أوصى مؤتمرون، خلال مؤتمر 'تنمية الموارد البشرية في القطاع الصحي الفلسطيني: واقع وتطلعات'، الذي أقامته جامعة القدس المفتوحة، اليوم الاربعاء، في مدينة رام الله، بضرورة تطوير التخصصات والمقررات الجامعية ذات العلاقة بالمهن الطبية والصحية.
كما اوصوا بضرورة السعي نحو تطبيق أنموذج التخطيط الاستراتيجي بمنهجه المتكامل في مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني لمعالجة قضاياه ومشكلاته والتحديات التي تواجهه، وضرورة التوعية بأهمية ممارسة عمليات الإدارة الاستراتيجية وتقنياتها لتطوير هذا القطاع المهم.
وأوصى المشاركون أيضا بالعمل على تصميم برامج تدريبية متكاملة تعكس الاحتياجات الفعلية من المهارات المطلوبة لممرضي الرعاية الصحية الأولية في المؤسسات الصحية الفلسطينية، بصرف النظر عن شكلها القانوني. ودعوا إلى إيلاء إدارات المؤسسات الصحية الفلسطينية أهمية خاصة بالرضا الوظيفي لدى العاملين فيها، من خلال توفير جودة حياة وظيفية ملائمة، حتى تحوز رضا الموظفين وولاءهم بما ينعكس إيجابا على جودة الخدمات الصحية المقدمة إلى المستفيدين، كما دعوا إلى تطوير التخصصات والمقررات الدراسية الجامعية ذات العلاقة بالمهن الطبية والصحية، مواكبة للتطورات العالمية، وما يتلاءم واحتياجات سوق العمل والمجتمع، وإلى ضرورة إجراء دراسات علمية تربط بين رضا المشغلين ومستوى الأداء الوظيفي للموارد البشرية في مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني.
وشدد المشاركون على أهمية تصميم نظام حوافز متكامل للأطباء في المستشفيات الحكومية، كون الأطباء هم محور الجهاز الطبي الفلسطيني، وأيضا تفعيل قانون التفرغ الطبي لما له من أثر في أداء الأطباء العاملين بهذا القطاع.
وطالب المشاركون بالعمل على بناء نظام معلومات مرتبط بقاعدة بيانات مركزية لتسهيل عملية تبادل المعلومات المتعلقة بتسيير العمل، بما يساعد صانعي القرارات بالقطاع الصحي الفلسطيني في تحسين عملية متابعة تنفيذ القرارات المتخذة على أرض الواقع، وبما يوفر جمع المعلومات التي يحتاجها الأفراد العاملون في مراكز عملهم، ويقلل من التكلفة المادية في عمليات صنع القرارات، والحصول على المعلومات اللازمة في أي مكان وزمان.
وشدد المشاركون على ضرورة الاهتمام بتطوير البنية التحتية من أجهزة، وشبكات لازمة لتطبيق الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية في القطاع الصحي، وإنشاء أرشيف إلكتروني يوثق جميع ملفات دائرة الموارد البشرية، وتعميم استخدام النماذج الإلكترونية لإدارات شؤون الموارد البشرية فيها، وضرورة استثمار العلاقة الإيجابية بين مؤسسات القطاع الصحي الحكومي والمنظمات الأهلية والخاصة، لتطوير الكادر البشري العامل في القطاع الصحي الفلسطيني، وتعزيز التشبيك بين المؤسسات الصحية الفلسطينية لتحقيق هذا الهدف.
ودعا المشاركون إلى استكمال وتفعيل التشريعات والقوانين ذات العلاقة بالقطاع الصحي الفلسطيني، لما له من أثر في تنظيم عمل القطاع وتحقيقه الأهداف المرجوة.
وعقد المؤتمر بحضور نواب رئيس الجامعة، ومساعدي النواب، ومديري الفروع، وعمداء الكليات ومساعديهم، ومديري الدوائر، وممثلين عن مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة في الوطن والمدراء العامين في مديريات الصحة في فلسطين، والوزير موسى أبو زيد رئيس ديوان الموظفين العام، والأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس.
وقال وزير الصحة جواد عواد، في كلمة الافتتاح: إن جامعة القدس المفتوحة أصبحت تلعب دورا إقليميا وليس محليا فقط في مجال التعليم، بجهود إدارة الجامعة التي عملت على تطويرها بشكل كبير، عبر الشراكة والعلاقة مع مختلف المؤسسات الدولية والعربية والمحلية.
وأضاف أن علاقة وزارة الصحة وجامعة القدس المفتوحة علاقة تعاون وشراكة متواصلين، وقد حرصنا على الدعم الأكاديمي في الوزارة بالاعتماد على جامعة القدس المفتوحة. وسنعمل بالتعاون مع النقابات على التعليم المستمر في المجال الطبي، وندعم البحث الطبي الذي يساعد في بلورة السياسات الصحية لخدمة المواطن وتفعيل المعايير الصحية.
وتقدم الوزير عواد بالشكر لجامعة القدس المفتوحة على تشريف وزارة الصحة بافتتاح هذا المؤتمر، ولجميع الباحثين، ومن أسهموا في إنجاح المؤتمر.
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة عدنان سمارة ، إن جامعة القدس المفتوحة هي أسرة واحدة تعمل معا من أجل رفعة الجامعة وتقديم التعليم لأبناء شعبنا الفلسطيني، خصوصا أن جامعة القدس المفتوحة وجدت للتغلب على ظروف الاحتلال، ولا تزال حتى اليوم تنجح في التغلب عليه بتوفير التعليم لشعبنا.
وبين سمارة أن التعليم المفتوح أصبح من أهم وسائل التعليم في العالم، و'القدس المفتوحة' ستبقى رائدة وسباقة في التعليم المفتوح على مستوى الوطن، مشيرا إلى أن الجامعة تواصل القيام أيضا بواجبها الوطني تجاه شعبها الفلسطيني.
من جانبه، قال رئيس الجامعة يونس عمرو، إن المؤتمر انبثق بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث حدثت مساجلات مع الوزارة مبنية على حاجة تتعلق بتطوير الكوادر الإدارية الصحية في الوزارة، فانبثقت فكرة تخصص الإدارة الصحية في فلسطين، ووقعت اتفاقية التجسيير مع الوزارة، وتم أخذ الموافقات اللازمة من وزارة التربية والتعليم العالي وهيئة الاعتماد والجودة.
وأضاف أنه جرى تأهيل العديد من كوادر المؤسسات الصحية الفلسطينية إضافة لوزارة الصحة منها كوادر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ثم تبع ذلك 'الهلال الأحمر' لتطوير كوادره أيضا وكوادر الخدمات الطبية العسكرية والخاصة، والتخصص يعمل منذ أكثر من ست سنوات، حيث ألفت كتب خاصة تتعلق بهذا التخصص باللغة العربية والتي تعتبر الأولى على مستوى العالم العربي .
وأكد عمرو أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الوطن، وكان الهدف الأول من إنشائها توفير التعليم لشرائح المجتمع عامة. فالجامعة لم تتوقف عند دورها الأكاديمي، بل شاركت شعبها همومه في كل القطاعات والأزمات، فشرعت تنظم مؤتمرات بكافة المجالات.
من جانبه، قال مدير عام شركة جوال عبد المجيد ملحم، إنه سعيد بوجوده في هذا الحدث النوعي المميز، ناقلا تحيات إدارة وموظفي جوال لهذا الحدث المميز، متمنيا أن يخرج المؤتمر بنتائج تسهم في خدمة التنمية البشرية في القطاع الصحي في فلسطين.
وقال إن 'جوال' ملتزمة بالمساهمة المجتمعية الفاعلية مع مختلف الجهات، ومنها جامعة القدس المفتوحة، وهي ساعية لتطوير البناء المؤسسي ودعمه وتطوير الكوادر البشرية، والنهوض بالبنية التحتية للعديد من المؤسسات الفلسطينية المختلفة.
إلى ذلك، قال عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية عطية مصلح، في كلمة اللجنتين العلمية والتحضرية للمؤتمر: إن المؤتمر يأتي في سياق المسؤولية المجتمعية للجامعة، لأن وطننا الحبيب يستحق من جامعة الشعب الفلسطيني، جامعة القدس المفتوحة، أن تعقد مثل هذه المؤتمرات التي يؤمل من توصياتها ونتائجها رفع كفايات وقدرات العاملين في القطاعات المختلفة ومنها القطاع الصحي الفلسطيني، الأمر الذي ينعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، بهدف الوصول إلى الإبداع والتميز.
وقال إن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت أربعة وعشرين بحثا، حكمت بموضوعية وأمانة علمية ضمن معايير المؤتمر ومحاوره، وقُبل منها ستة عشر.
وبين د.مصلح أن تخصص الإدارة الصحية في 'القدس المفتوحة' بدأ بالشراكة مع وزارة الصحة عام 2008/2009، وتخرج منه لغاية الآن نحو 200 طالب وطالبة، معظمهم من العاملين في القطاع الصحي. واليوم أصبحت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية أكبر كليات الجامعة، تضم ما يقارب 24000 طالب وطالبة، أي ما نسبته 41% من طلبة الجامعة.
أرسل تعليقك