الخرطوم - فلسطين اليوم
مر أكثر من شهرين على رحيل البشير، عقدت خلالها الكثير من جولات التفاوض، وقدمت الكثير من المبادرات لمنع تفاقم الأوضاع، ومع ذلك مازالت أزمات السودان تتفاقم وتلاشت كل مؤشرات التوافق، وفق ما يرى عدد من مراقبي الوضع السياسي في المنطقة.
قال الدكتور كمال عامر، القيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير"، الأمين السياسي لحزب "المؤتمر الشعبي"، في مقابلة مع "سبوتنيك"، تنشر لاحقا: "أعتقد أن الواقع السياسي السوداني الآن مأزوم، فالمجلس العسكري الحالي هو شكل من أشكال المؤتمر الوطني"، مضيفا: "أرى أن اللجنة الأمنية في المؤتمر الوطني إبان الثورة ادعت شكليا انحيازها للجماهير وقضايا الثورة".
وتابع عامر "المجلس العسكري بدأ يتنصل من كل الاتفاقات، بصورة جادة وفي شكل خطابات سياسية خلال اللقاءات الإعلامية ونقاط التعبئة الجماهيرية، حيث بدأ منذ فترة قريبة في عمليات حشد للجماهير حول خطابه ورؤيته السياسية"، مضيفا: "أرى في هذا التوقيت أنه تنصل تماما من الاتفاق، الذي وقعه مع قوى الحرية والتغيير".
وتابع القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير: "المجلس رفض مبادرة الاتحاد الأفريقي، حيث خرج محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس المجلس العسكري، ليقول إن الاتحاد الأفريقي ليس وسيطا في الأزمة السياسية".
وقال كمال عامر "المبعوث الأمريكي ومساعد وزير الخارجية وغيرهم، والذين زاروا السودان، كل تلك الوساطات لا تعدو أن تكون استهلاك سياسي للمجلس الغير معترف بالوساطات من الأساس".
ويشهد السودان، حاليا، مرحلة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، إثر حراك شعبي. وتولى مجلس عسكري انتقالي مقاليد الحكم لفترة انتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلق قبولا من مكونات الحراك الشعبي ما اضطره بعد ساعات لمغادرة موقعه مع نائب رئيس المجلس، رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي، ليتولى قيادة المجلس المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
أرسل تعليقك