الرياض - فلسطين اليوم
تحولت صحراء الربع الخالي القاحلة إلى بحيرات مائية، خلفها إعصار "مكونو" مؤخرًا في الأجزاء السعودية والعمانية، في ظاهرة نادرة لم تحدث منذ نحو 20 عاماً، حيث تجمعت مياه الأمطار في مواقع متعددة من مناطق الخرخير وذعبلوتن وأم الملح الشهيرة لدى رواد الربع الخالي، والواقعة عند المثلث الحدودي بين اليمن وسلطنة عمان. وسجلت لقطات مصورة، الاثنين، الأمطار التي شهدتها الرمال العربية و”الرملة” كما يسميها أهالي الربع الخالي. كما تداول مغردون على تويتر فيديوهات لأجزاء من الصحراء القاحلة وقد فاضت بها الأمطار، محولة إياها إلى “بحر عائم”. وعلق بعض الظرفاء على المناظر المهولة للمياه، معتبرين أن الربع الخالي تحول إلى الربع المليان!وأكّد علي آل حتيش الصيعري، من رواد الربع الخالي وساكنيه لموقع “العربية.نت”، أن الأمطار التي شهدتها المنطقة غزيرة للغاية، ولم تشهدها المنطقة منذ عقدين من الزمن، وهي من الأمطار التاريخية. وأضاف آل حتيش: “أن أهالي الربع الخالي استبشروا خيراً بهذه الأمطار، وتحركت الإبل تجاه الأرض التي سقطت عليها الأمطار، وهناك خبراء العساسين الذين زاروا المنطقة وهم يبحثون عن الثرى ومن هنا تقاس كمية الأمطار لدى أهل الرملة”.وقال: “تحتاج الأرض 30 يوماً لتنبت نباتاتها الصيفية، والتي توقع أهالي الإبل أن يرعوا فيها سنتين قادمتين نتيجة هذه الأمطار”.يذكر أن أهالي الربع الخالي يعتمدون على الإبل بشكل كبير، وتشكل هذه الأمطار التاريخية أهمية كبرى لملاك الإبل، وتتحرك معها أسعارها نتيجة إنبات الأرض في الصيف، كما ستشهد المنطقة زيارات متعددة لمشاهدة مناظر المياه في الرمال وهي من النادر أن تتكرر.وتنبت الأمطار الصيفية في الربع الخالي بحسب آل حتيش “الثدا والعلقا والعنقود والعبل والأرطى”، وهي نباتات محلية يعرفها أهالي النفود وترعاها الإبل، كما يفضل أصحاب الإبل الزهر الذي ترعاه الإبل في بداية الإنبات حتى ينتهي لترعى نباتات أخرى متعددة.يشار إلى أن صحراء الربع الخالي تقع على مساحة تقارب الـ 600 ألف كيلومتر مربع تقريبًا، وتمتد على حوالي 1000 كيلومتر تقريبًا طوليًّا، أما عرضيا فتمتد إلى ما يقارب الـ 500 كيلومتر. وتمتد لتشمل عدة دول عربية غير السعودية، ومنها اليمن وعُمان والإمارات العربية المتحدة، ولكن الجزء الأكبر من هذه الصحراء يقع في المملكة.وتعتبر صحراء الربع الخالي واحدة من أكثر الصحاري في العالم التي يتواجد فيها النفط وبشكل كبير جدًّا، ففيها مخزون ضخم من هذا العنصر الهام والحيوي الذي يكتشف تحت الرمال.
أرسل تعليقك