بغداد - فلسطين اليوم
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن العراق الذي استطاع استعادة مدينة الرمادي قبل أيام من تنظيم داعش، يواجه تحديا حقيقا بتزايد حدة الخلافات بيت السعودية وإيران مما يهدد بتأجيج التوترات الطائفية في جميع انحاء المنطقة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن الحكومة العراقية لم تتمكن من هزيمة تنظيم داعش إلا بمساعدة من القبائل السنية، مما أدى إلى تراجع حالة عدم الثقة المحلية فى الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة.
والآن يواجه العراق تحديا أكبر في تحرير مدن اخرى من تنظيم داعش، خاصة انه استطاع النجاة من اشتعال حرب أهلية طائفية، مما يعنى ان القتال بين إيران والسعودية يحبط مرة أخرى آمال التعاون بين السنة والشيعة، وبالتالي تمكن تنظيم داعش من تثبيت أقدامه في العراق.
وقال سعد الحديثى المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي:" بالتأكيد ارتفاع حدة التوتر الطائفي يخلق بيئة خصبة لنمو داعش ، كل هذا يساعد داعش في بناء قواته القتالية والحصول على الدعم".
وبد ان اعلنت السعودية إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر مع 47 سجينا آخرين، أثار هذا حالة من الغضب لدى إيران التي تحكمها أغلبية شيعية، مما ادى إلى قيام عدد من المواطنين باقتحام السفارة السعودية بطهران وإضرام النار فيها، ومن جانبها ردت السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتبعها عدد من الدول السنية.
وقالت نيويورك تايمز، إن هناك الآن مخاوف بأن حالة العداء في المنطقة قد تعصف بالجهود الوليدة، لتخفيف العديد من الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك الحروب التي تشهدها سوريا واليمن.
وقال بان الياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة:" أنا عادة أسعى للتقليل من الصعوبات، ولكن ما حدث انتكاسة كبيرة، سيكون له عواقب جيوسياسية إقليمية، خاصة فى ظل حقيقة ان العنصر الطائفي يلعب هذا الدور، مما يجعل العواطف متأججة للغاية".
وقالت نيويورك تايمز إن العراق على وجه الخصوص يجد نفسه فى موقف صعب، خاصة الحكومة المركزية المتحالفة مع الولايات المتحدة وإيران. وقد قام رئيس الوزراء حيدر العبادى بإدانة حذرة لإعدام السعودية لرجل الدين الشيعي، لكنه رفض الاستجابة للدعوات التي أطلقها المحتجين الشيعة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
وقالت ماريا فانتبى المحللة المتخصصة فى شؤون العراق بمجموعة الأزمات الدولية:" هذه الجولة الجديدة من التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية، من المرجح ان تمثل تحديا لقدرة العبادي على المناورة بين الولايات المتحدة وإيران".
ومع ذلك يقول محللون سياسيون عراقيون وزعماء، إنه حتى الآن لم تكن هناك أى إشارة على ان التوترات الإقليمية لها تأثير فورى داخل العراق.
وقالوا إن العبادى تمكن من العمل على أرضية وسطية، مشيرين إلى ان ذلك يرجع بشكل جزئي إلى ان قادة السنة في العراق ليسوا مقربين بشكل كبير من المملكة العربية السعودية مثل غيرهم من الدول السنية في المنطقة.
نقلل عن واس
أرسل تعليقك