أم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، ما يزيد عن 20 الف مصل لتأدية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، رغم تدابير الاحتلال وانتشار المئات من جنوده وشرطته وفرضه الحصار والإغلاق على مداخل الحرم وارغام المواطنين العبور عبر البوابات الالكترونية والحديدة والتدقيق في بطاقات بعضهم الشخصية، بغرض التقليل من تواجدهم في الحرم خاصة، والبلدة القديمة بشكل عام.
وخلال تجوله برفقة زوجته واطفاله في ساحات الحرم قال المهندس علي عبد الفتاح اعسيلة (38عاما) لــ'وفا' الاجواء ايمانية جميلة منذ عدة سنوات وانا اهم لزيارة الحرم، عقدت العزم منذ ساعات صباح اليوم لزيارته برفقة اطفالي لأرسخ في نفوسهم وذاكرتهم ان حماية الحرم والصلاة فيه واجب وطني علينا كما على جميع المسلمين.
وبسبب ارتفاع درجات الحرارة استظلت الحاجة ليلى النتشة (57عاما) بظل بشجرة وقالت هي تقف برفقة بناتها واطفالهم على مدخل الحرم 'هذه ارضنا والحرم لنا نحن صامدون لن نرحل والاحتلال الى زوال مهما طغى وتجبر بممارساته واجراءاته العدوانية'.
من جانبه، قال الشاب مراد المحتسب (29 عاما) أثناء جلوسه في باحات الحرم الداخلية: شد الرحال الى الحرم الابراهيمي واجب علينا نحن ابناء محافظة الخليل في ظل الهجمة الاسرائيلية ومحاولات التهويد التي تتعرض لها مقدساتنا من قبل سلطات الاحتلال.
أما مدير الحرم الابراهيمي منذر أبو الفيلات فذكر أن الحرم الابراهيمي بأقسامه واجزائه كافة يعج بالمصلين كافة اروقته وساحته وباحاته ومتنزهاته اكتظت بالمواطنين الذين هبوا للصلاة فيه انها الجمعة الاولى من رمضان وهي تبشر بأجواء روحانية جميله خلال الشهر الفضيل في البلدة القديمة والحرم.
وتابع: ما يزيد عن 20 الفا تواجدوا في الحرم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وهذا يؤكد اسلاميته وأنه حق خالص للمسلمين لا علاقة لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد، وبسبب تنظيم وزارة الاوقاف المحكم بالتعاون مع الهلال الاحمر لم يتعرض أي مصل لسوء، وكانت الاجواء ايمانية وهذا أثلج صدورنا وبث السعادة في نفوسنا.
وخلال خروجنا من الحرم رفع المواطنون اطفالهم على اكتافهم خوفا من اصابتهم بالاختناق وضيق التنفس، لشدة الاكتظاظ على البوابات التي وقف على جنبات عدد منها العشرات من جنود الاحتلال.
ومن جانبه عبر رئيس بلدية الخليل داود الزعتري، عن سعادته بتوافد الاف المصلين على الحرم الابراهيمي، وهو يتجول ما بين الاسحاقية واليعقوبية.
وتابع: 'آمل أن يبقى توافد المواطنين من أبناء شعبنا ومن الخارج على الحرم والبلدة القديمة من الخليل متواصلا طوال أيام العام ليعلم الاحتلال أن الحرم الإبراهيمي سيبقى مسجدا إسلاميا خالصا.
وشدد على أهمية مواظبة مواطني محافظة الخليل، ومحافظات الوطن عامة، على التواجد في الحرم وزيارة البلدة القديمة، كوسيلة لمواجهة التهويد وغطرسة الاحتلال الاسرائيلي التي يهدف من خلالها الى السيطرة على مقدساتنا.
وأردف الزعتري: إن آلاف المصلين أدوا صلاة الجمعة، رغم إجراءات الاحتلال بعرقلة وصول المواطنين، وتلك الإجراءات تركزت على البوابات الالكترونية المقامة على مدخل الحرم، وحواجز التفتيش على بعض الطرقات، إلى جانب عدد من النقاط العسكرية فوق أسطح المنازل، لا سيما تلك القريبة والمطلة على ساحة الحرم.
وبدوره، قال عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر سعيد الخطيب التميمي اثناء تواجده لتسيير متطوعي الهلال بهدف خدمة المواطنين: نحن للعام الحادي عشر على التوالي نعمل على خدمة زوار الحرم وفي هذا العام تمكنا من توفير 150 متطوع وهم متواجدون على شكل فرق اسعاف وفرق تنظيم دخول وخروج المصلين وفرق مساندة لفرش الساحات الخارجية.
وأضاف، تمكنا لأول مرة من ادخال 3 سيارات اسعاف في محيط الحرم الابراهيمي ومجموعه من الكراسي المتحركة تأهبا واستعدادا لخدمة مصلينا خاصة كبار السن.
وفي خطبة الجمعة حث الخطيب حفظي ابو سنينه، المواطنين للعمل على إعمار الحرم الإبراهيمي الشريف، وشد الرحال اليه والى المسجد الاقصى المبارك، بالتوافد عليهما من قبل مواطني محافظة الخليل، وجميع محافظات الوطن.
وأشار إلى أهمية تعزيز الوحدة الوطنية وتجسيدها على ارض الواقع لمواجهة المخاطر المحدقة بنا وبمقدساتنا الإسلامية في القدس والخليل، والتي تهدد قضيتنا الوطنية بمجملها.
وقال: 'ما يجري في فلسطين عامة، والقدس والخليل بشكل خاص، من انتهاك لكافة الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية، يندرج ضمن سياسة التهويد المتواصلة منذ عقود، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لذلك علينا الوقوف صفا واحد للدفاع عن المقدسات، وتحريرها من الظلم الذي يحيط بها من كل جانب، انها مقدساتنا والزود عنها واجب وطني وديني علينا في فلسطين وعلى كافة المسلمين في أرجاء المعمورة'.
أرسل تعليقك