يستدل من تقارير بنوك ومؤسسات الاستثمار، التي تراقب عادة أسواق المال، أن بورصة فلسطين احتلت المركز الرابع بين أسواق المال العربية الـ12 من حيث العائد على الاستثمار في العام 2014، رغم البيئة السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعمل في ظلها.
فقد بلغ مقدار التوزيعات من الأرباح للشركات المدرجة في بورصة فلسطين عن العام 2014 حوالي 171 مليون دولار، بمعدل عائد على الاستثمار للشركات التي وزعت أرباحا بنسبة 6.13%، إذ تراوحت هذه النسبة بين شركة وأخرى بين 11% في حدها الأقصى، و5% في حدها الأدنى، وهي نسبة لافتة مقارنة مع مثيلاتها في الدول المجاورة.
في المحصلة، فإن نسبة التوزيعات من الأرباح إلى القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة في بورصة فلسطين، الرابحة منها والخاسرة، التي وزعت أرباحا وتلك التي لم توزع، بلغت 4%، لتكون الرابعة في هذا الترتيب بين البورصات العربية، بعد بورصة البحرين (5.8%)، وبورصة مسقط (5.7%)، وبورصة قطر (4.2%)، وتقدمت فلسطين على بورصات: الكويت والسعودية (3.8% لكل منهما)، ومصر (3.7%)، والأردن (3.3%)، والإمارات (2.3%).
ويعزى هذا الارتفاع في العائد على الاستثمار في بورصة فلسطين في جزء منه إلى ارتفاع مقدار الأرباح الموزعة خلال العام 2014 مقارنة مع العام 2013، وفي جزء منه إلى انخفاض القيمة السوقية للأسهم في بورصة فلسطين، وبمقدار ما يعطي العامل الأخير مؤشرا على صعوبة الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها البورصة في العام 2014، فإن انخفاض قيمة الأسهم يعد حافزا قويا للاستثمار فيها.
غير أن بورصة فلسطين تمر هذه الأيام في حالة انتقالية تتسم بالركود، بعد انتهاء موسم الهيئات العامة وتوزيعات الأرباح من جهة وافصاحات الربع الأول من جهة أخرى، وتستعد لاستقبال افصاحات الشركات المدرجة عن نتائج أعمالها للنصف الأول من العام، والمقرر أن تبدأ في مطلع تموز/ يوليو المقبل.
فقد أغلق المؤشر الرئيسي في بورصة فلسطين 'القدس' تداولات الاسبوع الماضي على 480.39 نقطة منخفضا بمقدار 1.09 نقطة أو بنسبة 0.23%، مدفوعا بانخفاض مؤشرات ثلاثة من القطاعات الممثلة: الخدمات، والبنوك والخدمات المالية، والصناعة، واستقر مؤشر قطاع التأمين، فيما كان مؤشر قطاع الاستثمار الرابح الوحيد.
على صعيد النشاط، فقد انخفض معدل عدد الأسهم المتداولة بنسبة 9.53% إلى حوالي 444 ألف دولار يوميا من حوالي 490 ألف دولار يوميا في الأسبوع السابق، فيما ارتفع معدل قيمة التداولات بنسبة 2.51% إلى حوالي 716 ألف دولار يوميا من حوالي 698 ألف دولار يوميا في الاسبوع السابق.
بالإجمال، فقد شهدت البورصة الاسبوع الماضي 464 صفقة شملت حوالي 2.22 مليون سهم في تداولات بلغت قيمتها حوالي 3.58 مليون دولار، مقارنة مع 487 صفقة في الاسبوع السابق شملت حوالي 245 مليون سهم في تداولات بلغت قيمتها حوالي 3.49 مليون دولار.
ومن بين 24 شركة جرى التداول على أسهمها، سجلت أسهم 6 شركات ارتفاعا، واستقرت أسهم 4 شركات، فيما أغلقت أسهم 14 شركة تداولات الأسبوع على تراجع.
قطاع البنوك والخدمات المالية
قاد قطاع البنوك والخدمات المالية نشاط البورصة بتداولات بلغت قيمتها حوالي 1.85 مليون دولار، شكلت 52% من إجمالي قيمة تداولات البورصة، لكن مؤشر هذا القطاع انخفض بنسبة 0.15%.
ويعتقد على نطاق واسع أن يشهد هذا القطاع تطورات مهمة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، حيث ستكون ملزمة برفع الحد الأدنى لرأس مالها العامل من 50 مليون دولار حاليا إلى 75 مليون دولار للوفاء بقرار اتخذته سلطة النقد في 24 أيار الماضي، في العادة هناك عدة خيارات للوفاء بهذا الالتزام: رسملة أرباح (توزيع أسهم منحة)، أو طرح أسهم جديدة لاكتتاب خاص أو عام أو كليهما معا، أو استدعاء شركاء استراتيجيين، أو الدخول في عمليات اندماج للبنوك التي تعجز عن رفع رأسمالها باللجوء لأحد الخيارات الثلاثة السابقة.
وتركز النشاط في هذا القطاع، خلال الاسبوع الماضي، على سهم بنك فلسطين، الذي ارتفع بنسبة 1.19% وأغلق تداولات الاسبوع على 2.55 دولار، مستأثرا بحوالي 1.77 مليون دولار شكلت 96% من تعاملات قطاع البنوك و49.5% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهم بنك القدس بنسبة 1.08%، فيما انخفضت أسهم بنوك: الإسلامي العربي بنسبة 7.5%، والبنك الإسلامي الفلسطيني بنسبة 1.60%، والبنك الوطني بنسبة 1.5%.
قطاع الصناعة
شهد قطاع الصناعة نشاطا لافتا الاسبوع الماضي، بتداولات بلغت قيمتها حوالي مليون دولار، شكلت 27% من إجمالي قيمة تداولات البورصة، فيما انخفض مؤشر هذا القطاع بنسبة 0.70%.
وتركز النشاط في قطاع الصناعة على سهم شركة بيرزيت للأدوية، الذي ارتفع بنسبة 1.29%، وأغلق تداولات الاسبوع على 3.15 دولار، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 937 ألف دولار شكلت 96% من تعاملات قطاع الصناعة و26% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهم شركة دواجن فلسطين بنسبة 2.75%، فيما انخفضت أسهم شركات: سجاير القدس بنسبة 1.43%، والقدس للمستحضرات الطبية بنسبة 1.67%، ودار الشفاء لصناعة الأدوية بنسبة 6.36%، وأغلق سهم الشركة العربية لصناعة الدهانات تداولات الأسبوع دون تغيير.
قطاع الخدمات
سجل مؤشر قطاع الخدمات انخفاضا بنسبة 0.44%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 384 ألف دولار شكلت 10% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وقادت شركات الاتصالات الخسائر في هذا القطاع، خصوصا بعد إعلان بلدية رام الله عن المدينة 'مدينة ذكية' وذلك بتغطية شوارعها بخدمات الانترنت مجانا.
وكانت أعمق الخسائر من نصيب شركة 'غلوبل كوم' للاتصالات، التي تقدم خدمات الانترنت لاسلكيا، إذ انخفض سهما بنسبة 22.22% وأغلق تداولات الاسبوع على 7 سنتات فقط.
كما انخفض سهم شركة الاتصالات الفلسطينية، الأكثر تأثيرا في مؤشر القدس، بنسبة 0.56%، فيما أغلق سهم شركة 'الوطنية موبايل' تداولات الاسبوع دون تغيير.
قطاع الاستثمار
سجل مؤشر قطاع الاستثمار ارتفاعا بنسبة 0.26%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 273 ألف دولار، شكلت 7.5% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وقاد المكاسب في هذا القطاع سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار 'باديكو'، الذي ارتفع بنسبة 0.86%، رغم انخفض سهمي شركتي: فلسطين للاستثمار العقاري، والاتحاد للإعمار والاستثمار بنسبة 1.89% و2.86% على التوالي، واستقرار سهم الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار 'ايبك'.
قطاع التأمين
أغلق مؤشر قطاع التأمين تداولات الاسبوع مستقرا، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 94 ألف دولار فقط، شكلت 2.64% من إجمالي قيمة تداولات البورصة.
وفي هذا القطاع، جرى التداول على سهمين فقط هما: المجموعة الأهلية للتأمين، والعالمية المتحدة للتأمين، وكلاهما أغلق تداولات الاسبوع دون تغيير.
أرسل تعليقك