ناقشت ندوة حوارية نظمتها وزارة الإعلام وشبكة حماية الطفولة في محافظة جنين الإعلام وقضايا الطفولة.
وأكد محافظ جنين، اللواء أكرم الرجوب، الذي افتتح الجلسة، ضرورة إجراء عصف ذهني في قضايا الطفولةـ، والخروج بتوصيات واستخلاص عبر تتعاطى مع هذا الملف الحساس.
وقال إن مجتمعنا بحاجة إلى جملة من الأنظمة والقوانين واللوائح الناظمة، في ظل تنامي ثورة المعلومات، التي تستدعي مناقشه ذكية وموضوعة للتداعيات السلبية، والتجاوز الخطير بحق الطفولة والإنسانية.
وأوضح الرجوب أن سرعة الاستجابة للتطورات والظواهر السلبية، تساهم في معالجتها، وتخلق اهتمامًا من الأسرة، وتعمل على إيجاد منظومة في ظل نظام قانوني يحترم الحريات الشخصية، ويضع الضوابط لمعالجة التجاوزات.
واستعرض منسق شبكة حماية الطفولة، جعفر نبهان، واقع الطفولة في المحافظة، ولخص مهام الشبكة، التي تضم 22 مؤسسة.
وأعرب عن أمله في أن تخرج الندوة بتوصيات عملية، تساهم في تطوير واقع الطفولة، وتدفع قدمًا العمل المؤسساتي.
وأوضح مدير وزارة التنمية الاجتماعية، رائد نزال، أن الشبكة تعمل بالشراكة مع المؤسسات على توفير الحماية اللازمة للأطفال.
وأكد أن الوزارة تعمل مع جهات اختصاص لإطلاق ميثاق شرف للإعلاميين، مكرس لحماية الأطفال.
وقالت رئيسة وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام، ناريمان عوّاد إن واقع الحال يحتاج للخروج من الحماسة إلى الإنجاز، والعمل التراكمي نحو إعلام حساس للطفولة، وشريك في توثيق الانتهاكات التي تتعرض له هذه الفئة، وبخاصة في ظل انضمام فلسطين لاتفاقات دولية خاصة بالأطفال وحقوقهم.
وبينت أن التغطية الإعلامية الراهنة للطفولة بحاجة إلى تكثيف، والاستناد إلى التخصص، والتعمق في الطرح وإيجاد حلول للتحديات، وعدم الاكتفاء بوصف الظواهر التي تؤثر على الأطفال وتشوه مستقبلهم.
ودعت عوّاد إلى عمل إعلامي ومؤسساتي تشاركي، ينتقل من الموسمية إلى الاستدامة، ويراعي خصوصية قضايا الأطفال.
وأوضحت أن قضايا الطفولة تحتم عدم التعامل معهم كأرقام، والانحياز لقصصهم الإنسانية بتداعياتها.
واستعرض الصحافي عاطف أبو الرب تجربته في تغطية قضايا الطفولة، التي بدأت تتأثر بالانتشار الهائل للإعلام الجديد.
وقال إن قانون الجرائم الإلكترونية لاحق الصحافيين، لكنه لم يأخذ بالحسبان الهواة والنشطاء عبر مواقع التواصل، الذين ينتهكون حقوق النشر، ولا يلتزمون بأخلاقيات المهنة، عبر بث ونشر صور وقضايا الطفولة.
وأشار أبو الرب إلى غياب المواد الصحافية الاستقصائية، والعقبات التي تواجه الإعلاميين في هذا الحقل.
وأكد أن حساسية الطفولة تحتم التعامل مع قضاياها بتخصص وعمق، وهو ما يستدعي إجراء مراجعات واتخاذ إجراءات مساندة للعمل الصحافي المتخصص بالطفولة، وتطوير معرفة العاملين في وسائل الإعلام في هذا الصعيد.
وعرّفت سديل أبو حلوة، الناطقة بلسان الصحافيات الصغيرات المشاركات في المخيم الصيفي الإعلامي السابع، المنفذ في طوباس والأغوار الشمالية بالمخيم ومخرجاته وأهدافه، وأدارت حوارًا مع زميلاتها، حول المطلوب من وسائل الإعلام خلال معالجتها لقضايا الطفولة.
وطرحت إيمان خضيري، وحلا نادي، وهامة دراغمة، وريماس ورهف وزينة المصري، ورؤوم صقر، وكرمل أكرم، ولجين وميار محاسنة، ومنة الله عطية، وأماني صوافطة، وريتال أبو شريم، وريم خضيري، وهالة وهديل العلان، أسئلة حول مطالب الأطفال من وسائل الإعلام، وتغطية الإعلاميين لقضايا الأطفال. وهل يتلقى الإعلاميون تدريبًا يتعلق بحقوق الأطفال؟ وبأي الطرق تجري معالجة قضايا حساسة مثل تسول الأطفال وعمالتهم وتسربهم المدرسي والعنف الذي يدفعون ثمنه بفعل ممارسات الاحتلال؟ ولماذا لا توجد صفحة أو مساحة يومية خاصة بالأطفال؟ ولماذا لا يُمنح الأطفال حق تقديم برامج خاصة بهم؟ وهل يجري احترام خصوصية الأطفال خلال تغطية قضاياهم؟
وطالبن بتخصيص نسبة في وسائل الإعلام للأطفال، توازي حجمهم في المجتمع، البالغ نحو 45%، وتفادي التعامل مع الأطفال كسلعة.
واستعرض المشاركون تجارب وعقبات تواجه العاملين في هذا القطاع، قدمها ممثلو: الشرطة، والتربية والتعليم، ومديرية الصحة، ووزارة العمل، ومركز الطفل الثقافي المنبثق عن بلدية جنين.
وقدم المجتمعون، في الندوة التي أدراها ممثل وزارة الإعلام عبد الباسط خلف، اقتراحات لبناء خطة مشتركة حتى نهاية العامة الجاري، تساهم في إطلاق مبادرات وحملات، وتنفذ تدريبات تدعم الإعلام المتخصص في الطفولة. واقترحوا تغيير النمط السائد في الورش والندوات، بحيث يختتمها المسؤولون بدل افتتاحها، وتنقل لهم توصياتها لتبنيها.
واستعرض المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، العقيد محمد العابد، فلسفة “صحافيات صغيرات”، الذي تنظمه وزارة الإعلام، والهيئة، وجمعية طوباس الخيرية، بالشراكة مع مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقال العابد إن المخيم ساهم في توجيه الصغيرات نحو المساهمة في مضمون إعلام وطني، يتحدث بلغة الأطفال، ويتخصص بنقل واقعهم، ويضاعف ثقتهم بأنفسهم.
وعلى هامش الندوة زارت الصحافيات الصغيرات، برفقة مدير عام وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام، ناريمان عوّاد، ومدير إعلام الطفل في الوزارة، عطا الله شاهين، وممثلها في جنين عبد الباسط خلف، والعقيد العابد، هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية.
واستمعت الزهرات من مدير الهيئة، محمد حرز الله، وموظفيها إلى إيجاز حول الإعلام المسموع والمرئي، وتجولن في الأستوديوهات، وحاورن مراسل التلفزيون أحمد نزال.
وقالت الصغيرات إنهن يتمنين أن يشاركن في إعداد وتقديم برامج مسموعة ومرئية، تُعبّر عن واقع الطفولة وأحلامها.
أرسل تعليقك