عمار علي حسن
في تصريح نقلته عنه صحيفة «التحرير» قبل أيام، قال الفريق أول سامى عنان، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة، والذي اقترب من إعلان ترشحه، إن المشير عبدالفتاح السيسي لن يترشح فى انتخابات الرئاسة، دون أن يقدم برهاناً على ما قاله، ولذا يبدو أنه مجرد تفكير بالتمنى، أو توقع أو قراءة لما يتردد عن موقف المشير، وربما تكون لدى الرجل معلومات لم يفصح عنها.
ما ذكره «عنان» لم ينفرد به، فهناك من يقول هذا، من الناس فى الشارع ومن بين رجال السياسة، أحدهم رئيس حزب سياسي كان لواءً سابقاً في الجيش، التقيته في إحدى القنوات الفضائية قبل أسبوع وسألته: كم النسبة التى تعطيها لترشح السيسى من عدمه؟ فأجابنى: 95%، فقلت له: يعنى هناك 5% تذكر أنه قد لا يترشح، فهز رأسه وأجاب: نعم. وسألته: هناك مؤشرات تتراكم، وشواهد تتوالى، تبين أن الرجل حسم أمره، وأنه سيعلن هذا على الناس خلال أيام، بل خرج علينا من يقول إن «السيسى» يكتب بنفسه الخطاب الذى سيلقيه على الشعب، معلناً ترشحه، وتوجد أخبار تذكر أن فريقاً من الخبراء يعكف منذ مدة على وضع برنامج تفصيلى للرجل، وأخرى تتحدث عن اختياره فريقاً سيعمل معه، ناهيك عن البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة وترك له فيه حرية الاختيار، وأن يقدم على هذه الخطوة إن أراد، استجابة لنداء قطاع عريض من الشعب.
هز رأسه وقال: كل هذا صحيح، لكن «السيسى» يبدو غير راغب فى المنصب، ويعلم أن التركة ثقيلة والخراب الذى جرى فى الأربعين سنة الأخيرة كبير، وأن حجم التوقعات وثورة التطلعات التى تحيط بترشحه تفوق قدرات أى شخص، وأكد لى أنه يعرف المشير جيداً، وخدم معه، وأنه رجل معروف عنه التأنى فى اتخاذ القرارات، ولا يحب الثرثرة، ولذا يواجه كل ما يتردد حول ترشحه بصمت، وفى الوقت المناسب، الذى يحدده وفق معطيات مدروسة، سيعلن موقفه.
فهل نسبة الـ5% التى تحدث عنها الرجل هى ما يعنيها «عنان» بقوله: «السيسى لن يترشح»؟ أم لديه معلومات معتبرة ربما تزيد هذه النسبة عنده؟ لا أحد يعلم، لكن بعض من يظهرون فى الفضائيات للحديث باسم «حملة عنان» يحرصون على الإشارة إلى أن السيسى لم يعلن ترشحه بوضوح، وأن وضعه لا يجعله حتى الآن «مرشحاً للرئاسة»، فمن الناحية الرسمية، لا يوجد مرشح حتى الآن، لأن باب الترشح لم يفتح، ولن يحدث هذا إلا بعد صدور «قانون انتخابات الرئاسة» الذى كلما قال البعض إنه سيرى النور بعد أيام، مكث فى الظلام أياماً أخرى. لكن ما الذى يجعل من حول «عنان» يتكئون على هذا القول؟
من يقرأ الأمور الظاهرة يقول دون مواربة إن المؤشرات تتراكم، الواحد تلو الآخر، على أن ترشح السيسي مسألة محسومة، لكن نسبة الــ5% تلك تفتح أمامنا احتمالات أخرى، قد تتبدد تماماً بعد أيام، حين يقدم «السيسى» استقالته من وزارة الدفاع متأهباً لدخول السباق.
أرسل تعليقك