رفح - فلسطين اليوم
شهدت متاجر محافظة رفح انتعاشة مفاجئة، ولبست أسواقها حلة جديدة خلال اليومين الماضيين، بعد أن تقاضى الموظفون مستحقاتهم عن الأشهر الأربعة الماضية، وتدفق الآلاف منهم إلى الأسواق، لشراء حاجيات أسرهم كالملابس والمأكولات.
وبدت سوق رفح الأسبوعية، أمس، على غير عادتها، فقد شوهد أعداد كبيرة من المواطنين يسيرون بين ممراتها وأيديهم مثقلة بحملها، في حين غصت البسطات التي كانت تعاني قلة الزبائن بالمشترين، وبدا الباعة في أحسن حال، بعد أن ضخوا فيها كميات كبيرة من البضائع والسلع.
المواطنة أم إبراهيم حماد، أكدت أنها كانت تنوي شراء ملابس وبعض الأدوات المنزلية منذ مدة، لكن أزمة الرواتب منعتها من ذلك، موضحة أنها انتظرت بفارغ الصبر موعد انعقاد السوق الشعبية التي تشتهر برخص الأسعار فيها، لتتوجه برفقة زوجها إليها.
وأكدت أنها جاءت لشراء كل ما تحتاجه، لا سيما وأن زوجها خصص لها مبلغاً جيداً، وقد انتابتها سعادة كبيرة حين رأت السوق مليئة بالبضائع والسلع، وقد تجولت فيها لوقت قصير، لمشاهدة المعروض والتعرف إلى الأسعار قبيل البدء بالشراء.
وبينت حماد أن استلام زوجها المستحقات المتأخرة، مكن عائلتها من تسديد الديون، وتلبية معظم المتطلبات الضرورية، متمنية أن يستقر صرف الرواتب، خاصة وأننا مقبلون على سلسلة من المواسم التي تتطلب مصروفات كبيرة، مثل شهر رمضان والعيد وغيرها.
أما المواطن عماد أبو فرج، فأكد أنه توجه للسوق لشراء كل شيء، فأربعة أشهر من القحط كانت كفيلة بوصول الاحتياجات إلى ذروتها، مبيناً أنه وعائلته كانوا طوال الفترة الماضية لا يشترون سوى الاحتياجات الضرورية.
وأوضح أبو فرج أنه اشترى أواني زجاجية، وملابس وأحذية لأبنائه، وبعض الكماليات التي كانت تحتاجها العائلة، وينوي شراء المزيد، كما ينوي اصطحاب أبنائه في رحلة ترفيهية لمنتجع أو مدينة ملاهي، ليعوضهم عن فترة الحرمان التي عاشوها.
وأشار إلى أنه ينوي أيضاً ادخار مبلغ من المال ليتمكن من تلبية متطلبات المناسبات المقبلة، خاصة شهر رمضان، الذي باتت أسابيع معدودة تفصلنا عن قدومه.
تجار سعداء
وبدا التجار أكثر سعادة، وهم يصرفون البضائع التي تكدست في محالهم لأشهر طويلة، بينما ينهمك معظمهم في تلبية طلبات الزبائن والإجابة على تساؤلاتهم.
ويقول البائع منير أبو جميل، إنه كان يتوقع أن تكون سوق رفح الأسبوعية منتعشة، لذلك جلب معه كميات مضاعفة من الملابس، وكانت توقعاته في محلها، فمذ ساعات الصباح والزبائن يترددون على بسطته، وتمكن من بيع معظم ما جلبه من ملابس.
ونوه أبو جميل إلى أنه لم يسبق له مشاهدة السوق في هذه الحالة منذ بدء أزمة الرواتب، وكأن متطلبات واحتياجات أربعة أشهر بدأت تلبى مرة واحدة.
وأكد أنه كأي تاجر كان يعلم بأن الرواتب المنتظمة هي المحرك الأساسي للسوق، وتأخرها أو عدم صرفها يغرق السوق في كساد كبير، متمنياً أن تحل أزمة رواتب موظفي حكومة غزة السابقة، لأنه هذا سيدخل الأسواق في انتعاشة غير مسبوقة.
وبدا الباعة المتجولين ممن يبيعون سلع صغيرة ورخيصة أكثر سعادة، فقد طالتهم حركة الانتعاش، إذ يقول أحدهم ويدعى هشام عليان، وكان يبيع منظفات وعطور للأرضيات والملابس، إن ما باعه في سوق واحدة كان يعجز عن بيعه خلال شهر كامل.
وأشار عليان، إلى أن السوق، نهار أمس، كانت مزدحمة، والكل جاء ليشتري، وهذا أمر جيد تمنى تكراره في كل أسبوع.
أرسل تعليقك