لندن - ماريا طبراني
كشفت السيدة البريطانية شوكي بيجوم (33 عامًا) عن الفظائع الحقيقية للحياة في ظل نظام "داعش" في سورية، ووصلت السيدة مع أطفالها الخمسة إلى سورية التي مزقتها الحرب في العام الماضي، مدعية أنها ذهبت فقط لإقناع زوجها المقاتل في "داعش" جمال الحارث بالعودة إلى وطنه.
وتبيّن الأسبوع الماضي أن الحارث المتعاطف مع "طالبان" والذي اعتقل في غوانتانامو غادر منزل العائلة في مناشستر قبل 18 شهرًا للانضمام إلى المتطرفين في سورية.
وحاولت بيجوم إقناع زوجها بالعودة إلى الوطن لكنها فشلت وتحملت محنة التنقل بين الرهائن والجماعات المتمردة أثناء محاولتها الهرب من "داعش"، وأوضحت أنه عند المغادرة أخبرتها المحكمة أن النساء والأطفال يمكثون في الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" لكنها أصبحت في أمان في نهاية المطاف بعد أن أنقذتها جماعة "النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، ويعتقد أن بيجوم وأطفالها يعيشون الآن في سورية قرب الحدود التركية.
وتحدث بيجوم في لقاء حصري لها على "القناة الرابعة"، عن عقلية العصابات بين النساء اللاتي التقت بهن في سورية، مضيفة أنهم يتحدثون عن الحرب والقتل، وحذرت النساء الأخريات من التفكير في الانضمام إلى المتطرفين قائلة: "الحياة هناك ليست سهلة وليس هناك استقلالية شخصية على الإطلاق".
واعتنق الحارث الإسلام وكان من المشتبه فيهم من قبل الولايات المتحدة، إلا أنه أطلق سراحه من معتقل غوانتنامو عام 2004 بعد ضغوط من قبل الحكومة البريطانية، وكانت بيجوم حاملًا في طفلها الخامس منذ 18 شهرًا وترك زوجها المنزل للانضمام إلى المتطرفين، وحث زوجته اللحاق به إلى سورية، وبعد رفض الزوجة في البداية إلا أنها سافرت فيما بعد إلى تركيا قبل التوجه إلى سورية مع أطفالها الخمسة.
وأصرّت بيجوم وهي خريجة قانون من "مانشستر الكبرى"، أنها لم تدعم المتطرفين لكنها كانت تريد إقناع زوجها بالعودة إلى منزل الأسرة، وصرّحت للقناة: "إنه زوجي وأصبح غير موجود فجأة لم أعد أشعر بالمنزل بعد غيابه، كنت أفكر في مستقبل الأطفال وهل سيعود ويصبح جزء من حياتهم، كنت أشاهده في الأخبار وأيقنت أن الأمر يتطور من سيء إلى أسوء لدى داعش لذلك قررت السفر للتحدث معه، واصطحبت الأطفال معي وأردتهم أن يشاهدوا والدهم".
وعلى الرغم من انضمام الحارث إلى تنظيم "داعش"، إلا أن بيجوم لا تزال تعتبره رجل العائلة، مضيفة: "أنا أعرفه جيدًا وتزوجته منذ 11 عامًا، أعرف أنه شخص جيد، وكان أهم شيء بالنسبة لي حينها هو، وأخذت الأطفال لمشاهدة والده ثم الابتعاد عن هناك".
وعاشت بيجوم بعد وصولها إلى سورية في منزل آمن في معقل "داعش" مدينة الرقة، مع عشرات النساء الأجنبيات اللاتي يبحثن عن أزواجهن، وأضافت: "هناك مئات العائلات تعيش في قاعة واحدة وتتقاسم ربما واحدًا أو اثنين من الحمامات وواحدًا أو اثنين من المطابخ، والأطفال يبكون ويمرضون أيضًا، وكان هناك عقليات عصابية بين النساء وبعضهن كن يتحدثن عن الحرب والقتل، وكن يجلسن معًا حول أجهزة الكمبيوتر، ويشاهدن أفلام لعمليات داعش ويناقشونها، وكان الأمر بالنسبة لي أسوء مما توقعت، لم أكن أتصور كل هذا العدد من النساء والأطفال في انتظار أزواجهم".
أرسل تعليقك