فريضة «حب الوطن»
آخر تحديث GMT 12:07:18
 فلسطين اليوم -

فريضة «حب الوطن»

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - فريضة «حب الوطن»

عمار علي حسن

كنت جالسا على المقهى حين جاءنى الأستاذ «جمال سيد»، المدرس، إخصائى مكتبة مدرسة «آمون الخاصة للغات» بالزمالك، وقال بصوت خفيض: «معى قصيدة شعر من تأليفى ألقتها تلميذة بالصف السادس الابتدائى بمدرستنا اسمها بسمة أحمد لطفى، وفازت بالمركز الأول على مستوى محافظة القاهرة فى إلقاء الشعر، خلال مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم، حيث أبهرت الحاضرين بحضورها وإحساسها الذى يسبق عمرها، وعبرت عن حبها وانتمائها لمصر الغالية بمنتهى الصدق». هززت رأسى منصتا إليه، وقلت له: سأنشرها فى عمودى تحية لك ولتلميذتك. وفى اليوم التالى جاءنى بالقصيدة، وها هى: «لن تسقط أبدا يا وطنى رغم الأحزان/ رغم الأحقاد/ رغم الأوغاد/ وستبقى أميرا للأوطان/ وستبقى دوما يا علمى/ تختال على أعلى القمم/ تزهو بثلاثة ألوان/ لون أسمر كالنيل/ كطمى الغيطان/ لون أحمر رمز الثورة عالطغيان/ لون أبيض قلب ينبض فى الوجدان/ لن تسقط أبدا يا وطنى رغم الأحزان/ لن تركع يوما يا وطنى إلا فى صلاة/ لن تخضع فى ظل المحن إلا لله/ بالعزة تحيا قنديلا فى كل زمان، لن تسقط أبدا يا وطنى رغم الأحزان/ مصر تناديكم أحبابى/ مدوا أيديكم وخذونى/ ما أصعب أن ألقى عذابى/ من كبدى من نور عيونى/ مصر أتنفس من عشقك/ وغرامك يسكن أوردتى/ نبضات القلب هى نبضك/ وحروفك تغزل أنسجتى/ شريانك يسقى شريانى/ لن تسقط أبدا يا وطنى رغم الأحزان». قرأت القصيدة واستعدت ذكريات تملأ رأسى أحيانا عن صفوفنا المنتظمة وهاماتنا المرفوعة، ونحن نطلق فى فراغ الهواء البارد دفء نشيد «بلادى.. بلادى» فى طابور الصباح، بينما يقف ناظر مدرسة قرية الإسماعيلية مركز المنيا محافظة المنيا، الأستاذ «بهاء محمد» شامخا كنخلة نبيلة، على شفتيه صرامة، وفى عينيه ألق، ونكاد رغم صياحنا نسمع نبض قلبه المرتجف. كنا فى الصف الأول الابتدائى، وفى ثانى يوم دراسى لنا اندلعت حرب أكتوبر فمكثنا فى البيوت مدة، وعدنا لنجد الأستاذ بهاء يقف فى الطابور، ومعه ورقة تحوى مقطوعة قصيرة قام هو بتأليفها، رغم أنه ليس بشاعر، وطلب منا أن نرددها خلفه قبيل تحية العلم، وكانت تقول: «أيها العلم المصرى/ دمت خفاقا على أرضنا الخضراء/ رفعك جنودنا فى سيناء/ وضحى من أجلك رجال أوفياء/ فلك التحية ومنا الفداء/ حيوا معى هذا العلم/ تحيا جمهورية مصر العربية.. ويكرر التحية ثلاث مرات». إنه حب الوطن الذى يجرى فى عروق الناس ولا يبحثون لهذا عن سبب، بعضهم يخون فيفقد هذه المشاعر النبيلة، حين يعتبر هذه الأرض مجرد سكن وليست وطنا، بفعل أفكار خاطئة تعشش فى رأسه أو من أجل حفنة من مال، وبعضهم يتململ أحيانا، لكن حين تأتى الشدة ينسى تململه ويذود عن بلده بكل غبطة وامتنان، وبعضهم يردد مع الشاعر: «بلاد ألفناها على كل حال/ وقد يؤلف الشىء الذى ليس بالحسن/ وتستعذب الأرض التى لا ماء فيها ولا هواء/ لكنها وطن»، لكن الأغلبية الكاسحة تؤمن بأن الأرض التى دبت عليها، وأكلت من زرعها، وشربت من مائها، وتعلمت من تاريخها وحضارتها العريقة، وعاشرت ناسها، وعشقت فيها نصفها الآخر، فتاة كانت أو فتى، وصنعت فى ركابها كل الذكريات أو أغلبها أو أيامها الحلوة، جديرة بأن تحب بذاتها ولذاتها، لكن لا ضير أن نعمق هذا الحب بشعور الناس بالعدل، وتحقيق الكفاية، والشراكة فى صناعة المستقبل، ونيل الحقوق، فلا ظلم ولا قهر، وأداء كل الواجبات من دون إبطاء ولا تقصير.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريضة «حب الوطن» فريضة «حب الوطن»



 فلسطين اليوم -

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday