رام الله - فلسطين اليوم
حرب عمياء يشنها المستوطنون المتطرفون تحت نظر وحماية جنود الاحتلال المنتشرين على الطرق والمحاور في الضفة الغربية، على كل ما هو فلسطيني، تعرض ثلاثة مسعفين كانوا متوجهين من مدينة نابلس إلى مكان عملهم في سلفيت، أمس الجمعة، للملاحقة ومحاولة الاعتداء عليهم.
ونجا الطبيب سامر العط، والممرض مراد قاطوني، وفني التخدير سامر حبش، من الموت بأعجوبة، بعد الاحتماء ببيوت بلدة ياسوف، غرب سلفيت، بعد أن أصيبت سيارتهم بأضرار جراء مهاجمتها من قبل قطعان المستوطنين.
وزارة الصحة استنكرت استمرار الاعتداءات على أطقم المسعفين ومعداتهم، وقال وزير الصحة جواد عواد، خلال مؤتمر صحفي أمس الجمعة: إن الطواقم الطبية لم تسلم من إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة بحق أبناء شعبنا، مطالبا المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لحماية أبناء شعبنا والطواقم الطبية من إرهاب المستوطنين.
وفي شهادته حول الحادثة، قال مدير مستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، محمد العارف لـ'وفا'، إن طبيبا وممرضا وفني تخدير تعرضوا للملاحقة على حاجز حوارة من قبل قطعان المستوطنين، وتمكنوا من الإفلات منهم، لكنهم اصطدموا بقطعان آخرين كانوا يعتدون على مركبات المواطنين على مدخل مستوطنة تفوح قرب حاجز زعترة العسكري، الذين قاموا بملاحقة سيارة الاسعاف الخاصة بهم، وأصابوها بأضرار قبل أن تتمكن من الدخول إلى بلدة ياسوف المجاورة، والنجاة بأعجوبة من شراسة المستوطنين.
وأضاف العارف أن التشديدات على الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة حول مدينة نابلس، وفي الطريق إلى مدينة سلفيت، أثرت على طبيعة عمل المستشفى، حيث تغيب عاملون فيها عن دوامهم، وآخرون وصلوا بصعوبة، فيما يحاول المستشفى تأمين كوادر من مدينة سلفيت لتغطية النقص الذي سببته الإجراءات الاحتلالية وهجمات المستوطنين على الطرق.
ولم يختلف المشهد في مدينة البيرة عن المشهد في مدينة سلفيت، حيث هاجم جنود الاحتلال مساء أمس سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر واعتقلوا مصابا من داخلها، خلال مواجهات شهدها جبل الطويل بعد اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة سلمية خرجت بعد صلاة الجمعة.
وقال ضابط الاسعاف في جمعية الهلال الأحمر عماد نوفل لـ'وفا'، إن جنود الاحتلال استهدفوا سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر بينما كانت الطواقم الطبية تقوم بعملها، في محاولة نقل شاب مصاب برصاص جنود الاحتلال، الذين قاموا بإطلاق عيارات نارية تحذيرية على مقربة من السيارة، واعتدوا على طاقمها بالأيدي، واعتقلوا المصاب من داخلها.
بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الصحة أسامه النجار لـ'وفا'، أن الاحتلال لم يوقف يوما اعتداءاته على الطواقم الطبية في الضفة الغربية وغزة، ولا يحترم الاتفاقات الدولية التي تنص على حرية التنقل للمسعفين وسيارات الاسعاف، ويستهدفهم بشكل مباشر كما حدث خلال العدوان الأخير على غزة صيف العام 2014، والاعتداءات السابقة، حيث استشهد وأصيب العديد من المسعفين وتضررت مباني ومرافق ومعدات تابعة لوزارة الصحة.
وأضاف النجار، إن الاحتلال شدد في الآونة الأخيرة من هجماته على الطواقم الطبية في الضفة الغربية، والتي تمثلت بالمنع من المرور والاجبار على الانتظار لساعات طويلة، والتدقيق والتفتيش، ما يسبب في تأخيرها عن الوصول لأماكن الأحداث، ما يعرض حياة المصابين للخطر، خاصة في مناطق التماس والمناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري، إضافة للاعتداء على الأطقم الطبية أثناء ممارستها لعملها في نقل مصابي المواجهات كما حدث في مدينة البيرة أمس الجمعة، وما حدث من مهاجمة طاقم طبي كان في طريقه من مدينة نابلس إلى مستشفى ياسر عرفات في سلفيت.
وأشار إلى أن الوزارة توثق كافة انتهاكات الاحتلال ضد الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف وتتقدم بشكاوى إلى منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية.
أرسل تعليقك