استعرضت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الخميس، معاناة الأسير الشاب نهار أحمد عبد الله السعدي من جنين، المعتقل منذ 18 أيلول 2003م، بعد مطاردة استمرت لعام كامل، وحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات و20عاماً، تنقل خلالها بين عدة سجون.
وأشارت إلى أن الشاب المذكور هو أقدم أسير معزول في سجون الاحتلال، وأن محامي المؤسسة التقاه بعد إنهاء إضرابه ونقله للعزل في سجن ريمون، حيث استعرض ظروف العزل في ريمون وقارنها مع ظروفه التي كانت في عزل أيلون، حين كان يحتجز في غرفة مساحتها 3×3 متر، وتفتقر للهواء والضوء الطبيعي.
وقال التقرير إن السعدي يعاني من مشاكل في الظهر منذ 10 سنوات، ولم تقم إدارة السجن بتقديم الخدمات الطبية اللازمة له، فقد تم إعطاؤه الدواء مرة واحدة فقط، كما ويعاني من مشاكل في المعدة والقولون منذ 8 سنوات، والتواء في العمود الفقري.
وأضاف: جاء عزل الأسير السعدي بناءً على توصية وقرار من جهاز المخابرات الإسرائيلي وبناءً على مواد سرية، ويدعي جهاز المخابرات أن السعدي 'خطير على أمن دولة الاحتلال'.
وذكر أن الاحتلال يعرض السعدي كل 6 شهور على محاكم مدنية إسرائيلية (الرملة، الناصرة) لتمديد فترة العزل، حيث يخول القانون الإسرائيلي محاكم الاحتلال بإصدار قرار يقضي بحجز المعتقل في العزل لمدة 6 أشهر في غرفة لوحدة و12 شهراً في غرفة مع معتقل أخر، كما أن المحكمة مخولة حسب القانون بتمديد فتره عزل المعتقل لفترات إضافية ولمدة لانهائية، وهذا مخالف للمادة 199 من اتفاقية جنيف الرابعة.
وتابعت مؤسسة الضمير: نُقل الأسير السعدي وبشكل مفاجئ إلى مركز تحقيق الجلمة في شهر شباط 2013، وأثناء التحقيق وجهت له تهم التخطيط لخطف جنود خارج السجن، ما دفعه للدخول في إضراب عن الطعام والشراب في الأيام العشرة الأولى من التحقيق، وكانت ظروف التحقيق غير إنسانية، وكان التحقيق يستمر من ساعات الصباح الأولى حتى منتصف الليل.
وأضافت: خلال جولات التحقيق كان مكبل باليدين والرجلين طوال الوقت، ورافق التحقيق ضغط نفسي وتهديد مستمر، وهدد الأسير السعدي في حينه بالعزل عندما قال له المحقق 'سنمرمر حياتك بالعزل'.
وقالت: حقق مع الأسير السعدي 15 محققاً على التوالي، ومنع من الصلاة وتلبيه حاجاته الإنسانية أثناء فترة التحقيق، وأنتهى التحقيق معه بعد 70 يوماً دون أن يفضي إلى إثبات أي تهمة بحقه، وبعد انتهاء التحقيق أعادوه إلى سجن ريمون وتم عزله بعد 3 شهور من انتهاء التحقيق.
العزل والاضراب عن الطعام
ووفق التقرير عزل الأسير السعدي بتاريخ 20 أيار 2013 بعد أن صنفه الاحتلال على انه 'خطير امنياً'، وتنقل بين سجون عدة هي: 'شطة'، و'مجدو'، و'ريمونيم'، واستقر به الحال في عزل أيلون بسجن الرملة، وأضرب حينها عن الطعام في 20 تشرين ثان2014 احتجاجاً على عزله وظروف العزل غير إنسانية وحرمانه من الزيارات العائلية منذ عزله.
وأضاف: وأنضم للسعدي أكثر من 100 أسير أخرين في 10 كانون الأول2014 تضامناً معه في إضرابه ومطالبين بإنهاء سياسة العزل بحق 20 أسيراً آخر، وأنهى السعدي والأسرى الآخرين الإضراب في 17 كانون الأول2014 بعد التوصل لاتفاق مع مصلحة السجون يقضي بنقل السعدي للعزل الجماعي في سجن ريمون ووعود بالسماح له بتلقي زيارات عائلية، هذا وكان ضمن الاتفاق أيضاً إنهاء العزل بشكل تدريجي للأسرى الاخرين.
وتابع التقرير: بعد فترة وجيزة نقل السعدي إلى عزل ريمون حسب الاتفاق، ولكن مصلحة السجون تنصلت من بنود الاتفاق مع السعدي، حيث لم ينقل لعزل جماعي ولم يتمكن حتى اللحظة من تلقي الزيارات العائلية، مع العلم أن مصلحة السجون أخرجت بعض الأسرى المعزولين لأقسام السجن العادية.
وقال: لقد حمل الإضراب الأخير للأسير السعدي عنوان 'زيارة الأم'، فقد حرمت والدة السعدي (65 عاماً) من زيارته منذ عزله لأسباب يدعي الاحتلال أنها أمنية، وكذلك الأمر فيما يخص جميع إخوته وأخواته، مع العلم أن والدته وأخواته كانوا يحصلون على تصاريح دائمة وتتم زيارته مرتين شهرياً، إلى تنصلت قوات الاحتلال من وعودها للأسير السعدي بالسماح لوالدته بزيارته مقابل فك إضرابه، حيث حصلت والدته على تصريح لمدة شهر لزيارة واحدة، وفي يوم الزيارة بلغت من قبل الصليب الأحمر أن زيارتها مرفوضة، وتم منعها من ركوب الحافلات التي تنقل أهالي الأسرى والمعتقلين الى السجون، يشكل هذا تناقضاً وخرقاً لحق الأسير بتلقي زيارات دورية من قبل ذويه، وهذا يدل ان منع الأسير السعدي من الزيارة هو اجراء انتقامي منه ومن عائلته.
ونقل التقرير عن عائلة الأسير قولها إن مصلحة السجون تفرض الكثير من القيود على إدخال الحاجات الأساسية من ملابس وغيرها له، حيث لم تتمكن العائلة منذ عام من إدخال أي غرض له.
أرسل تعليقك