نحو 1700 متطوع من مؤسسات ووزارات وأجهزة أمنية وطلبة مدارس وجامعات، شاركوا في يوم النظافة الوطني، الذي أحيته بلدية رام الله اليوم الخميس، تحت شعار 'البلد بدها عونة'.
المتطوعون توزعوا على شكل مجموعات في أحياء المدينة، وقاموا بتنظيف الشوارع وتوزيع نشرات إرشادية في مختلف الأحياء، حول كيفية التخلص من النفايات والحفاظ على البيئة.
مجموعة 'دوار المنارة' وسط المدينة كان نشاطها مختلفا عن باقي المجموعات، فعملها تركز على تحرير مخالفات رمزية للمواطنين الذين يلقون النفايات في الشارع، في محاولة للفت الأنظار إلى ضرورة إلقاء النفايات في مكانها المخصص، وضرورة أن تكون هناك شرطة بيئية.
الطالب علاء أبو صفية في الصف التاسع وقف وثمانية من زملائه، يحمل كل منهم ثلاث بطاقات حمراء 'كرت أحمر' كتبت عليها إرشادات ونصائح بيئية، لإعطائها للمخالفين، كتعبير رمزي عن المخالفة البيئية.
وخلال أقل من ساعة نفدت المخالفات الـ27 التي تملكها المجموعة، ليثب ذلك أن هذا المكان من أكثر الأماكن عرضة لإلقاء النفايات، وأن كثيرا من المواطنين غير مبالين بنظافة المدينة، وبحاجة إلى موظفين إضافيين في قسم النفايات الصلبة بالبلدية للإبقاء على نظافة مركز المدينة، وهذا ما يتطلب زيادة في المصروفات، واستنزاف مقدرات البلدية.
وقال أبو صفية: نحن مجموعة من تسعة طلاب، وكل واحد حرر ثلاث مخالفات، وللأسف أنها نفدت خلال أقل من ساعة، وهذا يبين أن الكثير من الناس غير مهتمين، ولا يلقون بالا لنظافة المدينة، رغم وجود سلال القمامة في كافة الشوارع، وأمام عيونهم. عليهم أن يفكروا في عامل النظافة الذي يبذل جهدا في تنظيف هذه الشوارع، وأن يتصرفوا بمسؤولية.
من جهتها، اعتبرت الطالبة منى رضوان من كلية الطيرة للبنات، أن مشاركتها ومجموعة من زملائها في هذا اليوم وتنظيف بعض المناطق في الحي، سلوكا حضاريا يعزز الانتماء للوطن وللمدينة، وقالت: 'نحن دائما نقوم بفعاليات تطوعية داخل الكلية، لأن ذلك يعلمنا العمل الجماعي والشعور بالمسؤولية، ويجب أن تكون باستمرار نشاطات مشابهة'.
الطالب أحمد قصراوي و12 آخرين من زملائه في جامعة بيرزيت، اغتنموا فرصة المشاركة في حملة النظافة، وقال: نحن مجموعة من شاركنا من خلال شؤون الطلبة، كجزء من ساعات العمل التطوعي التي تعتبر من متطلبات التخرج، وباعتقادي أن هذه النشاطات مهمة للطلبة لإنهاء هذه الساعات في نشاطات توعوية ووطنية'.
وأضاف: منذ ساعات الصباح وزّعنا نشرات على التجمعات السكانية تتضمن إرشادات لكيفية التخلص من النفايات، وأهمية إتباع سياسة فرز النفايات، للمساعدة في تنفيذ الخطط المتعلقة في الاستفادة من النفايات الصلبة وتدويرها، بالإضافة إلى مشاركتنا في عملية تنظيف الشوارع.
وأشارت مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رام الله ملفينا الجمل، إلى أن يوم النظافة الوطني الذي يصادف اليوم، جاء بمبادرة من البلدية العام الماضي، وتم اعتماده من مجلس الوزراء كيوم وطني في فلسطين، ويهدف إلى التأكيد على دور المواطنين في الحفاظ على النظافة والبيئة، وتعزيز روح المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي.
من جهته، شدد عضو المجلس البلدي حربي الفروخ، الذي يرأس لجنة الصحة والبيئة، على أهمية التوعية بالقضايا البيئية والحفاظ على نظافة المدينة.
وقال: هناك وعي لدى نسبة كبيرة من المواطنين في مجال الحفاظ على البيئة تصل إلى 80 بالمائة، ولكن النسبة المتبقية غير مكترثة ومهملة، وهذا يؤثر على الجهد المبذول في الحفاظ على نظافة المدينة وأحيائها.
وأضاف الفروخ أن ملف إدارة النفايات الصلبة من أكثر الملفات التي ترهق ميزانية البلدية، وهذا ينعكس سلبا على تقديم الخدمات.
وقال: تكلفنا إدارة قطاع النفايات الصلبة بشكل عام ما يقارب 14 مليون شيقل سنويا، منها 6 ملايين شيقل تقريبا تكاليف مباشرة وللموظفين في قسم النفايات الصلبة، وهذا يشكل عبئا ماليا على البلدية.
وأضاف: لدينا نحو 100 موظف في قسم النفايات الصلبة، وهذا العدد لا يكفي لتغطية كافة الأحياء، ولذلك يجب أن يكون هناك تقاسم في المسؤولية بين المواطنين والبلدية، وعدم إرهاق موظفي النفايات الصلبة، وأن يساهم المواطنون في الحفاظ على نظافة المدينة من خلال إتباع السلوك البيئي السليم.
وأشار الفروخ إلى مشكلة في استقطاب موظفين للعمل في قسم النفايات الصلبة نتيجة الصورة النمطية لعامل النظافة، وقال: 'هذا النشاط اليوم يؤكد على مكانة رجل النظافة، وأهميته في المجتمع، وأن نتحمل معه مسؤولية نظافة شوارعنا ومدننا'.
الطالب أبو صفية أكد أن اهتمامه بقضايا البيئة جاءت بعد مشاركته في العديد من النشاطات البيئية، من ضمنها المخيم البيئي الذي تنظمه بلدية رام الله سنويا، ويستهدف الأطفال لإكسابهم مهارات وسلوكيات بيئية، وقال:' أشارك في كثير من النشاطات البيئة، وهذا يجعلني أحرص على التواجد في كل الأنشطة التي أعرف بها، وأتمنى أن تكون مشاركة أكبر للمواطنين في مثل هذه النشاطات'.
أرسل تعليقك