بدت مغنية "البوب" الكردية هيلي لوف في إطلالة جذابة وطريفة في آن، في أغنيتها المصورة "ثورة"، التي تدعو فيها إلى النضال ضد القتل والتدمير، منادية بإحلال السلام بين الشعوب. والأغنية أدتها بالكردية بصوت جميل يحمل الكثير من العُرب الشرقية التي تميز أيضاً اللهجة الكردية مع انفتاح على الطابع الغربي الناجم عن كون هيلي تغني أيضاً بالإنكليزية.
وأطلت المغنية المشهورة والتي تمثل صوت القضية الكردية، تغني وترقص بعفوية تامة وليونة، وسط مشاهد العنف والمأساة وبين الأبنية المدمرة تعبيراً منها عن رفض العنف والنزاعات الدموية.
أغنية جميلة في فيلم مصور سرعان ما عرف رواجاً منذ انطلاقته، فهو بموسيقاه وكلماته ولقطاته المعبرة، يجذب المشاهد والمستمع، ويترك في وجدانه لحظات مؤثرة فيها من الفرح والبهجة ما فيها من الحماسة لرفض الحروب والمجازر.
منذ بدايتها في المجال الفني، أثارت لوف جدلاً بسبب جرأتها في الأغنيات التي تقدّمها وتحارب من خلالها المتشددين الإسلاميين في العالم عموماً وبلدها العراق خصوصاً.
وأخيراً، صوّرت أغنية "ريفولوشن" التي استفزت هؤلاء الجماعات المتطرفة في إربيل. ويظهر هذا الكليب مقاتلين على دبابات يشبهون مقاتلي "البشمركة" ورجال دين من طوائف مختلفة، داعية فيه العالم إلى محاربة تنظيم "داعش"، كما أهدته إلى ضحايا العنف الذين ماتوا دفاعاً عن أرضهم وفي سبيل حرية كل من بقي حياً.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير لوف فيها استفزاز الجماعات المتشددة.
فقد هددتها بالقتل على أثر فيديو كليب أطلقته العام المنصرم بعنوان "ريسكت أول" اعتُبرت فيه أنها تروّج للماسونية من خلال ظهور مثلث مقلوب في خلفية المشاهد التي صوِّرت في إربيل.
لكن لوف اعتبرت أنها من خلال هذه الأغنية كانت تشجع الأكراد على المخاطرة من أجل تحقيق حلمهم، وأنها صوّرت الأغنية في كردستان لأنها ككردية لديها حلم واحد هو أن تصبح كردستان دولة.
لكن التهديدات التي تعرضت لها المغنية البالغة 26 عاماً على هذه الأغنية التي حصلت على نسبة مشاهدة كبيرة جداً بلغت 2.5 مليون مشاهدة، كانت على موضوع غير متوقع، فبدلاً من أن تنتقد على جرأتها في الملابس أو طريقة الرقص أو المشاهد التي تحتوي على تفجيرات قنابل حارقة وراقصات في الخلفية يحملن بنادق من طراز "ايه.كيه-47"، انتقدت على المثلث المقلوب.
لم يفهم كثر رسالتها، بل انتقدوها وهددوها بسبب رمز تدّعي لوف أنها لم تعرف ما ينطوي عليه من معانٍ، وكان القصد منه اختيار شعار لها مثل كل المغنين. ارتدت ملابس سوداء في الكليب في إشارة إلى المآسي التي حلت بالشعب الكردي فاتهموها بالارتباط بجماعات "غامضة"، وأنهت الكليب مرتدية ملابس صفراء في إشارة إلى الانتفاضة الكردية وبدء يوم جديد، لكن ظهور المثلث في ذلك المشهد أعمى بصر وبصيرة كل من شاهده.
هيلي لوف واسمها الحقيقي هيلان عبدالله، ولدت في مخيّم إيراني للاجئين الأكراد من أبوين يعود أصلهما إلى أكراد العراق، ولجأت العائلة لاحقاً إلى تركيا قبل نيلها حق اللجوء إلى فنلندا حيث عاشت لوف طفولتها. وانتقلت في وقت لاحق إلى كاليفورنيا تحديداً لوس أنغلس حيث بدأت عرض الأزياء وتصميم الرقصات أولاً، ثم أرادت أن تدخل عالم الغناء، فبدأت تكتب أغنيات وتلحّنها وتحمّلها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حين التقت مغنيات أميركيات، بينهن ريهانا وبيونسي، كنّ دعماً لها في انطلاقها في عالم الفن، وشجّعنها على القيام بهذه الخطوة.
عندما عادت هيلي إلى إقليم كردستان، عادت لمحاربة "داعش" والجماعات المتطرّفة بكل ما تملكه. فدعمت منظمات حقوقية والقوات الكردية، ودعت العالم بصوتها وفنّها إلى الاتّحاد.
وعزمت على أن تثبت أن الحب والسلام سينتصران على الحرب والقتل مهما طال زمن الاستبداد وطغيان لغة العنف.
أرسل تعليقك