غزة – محمد حبيب
كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جميل شحادة، أنه لم يجر بعد الاتفاق بشكل نهائي على بقاء الدكتور رامي الحمد الله، على رأس حكومة الوحدة الوطنية، التي تسعى المنظمة إلى تشكيلها بمشاركة الفصائل، مشيرًا إلى أنَّ الاتصالات بدأت وستستمر أسبوعًا، وأن الاتفاق على تبني هذه الحكومة برنامج منظمة التحرير، لا يمنع انضمام حركة "حماس" لها.
وأكد شحادة، بصفته عضو لجنة الاتصال بحركة "حماس" لتشكيل حكومة الوحدة الجديدة، بدء المشاورات مع حركة "حماس"، من خلال رئيس اللجنة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، مشيرا إلى أن اجتماعا سيعقد خلال ساعات للاستماع إلى آخر التطورات بشأن هذه الاتصالات.
وأوضح في تصريحات صحافية الأربعاء، أنَّ اللجنة مشكلة من جميع أعضاء منظمة التحرير، وأنها اللجنة نفسها التي شكلت أخيرًا للوصول إلى قطاع غزة ولقاء قادة "حماس"، بهدف البحث عن سبل إنهاء الانقسام، قائلًا: "أضيف لها مهمة جديدة وهي بحث تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".
وترفع هذه اللجنة شرط تبني الحكومة المقبلة برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يعترف بـ"إسرائيل"، وأيضا القبول بشروط اللجنة الرباعية، لكن ذلك لم يمنع شحادة من التأكيد على أنَّ هذا الأمر لا يمنع مشاركة "حماس" بها رغم اعتراضها على برنامج المنظمة، ورفضها شروط اللجنة الرباعية للسلام، التي تدعو إلى نبذ العنف والاعتراف بـ"إسرائيل"، والاتفاقات الموقعة بين المنظمة والاحتلال.
وتابع شحادة: "هذه المسألة يمكن حلها من خلال البحث عن مخارج، إذ أن حماس يمكنها عدم المشاركة بشخصيات قيادية، والمشاركة في الحكومة من خلال تسمية آخرين من خارج إطار الحركة، أو أن تكون العملية على غرار موقف تنظيم الجبهة الشعبية، المشارك والملتزم بمنظمة التحرير، غير أنه لا يعترف بإسرائيل".
وكانت حركة "حماس" قد استبقت اجتماع اللجنة التنفيذية مع الدكتور رامي الحمد الله مساء الاثنين لبحث تشكيل حكومة الوحدة الجديدة، وأعلنت رفضها تبني الحكومة المقبلة برنامج المنظمة السياسي، كونها لا تعترف بإسرائيل ولا بشروط الرباعية الدولية، ودعت الرئيس محمود عباس بذلك إلى مراجعة موقفه، قبل اتخاذ خطوات "قد يندم عليها"، كونها لا تتحدث من موقف ضعف.
وأكدت أنَّ الرئيس محمود عباس يقوم بإجراء التغيير الوزاري بعيدًا عن التوافق الوطني، وحملت الرئيس المسؤولية الكاملة عن أي خطوات منفردة، وبالعودة إلى ترتيبات تشكيل الحكومة الجديدة، قال شحادة إنَّ مداولات التوصل إلى صيغة نهائية ستستمر أسبوعًا، ورأى أنها مدة كافية للتوصل إلى حل، إن وجدت نية عند جميع الأطراف.
وأكد المسؤول في المنظمة عند سؤاله عن مصير حكومة الوفاق التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، أن هذه الحكومة ستبقى قائمة لحين التوصل لصيغة تشكيل حكومة الوحدة الجديدة، لافتا إلى أن الحمد الله لم يقدم استقالة حكومته في اجتماع التنفيذية.
ولم يؤكد شحادة بقاء الحمد الله على رأس الحكومة المقبلة، وكشف أنه حتى اللحظة لم يتم تكليفه برئاسة الحكومة المقبلة، وأن الأمر مرتبط بالمداولات والمشاورات القائمة.
وستكون هذه المرة الأولى منذ الانقسام الذي وقع بين "فتح" و"حماس" في منتصف 2007، الذي يجري فيه الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الفصائل، إذ ظل الرئيس محمود عباس يرفض هذا الطرح، خشية من اشتراك "حماس"، وتعرض الحكومة للحصار الدولي، الذي واجهته الحكومة التي شكلتها "حماس" بعد فوزها في انتخابات 2006، وبعدها في مطلع 2007، التي شكلت وفق "اتفاق مكة" من الفصائل.
أرسل تعليقك