البركاني يرفض هجر السقاية ويعتبرها تراثًا عريقًا في مراكش
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

أكد لـ"فلسطين اليوم" أنّه يساهم في إنعاش السياحة المغربية

البركاني يرفض هجر السقاية ويعتبرها تراثًا عريقًا في مراكش

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - البركاني يرفض هجر السقاية ويعتبرها تراثًا عريقًا في مراكش

محمد البركاني
مراكش - ثورية ايشرم

أكد الساقي أو "الكراب" كما يلقب باللهجة المغربية محمد البركاني، أنّه "لا يخفى على الجميع أنّ مراكش عاصمة السياحة على الصعيد العربي والأفريقي التي تصل إلى المراتب المتقدمة في تحقيق نتائج مهمة في هذا المجال بفضل  كل العاملين فيه بينهم الساقي أو "الكراب"، إلى جانب الصانع التقليدي والمرشد السياحي وغيرهم".

وشدَّد البركاني في حديث مع "فلسطين اليوم"، على أنّ "النجاح دائمًا يأتي بتكاثف الجهود المبذولة من طرف الجميع، وأنا من ضمن هذه الفئات التي تساهم بشكل كبير في إنعاش السياحة في مراكش، لأني أزاول مهنة؛ تجعلني مرتبطًا بالسياح وأعمل على تنشيط هذا المجال في شتى الطرق، وعلى الرغم من التراجع الكبير الذي عرفته هذه المهنة التي ورثتها أبًا عن جد؛ إلا أنّها تبقى من التراث المغربي الأصيل الذي لا يمكن أن تجده؛ إلا في مراكش، المدينة المختلفة في كل شيء التي لا يمكن لمدينة ثانية أن تنافسها في جمالها وثقافتها ومعالمهما وخصائصها المميزة التي يعتبر الساقي واحدًا منها".

وأوضح أنّ "مهنة الكراب شهدت عزوفًا كبيرًا بعد وفاة الكبار؛ حيث أصبحت لا تدر دخلًا يكفي أسرة، ويوفر لها العيش المطلوب، خصوصًا بعد التطورات الحديثة أصبحت قنينة الماء المعدنية المنافس القوي للساقي في مدينة مراكش، فبينما كان الساقي هو مقصد السياح الأجانب والمغاربة لإرواء عطشهم عندما يشتد حر الأجواء في فصل الصيف والاستمتاع بمذاق المياه الذي تتخلله نسمة القطران المغربي، تحول فجأة إلى مجرد معلمة تاريخية تتجول بين أحضان المدينة وأزقتها الضيقة العتيقة وفي ساحة جامع الفناء حيث يدق ناقوسه لينادي به على الراغبين في شرب كوب ماء بارد ومنعش، ولا يُقبل على تلك المياه الباردة التي تعود إلى تاريخ عريق وتميز المدينة، سوى القليل من الزوار".

وأضاف أنّ "هذه العوامل لم تؤثر سلبًا على ثقافة الكراب، فلا أزال أتجول في أرجاء المدينة  بين زوارها الذين يقبلون إليَّ؛ للنظر إلى ملابسي المميزة التي لم تتغير منذ أن ورثتها عن والدي الذي ورثها بدوره عن جدي مُنذ عقود طويلة من الزمن، فتجدهم يلتفون حولي من أجل أخذ صورة تذكارية تكون بمثابة تذكار موثق من المدينة الحمراء".

وأشار البركاني إلى أنّ "المشاكل الكثيرة والعراقيل المختلفة التي عشتها؛ بسبب ممارسة هذه المهنة التي أصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع؛ جعلتني أفكر كثيرًا في تركها، والبحث عن مصدر رزق ثانٍ؛ إلا أنني لم أستطع ذلك، فأنا أعشقها ولا يمكنني أن أجد نفسي حبيسًا في عمل بعيدًا عن ساحة جامع الفنا التي ترعرعت فيها مع والدي، المكان الذي أعر فيه أني على قيد الحياة".

وتابع: "أحب أن أتجول في الساحة وفي حدائقها وأرجائها والتجول بين دروبها وقرب الرياضات العتيقة ودور الضيافة الفخمة، كما أني أكون سعيدًا جدًا بتواجدي قرب الفنادق الراقية مثل: المامونية حيث استمتع بمنظرها وأجدني أكمل صورة تلك المعلمة التاريخية المميزة، بمظهري التقليدي بلوني الأحمر وبقربتي التي صنعتها من جلد الماعز وبمائها المميز و كوؤسي النحاسية، كلها خصائص مغروسة في قلب وتجري في دمائي ولا أستطيع أن ابتعد عنها أو أتجرد منها فهي تكملني وأنا املكها."

وواصل كلامه مبرزًا أنّ "السياحة هي منبع مراكش، ولا يمكن لأي مجال أن يكتمل من دون رموزه، فالكراب والصانع التقليدي وبائع الحلزون وحتى بائع العصير والمأكولات الشعبية، كلها رموز تشير إلى الثقافة الشعبية التي تميز مراكش عن غيرها من المدن التي تجعلها دائمًا في المقدمة، وقبلة للسياحة الأجنبية والعربية، وهذا يبعث على الفخر طبعًا، وأنا لم أندم يومًا على اختياري هذه المهنة، على الرغم من أني ولجت إلى المدرسة وحصلت على دبلوم في الزراعة؛ إلا أني تعلقت بهذا المجال وأحب أن أمارسه إلى آخر نفس يصعد مني".

وأردف "لا يمكنني أن أتخلى عن جذوري وثقافتي وكل ما يعبر عن هويتي المغربية، وأسعى إلى أن أورث هذه المهنة العريقة بلباسها وتقاليدها وجمالها إلى ابني الذي أصبح يرافقني أحيانًا في جولاتي التي أجريها في مختلف المهرجانات والمعارض والمناسبات والتظاهرات التي تحتضنها مراكش وضواحيها، فضلًا عن بعض الجولات في مختلف المناسبات التي تنظم خارج مراكش، مثل: مهرجان حب الملوك في مدينة صفرو، ومهرجان الورد في قلعة مكونة، وغيرها من المناسبات التي أتلقى فيها دعوة للحضور على اعتباري رمزًا من رموز الثقافة المراكشية التي نسعى إلى جعلها تعم مختلف المدن المغربية لاسيما في مثل هذه المناسبات".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البركاني يرفض هجر السقاية ويعتبرها تراثًا عريقًا في مراكش البركاني يرفض هجر السقاية ويعتبرها تراثًا عريقًا في مراكش



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday