختلفة تتباين أنواعها ما بين الزينة والطعام والمفترسة، حيث يوجد 40 نوعا من أسماك القرش منها أربعة أنواع فقط تهاجم الانسان إن حدث تدخل بشري خاطئ في المحمية لأن أسماك القرش هنا تتغذى على الأسماك المتواجدة فى المنطقة بغزارة.
ويشير عبد البراي إلى أن مليون سائح أجنبي يزورون سنويا محمية رأس محمد التي تبلغ مساحتها 480 كيلومترا مربع تشهد أيضا زيارة حوالي 250 ألف زائر مصري فى العام.
وتدر المحمية وفق عبد الباري دخلا سنويا يقدر بملايين الجنيهات بما يشمل مخالفات السفن التي تقوم بـ"الشحوط" داخل الشعاب المرجانية، ما يؤدي إلى تدميرها.
أرسل تعليقك