لندن - كاتيا حداد
حققت صحيفة الغارديان البريطانية ربحًا تشغيليًا بقيمة 0.8 مليون جنيها إسترلينيا لعام 2018- 2019، وهو الأول لها خلال 20 عامًا، كما توجت كونها واحدة من أهم التحولات في التاريخ الإعلامي البريطاني الحديث، ويعد الهامش دليلًا على الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس التنفيذي ديفيد بيمسيل، ورئيسة التحرير كاثرين فينر منذ تعينهما في عام 2015.
وحققت الغارديان الربح رغم التحديات الهيكلية التي تواجهها الصحف والمواقع الإلكترونية، وثقافة التبذير المالي والخسائر الضخمة التي تتحملها الصحيفة البريطانية منذ عقود، ومع ذلك، لا تشمل الأرباح التشغيلة المدفوعات النقدية التي تتراوح بين 25 و30 مليون جنيها إسترلينيًا، لتغطية تكاليف رأس المال وغيرها من نفقات الأعمال، والتي تعد سحبًا سنويًا من سكوت ترست، وهي جزء من الغارديان، وفي حال إدراج هذه التكاليف السنوية، ستظل الغارديان في خسارة دائمة.
ويمثل الربح التشغيلي استكمالًا لخطة مدتها 3 سنوات، اعتقد عدد قليل من المراقبين أنَّها ربما تنجح، حيث قرار أعمال غريب الأطوار، يطلب من القراء المساهمة ماليًا لإمكانية الحصول على الأخبار بحرية.
وفي عام 2015، حين تولى بيمسيل وفينر قيادة الصحيفة، كان من المتوقع زيادة الخسائر إلى 83 مليون جنيهًا إسترلينيًا، على أساس التكلفة عبر التحرير والتجارة، إذ حوالي 300 مليون جنيها إسترلينيًا، مع توقع زيادة عدد الأفراد إلى حوالي 2000، ويمثل الرقم 83 مليون خسارة تشغيلية بمفردها، وإذا تم تضمين المدفوعات النقدية الممولة من سكوت ترست، فإن إجمالي الخسارة المتوقعة في تلك السنة قد ارتفع إلى أكثر من 110 مليون جنيه إسترليني، وفي النهاية، أعلنت الغارديان عن خسارة 57 مليون جنيهًا إسترلينيا في السنة المالية 2015-2016.
واليوم يأتي ربحها التشغيلي الصغير مع تحقيق أعلى إيرادات بقيمة 223 مليون جنيهًا إسترلينيًا للغارديان نيوز آند ميديا منذ 2008- 2009، قبل الإحساس بآثار الإنهيار المالي وأدنى قاعدة تكلفة مالية منذ 2010-2011.
وجاء التوفير الكبير في العام الماضي والذي وصل إلى عدة ملايين، من خلال تكاليف الإنتاج المنخفضة لطبعة التابلويد، والتي حلت محل شكل برلينر، كما يعود النمو في العائدات إلى إعادة التوازن بين إيرادات القاريء والإعلانات، وبين الدخل الرقمي وإيرادات الطباعة.
وفي فترة عامي 2015- 2016، أتت 40% من الإيرادات من النسخة الرقمية، و59% من النسخة المطبوعة، ولكنها كانت إيرادات هامشية، واليوم تأتي 55% من إجمالي الإيرادات من النسخة الرقمية و43% من النسخة المطبوعة.
ورغم الأرباح، يشكك البعض في استمرارية التحسن، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، من بينها استمرار الانخفاض في تداول المطبوعات والإعلانات، والإنكماش الذي سيأتي في مرحلة ما، والرضا عن الأداء الذي سيقود في النهاية إلى التراجع، وأخيرًا، المستقبل المجهول الذي لا يعرف أحد شيئًا عنه، والذي يتضمن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك