القاهرة - فلسطين اليوم
يتوجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على رأس وفد وزارى رفيع المستوى غدا السبت الى الصين، فى زيارة رسمية تعد الثانية منذ توليه مقاليد الحكم وتهدف إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وتكتسب زيارة أمير الكويت الى الصين،أهمية كبيرة، من خلال عمل الجانبين على فتح آفاق جديدة للتعاون، ومواصلة زيادة حجم الاستثمارات، وتعزيز التبادل التجارى بين الكويت وبكين، بالإضافة إلى كونها الأولى لزعيم عربى بعد اعادة انتخاب الرئيس الصينى شى جين بينج رئيسا للبلاد.
كما تأتى الزيارة فى إطار حرص القيادة السياسية فى الكويت على توطيد العلاقات مع الصين فى مختلف المجالات، وتأكيدا للعلاقات التاريخية العريقة والممتدة منذ عام 1971 بين البلدين، باعتبار أن الكويت أول دولة خليجية وعربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الصين.
وسيبدأ أمير الكويت زيارته إلى الصين غدا، بجلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الصينى شى جين بينج، يستعرض الجانبان خلالها العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وأوجه التعاون فى مختلف المجالات، لاسيما فى المجالين الاقتصادى والتجارى.
كما ستشهد الزيارة المرتقبة، وفق ما أعلنه السفير الصينى لدى الكويت وانج دى ، توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين، تشمل العديد من المجالات الحيوية، خاصة فى مجالات التجارة، والطاقة، والمال، اضافة الى مشروع (الحزام والطريق)، فى اطار رؤية (الكويت 2035)، وتحويل الكويت الى مركز مالى واقتصادى عالمى.
ويشارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال زيارته لبكين فى أعمال الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى - العربى، الذى ستبدأ فعالياته فى العاصمة بكين يوم 10 يوليو الجاري؛ حيث سيلقى كلمة خلال المنتدى عن العلاقات التجارية العربية - الصينية.
ويحظى الملف الاقتصادى بأهمية كبيرة فى زيارة أمير الكويت الى الصين، نظرا لقوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ حيث وصل حجم التبادل التجارى بينهما فى 2017 إلى نحو ١٢ مليار دولار، وبلغ فى الربع الاول من العام الحالى نحو اربعة مليارات دولار، وتعول الكويت على زيادة تلك المعدلات، خاصة بعد أن شهد الربع الأول من العام الجارى، زيادة فى الصادرات النفطية الكويتية إلى الصين؛ حيث بلغت 5ر5 مليون طن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2018، مقابل 18 مليون طن خلال 2017 بأكملها.
ولا تقتصر العلاقات بين الكويت وبكين فقط على المجالات الاقتصادية والتجارية، وإنما تمتد أيضا إلى المجال العسكرى؛ حيث شهدت الفترة الماضية زيارة أول بارجة صينية الى الكويت، بالإضافة الى أن الكويت كانت الدولة الاولى فى المنطقة التى تشترى مدفع ١٥٥ الصينى، وتلتها دول عربية اخرى، بحسب ما أعلن السفير الصينى لدى الكويت وانج دى.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الصينية فى الكويت، فقد بلغ حجمها ما يقارب الـ٧٥٠ مليون دولار، معظمها فى القطاع النفطى، فضلا عن كون الصين شريكا استراتيجيا أساسيا فى تطوير مشروع حقول الشمال، الذى له أهمية اقتصادية لمستقبل الكويت، بالاضافة مشاركة أكثر من ٤٠ شركة صينية فى المشروعات الاقتصادية الكويتية بإجمالى ٢٠ مليار دولار، فى الوقت الذى بلغ فيه حجم العقود الجديدة لشركات المقاولات الصينية فى العام الماضى ٣.٦ مليار دولار، بينما يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية فى الصين، أكثر من ٣ مليارات دولار.
تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الأولى لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى بكين، كانت فى 10 مايو 2009، وتم خلالها توقيع اتفاقية لاقامة مصفاة لتكرير النفط فى الصين، اضافة الى ابرام العديد من الاتفاقيات الثنائية فى مجالات التعليم، والطاقة، والبنى التحتية، والرياضة وحماية البيئة.
أرسل تعليقك